أسس القبول في الجامعات الاردنية
مثقال عيسى مقطش
13-09-2014 01:05 PM
أبدأ المقال بسؤآل : متى وكيف سيتم اعادة النظر في اسس القبول في جامعاتنا بما ينسجم مع قدرات الطلبة الفعلية في التخصصات العلمية والادبية ؟ وهذا ماعرّج عليه وزير تعليم اسبق منذ سنوات ، واكد عليه عدد من المختصين والمسؤولين في قطاع التعليم على مدار سنوات مرورا بالعام الحالي 2014 ، بهدف تحقيق تميّز نوعي في التعليم الجامعي !
فهل انتهى الموضوع مع الانتهاء من صدور قائمة المقبولين في التخصصات الجامعية المختلفة لهذا العام ، ام هي فترة هدوء وستعود الظهور على السطح من جديد ، ام ان هناك برنامج عمل يستند الى مشروع قانون محدّث للتعليم العالي وآليات عمل تطبيقية قابلة للتطوير بما يتماشى مع المستجدات ؟
لا اريد ان استبق الامور بقدر ما اريد ان ادوّن بعض المرئيات العملية حول اسس القبول في الجامعات الاردنية ، ومن ضمنها ما يلي :
اولا : ضرورة اعطاء الجامعات احقية كاملة في وضع المقاييس المعيارية الضابطة للقبول في الجامعات ، غير تلك الطريقة الكلاسيكية المستندة الى المعدل العام في امتحانات الدراسة الثانوية (التوجيهي ) ، ومن خلال اخضاع الطلبة لمراحل تهيئة نوعية ضمن برنامج يستند الى اجراء مراجعة شاملة للتخصصات المتوفرة كما ونوعا في السوق الاردنية ، وتقديم احصائيات رقمية حول الاعداد المتوفرة ، ومدى حاجة الاسواق محليا ، واضافة نسبة معينة تقديرية للطلب علبها اقليميا وعربيا ، وذلك بهدف تعريف الطلبة المقبلين على الدراسة الجامعية واولياء الامور
بالتخصصات المشبعة ، بالاضافة الى تحليل مقارن للعرض والطلب خلال السنوات الخمس الآخيرة .
ثانيا : ان تحديد اسس القبول بما ينسجم مع قدرات الطلبة هو توجه عملي واخذت به العديد من الدول ، ضمن آلية عملية ومعروفة ، وحققت نتائج نوعية وابداعية . ولكن السؤآل هو : كيف يمكن للجامعات ان تتعرف على قدرات الطالب فور نجاحه في امتحانات التوجيهي ؟ فهل التقييم سيكون على اساس العلامات الفرعية في المواد سواء كانت ادبية ام علمية ؟ واذا كانت الاجابة " نعم " فان الوضع سيراوح مكانه ، مع بعض التقدم البطيء . وربما سيؤدي هذا التوجه الى الحاق ظلم بعدم قبول طلبة في تخصصات يرغبون فيها !
ثالثا : في الواقع العملي ، لا تستطيع اي جامعة او لجان القبول تحديد ميول الطالب من خلال العلامات التي حصل عليها في المواد العلمية او الادبية . وهناك ظروف مختلفة يمر بها الطالب خلال امتحانات التوجيهي . وفي سبيل الاستناد الى اسس عملية في القبول ، فاننا نقترح ان يخضع جميع المقبولين حسب المعدل العام في التوجيهي الى عام دراسي تحضيري حسب فرع التخصص في التوجيهي ، ويتم التقييم على مدار عام التهيئة ، وينضج الطالب ، ويصبح في حالة فكرية ونفسية يقوى من خلالها على تحديد التخصص الذي يبدع فيه !