النواب وترف الإمتيازات في غير وقتها
خلف وادي الخوالدة
14-09-2014 04:34 AM
إذا كنا نعاني من مديونية عالية لم يسبق لها مثيلاً في تاريخ الوطن وعجز الموازنة يترنح ما بين الركود والإفلاس.
فإن ذلك يتطلب شد الأحزمة وضبط الإنفاق وأولها أن لا تتجاوز عدد الحقائب الوزارية لأية حكومة عن عشرة وزارات سيادية وأن لا يتجاوز عدد النواب عن اثنين أو ثلاثة لكل محافظة لتيسيير أمور الدولة الأردنية التي لا يكاد يتجاوز حجم العمل بها العمل في إقليم واحد من أقاليم بعض الدول الأخرى ذات الطبيعة الجغرافية والمناخية القاسية والكثافة السكانية العالية.
خاصةً وأن الأردن يتوفر فيه خدمات بنية تحتية تكاد تصل إلى درجة الترف مقارنةً مع بعض الدول ذات الموارد المالية العالية.
كنا نتوقع أن يبادر مجلس الأمة بشقيه إلى المطالبة الفورية بما أسلفت وكذلك المطالبة بتخفيض رواتب رؤساء الوزارات والوزراء والأعيان والنواب ومن كان بمستواهم الوظيفي بتخفيض الرواتب بنسبة لا تقل عن (30%) من الراتب الإجمالي لكل منهم مساهمةً منهم في خدمة الوطن إن كنا نعاني من ضائقة مالية فعلاً. وتوجيه الوفر من هذه المبالغ إلى المشاريع التنموية والإستثمارية في المحافظات للحد من الفقر والبطالة إذ لا يكاد يخلو أي بيت من عدد من المتعطلين عن العمل والخريجين الذي يزداد يوماً بعد يوم قبل المطالبة بترف الإمتيازات في غير وقتها المناسب.
في الوقت الذي كنا ضد إضراب المعلمين وغيرهم من المطالبين بتحسين ظروفهم المعيشية تفاجأنا بما سعى إليه مجلس الأمة من منح الإمتيازات المالية للنواب في هذا الظرف بالذات. ولو اطّلع أصحاب القرار على ملفات التحقيق في السرقات بشكل خاص لتبين لهم أن الفقر والبطالة السبب الرئيسي الذي دعاهم لذلك. لأن الفقر والبطالة قنبلة موقوتة يجب على أصحاب القرار معالجتها.
وما يشهده الوطن من عنف مجتمعي وسرقات تزداد وتنتشر يوماً بعد يوم شوّهت سمعة الوطن وفلتان أمني ومحاولة البعض النيل من هيبة الدولة كل ذلك سببه الرئيسي الفقر والبطالة والحرمان وغياب العدالة المجتمعية.
تجاهل السادة الذوات أعضاء مجلس الأمة ومعهم أصحاب القرار أن هنالك العديد من رجالات الوطن ممن يعملون على نهج السلف الصالح الذين يبذلون من جيوبهم الخاصة ويضحون بجزء من أوقاتهم الرسمية للمساهمة في حفظ أمن واستقرار الوطن وصون منجزاته دون أن ينتظروا ولو لكلمة شكر من أي مسؤول مدركين أن خدمة الوطن فرض عين على كل مواطن لكن ذلك يجب أن يبادر به أصحاب القرار من نواب وأعيان ومسؤولين قبل غيرهم.
حماك الله يا وطني. وهيء لك من يعملون على هدي ونهج السلف الصالح الذين حوّلوا صحرائك القاحلة إلى جنّات غنّاء وشيدوا صروحك الشامخة الشمّاء وجعلوا منك محجاً آمناً للآخرين دون أن يتركوا ورائهم قصوراً فارهة أو أبراجاً وشركات عملاقة أو أرصدة بالملايين والمليارات خارجك وإنما تركوا وطناً زاخراً بمنجزاته وأمنه واستقراره.
ولفقرائك المزيد المزيد من التحمل والصبر والمحافظة على أمنك واستقرارك وصون منجزاتك لأن الأمن يجب أن يكون قبل الغذاء والكساء والدواء لا بل كالأكسجين لحياة الإنسان وهذا هو معدن وديدن الأردنيين لتجاوز الأزمات.