لا تقل شيئاً .. وقل ما تشاء .. !
عودة عودة
13-09-2014 03:31 AM
لا ادري لماذا تتعثر اقلام رؤسائنا في كتابة اوامر فصلنا من وظائفنا نحن الرجال العاملين في الصحافة.. بينما نفس هذه الأقلام نجدها حادة وبتارة في تسطير اوامر الفصل للزميلات الصحفيات.. ليس لدي ما اقوله إلا ان الله لطف وستر..
قبل أربع سنوات وفي مثل هذه الأيام فاجأني وانا في رحلة عمل في الجزائر كما فاجأ الجميع (إِجبار) زميلتين تعملان في مؤسستين صحفيتين اميركيتين كبيرتين ومعروفتين على الإستقالة, الاولى «هيلين توماس» عميدة الصحفيين في البيت الأبيض, والثانية «اوكتافيا نصر» مديرة مكتب «CNN» في بيروت.
الزميلة «هيلين» صحفية عمرها فوق التسعين لكن لها روح شابة وثّابة لا تأبه احداً اذا اعتقدت انها على صواب، وسبب فصلها كصحفية متابعة للبيت الأبيض منذ عهد جون كنيدي الى باراك أوباما مروراً ببل كلينتون وجورج بوش, أنها أجابت دون مواربة على سؤال للحاخام نيز يانوف كان في زيارة الولايات المتحدة في تلك الأيام مفاده: (اين سيذهب يهود اسرائيل اذا لحقت هزيمة بدولتهم في حرب قادمة؟!) فأجابت هيلين: (أخبر الإسرائيليين..
عليهم ان يخرجوا من فلسطين ويعودوا إلى ديارهم وبلدانهم الأصلية في ألمانيا وبولندا والولايات المتحدة وغيرها...).. مضيفةً: ( فلسطين لأهلها العرب الذين عاشوا فيها قبل أكثر من 4 آلاف عام، لماذا تُرسلون اليهود الى فلسطين لتقتلوا شعباً عاش فيها قروناً عديدة.. الإسرائيليون محتلون ومجرمون؟!). لم تخش هيلين لومة لائم وكأي صحفي ملتزم عليه ان يقبل الحقيقة كل الحقيقة ومهما كانت العواقب والنتائج, لقد ثار اللوبي الصهيوني في امريكا عليها واتهمها بمعاداة السامية و(أُجبرت) على التقاعد على الرغم من أنها كانت في أوج عطائها المهني.
أما الزميلة (أوكتافيا) فقد فصلتها شبكة (CNN) التلفزيونية الأمريكية وهي من كبار المحررين لشؤون الشرق الأوسط فيها بعد أن نشرت في حينه رسالة على موقع (تويتر) عبرت فيها عن احترامها لمحمد حسين فضل الله بعد ان تلقت نبأ وفاته: وقالت في رسالتها ( أقدر عنده موقفه المتميز بين رجال الدين الشيعة حول حقوق المرأة).
انصار اسرائيل في امريكا اقاموا الدنيا ولم يقعدوها بسبب تصريحاتها هذه واتهامها باللا سامية والإرهاب مدافعة عن رأيها في السيد فضل الله مؤكدة أن رأيها هذا يشاركها فيه العديد من الناس في وطننا العربي والشرق الأوسط والعالم منتقدةً السياسة الإعلامية في امريكا والمتمثلة في نهجها المشهور والمعروف: قل ما تشاء ولا تقل شيئاً..؟!
(الرأي)