facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




حوار مع الإسلاميين (6) (تعصب رد فعل)


بلال حسن التل
14-09-2014 03:13 AM

ونحن نتحدث عن أسباب بروز الفكر المتعصب، ليس من الجائز لنا ولغيرنا إلا ان نؤكد على حقيقة واضحة وضوح الشمس، وهي أن التعصب الذي يعبر عن نفسه بإرهاب الآخرين وقتلهم ليس سلوكًا خاصًا بالمسلمين.

بل لعل المسلمين هم أكثر ضحايا التعصّب والإرهاب. ففي الوقت الذي يدفع فيه المسلمون حياتهم واستقرارهم وأمنهم على أيدي المتطرفين المسلمين، فإن جميع المسلمين - متطرفهم ومعتدلهم وعربيهم وعجميهم - يدفعون ثمن تعصب وتطرف غير المسلمين ضد المسلمين في شرق الأرض وغربها، ابتداءً من شبه القارة الهندية حيث يُقتل المسلمون وتهدم مساجدهم على أيدي الهندوس تارة، والسيخ تارة أخرى، مرورًا ببورما وما يفعله البوذيون بالمسلمين، تعريجًا على الصين وما يلاقيه المسلمون فيها من اضطهاد. وتذكيرًا بالحقبة السوفيتية وما لحق بالمسلمين خلالها، ليس من هدم لمساجدهم فقط. بل من منع لهم من أداء عباداتهم، علاوة على تهجير الملايين منهم من ديارهم وتشريدهم في بقاع الأرض المختلفة، "تتارًا وشركسًا وشيشانًا وأوزبك وألبانًا" وغيرهم من أعراق المسلمين.. حيث دفع عشرات الآلاف منهم حياتهم في دروب آلام التشرّد.

ومثل اضطهاد الشرق للمسلمين، فإن اضطهاد الغرب للمسلمين ليس أقل فظاعة من ذلك، ويكفي التذكير بمذابح الاستعمار الفرنسي والبريطاني والاسباني والبرتغالي ضد المسلمين في بلادهم، ونحن هنا لا نتحدث عن حروب القرون الوسطى ولا محاكم التفتيش، ولا فظاعات الحروب الصليبية، ولكننا نتحدث عن فظاعات القرن العشرين وقرننا هذا الذي استباحت بهما جيوش الاستعمار الغربي بلاد المسلمين، وهي الفظاعات التي ما زالت قائمة حتى الآن، ممثلة أبشع تمثيل بالاحتلال الاستيطاني الصهيوني لفلسطين. وهو الاحتلال الذي قام ونما وترعرع وما زال بفعل الدعم الغربي، على أساس تعصب هذا الغرب لكتّاب العهد القديم الذي يمثل المحافظون الجدد حراسة الأشد تطرّفًا في عدائهم للمسلمين وممارسة لقتلهم وتشريدهم في كل مكان. ويكفي ان نذكر ان أكثر من ثلاثة أرباع اللاجئين في العالم في العصر الحديث، هم من المسلمين الذين يمارس الإرهاب ضدهم في فلسطين، والعراق، وسوريا، وليبيا، وأفغانستان، وبورما وغيرها من بقاع الأرض. هذا غير إقامة المعتقلات الرهيبة للمسلمين وهي معتقلات بعضها معلن عنه كما هي الحال في غوانتينامو، وأبو غريب، ومنها ما هو سري في مختلف بقاع الأرض، بالإضافة إلى السجون الطائرة التي قرأنا وسمعنا عنها.

والإرهاب ضد المسلمين لا يتوقف عند حدود ممارسة العنف الجسدي ضدهم بصورة جماعية كما هي الحال في الحروب، أو بصورة فردية كما هي الحال في الاعتداء عليهم أفرادًا ومجموعاتٍ في الكثير من مدن العالم الذي يدعي انه متحضر، ولكنه يأخذ طابع التشريعات في الكثير من بلدان العالم كما هو الحال في فرنسا أم الحريات، التي سنَّت قوانين لمنع الحجاب، ناسية أو متناسية أن لباس الراهبات المسيحيات لا يختلف كثيرًا عن حجاب المرأة المسلمة، بل امتدت هذه التشريعات الإرهابية لتشمل الكثير من جوانب حياة المسلمين، خاصة في مجال الثقافة والتعليم والعمل.

إذا أضفنا إلى ما تقدم ما يتعرض له المسلمون من عنف وإرهاب معنوي من خلال السخرية من رسولهم عليه الصلاة والسلام، كما هي الحال في الرسوم المتحركة والأفلام السينمائية، ومن خلال تمزيق قرآنهم ودوسه بالنعال أو ضعه في المراحيض، وجدنا انه من الطبيعي ان تكون لدى المسلمين ردود فعل غاضبة ومتطرّفة ومتعصّبة، تخرجهم عن تعاليم دينهم السمح..

لكل ما تقدم لا بد من القول أن ممارسة ما صار يعرف بالأدبيات السياسية والإعلامية بالإرهاب أو التطرّف أو التكفير من بعض المسلمين، هو في جانب منه رد فعل على ما يمارس ضد المسلمين، وهو رد فعل غير مقبول من الناحية الشرعية. فالمسلم مأمور بالصبر وفي أشد الأحوال برد العدوان دون مبالغة، ودون أذى غير المعتدين وغير المقاتلين.. هذا هو الإسلام الصحيح الذي نحتاج إلى بيانه. ولذلك فإن معالجة تطرّف بعض المسلمين وتعصّبهم لن تنجح إذا اقتصرت على الجانب العسكري، فلا بد من تعليمهم صحيح دينهم ولا بد أيضًا من أن يُرفع الظلم والاضطهاد عن المسلمين في كل مكان، وأول ذلك أن يزول الاحتلال عن أراضيهم، وأولها فلسطين، وان تُحترم معتقداتهم وشعائرهم، وهو حق تكفله لهم الشرائع السماوية والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، وميثاق الأمم المتحدة. وهذا الحل في مواجهة التطرّف والتكفير أقل كلفة من الحروب، وأكثر نجاعة في مقاومة الإرهاب والتعصّب الذي هو ليس حكرًا على المسلمين فقط.
(الرأي)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :