دولة الفصل العنصري الاخرى
عودة عودة
14-09-2014 04:31 AM
بما يشبه تطبيق المثلثين في علم الهندسة... قام (روني كاسرلز) وهو كاتب وباحث جنوب إفريقي مشهور بعد زيارة له في العام 2004 للأراضي الفلسطينية المحتلة عامي 67و48 ولقائه ياسر عرفات في مبنى المقاطعة المدمر بصحبة ((باهاد عزيز)) نائب وزير خارجية جنوب إفريقيا... بعرض وجوه تشابه والإلتقاء بين نظامي الفصل العنصري في جنوب إفريقيا وإسرائيل.
وكشاهد عيان كشف كاسرلز بعد هذه الزيارة التي استمرت عدة أسابيع أن هاتين الدولتين هما كيانان إستعماريان وإستيطانيان أنشئا على أساس الاغتصاب الشرس لأرض وحقوق السكان الأصليين، كما تبنت ونفذت إسرائيل وجنوب إفريقيا (مناخ البلدين متوسطي معتدل) سياسة تقوم على العنصرية العرقية في إدعاء اليهود في إسرائيل، والبيض في جنوب إفريقيا بحقهم في المواطنة حصريا وإحتكار الحقوق القانونية في ملكية الأرض والعقار والأعمال التجارية والوصول الحصري للمرافق التعليمية والصحية والاجتماعية والرياضية والثقافية والمعاشات والخدمات البلدية على حساب السكان الأصليين العرب الفلسطينيين والسود في جنوب إفريقيا واحتكار القوات العسكرية والأجهزة الأمنية وامتيازات التنمية البشرية والاقتصادية على قياس خطوط التفوق العرقي..
كما أن القوانين في اسرائيل وجنوب افريقيا مصممة بهدف حماية النقاء العنصري.كما رأى كاسرلز في شهادته أن من كانوا يسمون «غير البيض» بجنوب إفريقيا والأفارقة الأصليين والآخرين المختلطي الأعراق أو من من أصول آسيوية... شأنهم شأن مواطني الدرجة الثانية أو الثالثة من غير اليهود في إسرائيل ناهيك عن سكان المناطق المحتلة عسكريا فقد خضعوا لتطبيقات وأوضاع في غاية الغموض والإلتباس وكافة صور التمييز والإجحاف كتلك القوانين التي تحظر عليهم حرية التنقل والحصول على عمل في التجارة والأعمال العادية وتُملي عليهم مكانه إقامتهم وغير ذلك.
وحسب شهادة كاسرلز: وكما فعل النظام العنصري في جنوب إفريقيا في تدميره للقرى والبلدات للسود وقيامه بلا رحمة بالمذابح المعدة مع سبق الإصرار والتطهير العرقي الممنهج للمناطق المسماه (بالبقع السوداء) وقيامه بتجريف المنازل وتحميل الأسر السوداء في شاحنات عسكرية ونقلهم عنوة إلى منافي بعيدة (بانتوستانات) تُستغل كأيدي عاملة رخيصة.. تماماً مثل هذا الذبح والتدمير والنفي يجرى للشعب الفلسطيني على أيدي القوات الإسرائيلية في حربي 67و48 قبلها وأثناءها وبعدها حيث الفلسطينيون الآن في الأراضي المحتلة في سجون أشبه بالغيتوهات المحاطة بالجدران والأسوار والمعازل.
ويقارن كاسرلز المناطق المغلقة بجنوب إفريقيا والأراضي الفلسطينية المحتلة فقال: لقد مثلت البانتوستانات نحو 13% من مساحة جنوب إفريقيا في حين يقدر أن ما يزيد على ثلث الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 تضم الكتل الإستيطانية ومنظومة الشبكة الأمنية الإسرائيلية بطرقها المخصصة للإسرائيليين فقط ، يعني أن الضفة الغربية وقطاع غزة التي كانت تشكل 22%من فلسطين أصبحت الآن 12% ليس غير.
ويقارن كاسيرلز ما بين المستوطنين «الهولنديين» الأوائل في جنوب إفريقيا وما يسمون بالأفريكانز والإسرائيليين، فالأفريكانز استخدموا الكتاب المقدس وبالتحديد «العهد القديم» ..والبندقية لإقامة القلاع المحصنة مثل المهاجرين اليهود ومعظمهم أوروبيون الذين زعموا وفق (العهد القديم) أيضاً أنهم شعب الله المختار للقيام بمهمة (تحضير) البراري متجاهلين كدح الشعب الفلسطيني عبر آلاف السنين لتصبح أرضه تدر لبناً وعسلاً قبل أكثر من أربعة آلاف عام وحتى الآن.
ولتأكيد تطابق نظامي الفصل العنصري في جنوب إفريقيا وإسرائيل يقتبس كاسرلز من (صحيفة راند ديلي ميل 23-11-1961) قبل حوالي خمسين عاما كلمات لافتة لشخصية جنوب إفريقية إنه ليس نيلسون منديلا وإنما مهندس نظام الفصل العنصري رئيس الوزراء الدكتور «هندرك فيرورد»قال: (لقد أخذ اليهود فلسطين من العرب وسموها إسرائيل بعد أن عاش العرب فيها ألاف السنين..
إن إسرائيل مثل جنوب إفريقيا دولة فصل عنصري أخرى)... كلاهما سعتا لدفع الفلسطينيين والسود نحو طريق الشعوب البائدة من الحقب الاستعمارية، لم ولن يسمح شعب جنوب إفريقيا والشعب العربي الفلسطيني لهذا المصير بالحدوث، شمس الحرية مرت على جنوب إفريقيا وستمر قريبا على فلسطين.. وآخرالليل نهار..!!