تاريخياً شهدت ( الموصل ) حركات أو ثورات عسكرية غير متوقعة كما حصل في آذار 1959 ثورة ( الشواف ) في الموصل والتي فشلت . كانت مباغته وسيطر الثوار على الموصل لكن لم يتقدموا خطوة بعد ذلك ولم يدعمهم احد من الداخل ولا من الخارج واعني سوريا ومصر أعداء عبد الكريم قاسم ولذلك قضي على الثوره .
وهذه المرة حصل نفس الشيء تقريباً من حيث المفاجأة والسيطرة ثم توقف الثوار والاسوأ انهم اختلفوا وظل الموقف غامضاً. لكن كل ما يمكن أن نذكر انه تحقق هو أمور اعلامية اصبحت محور الحديث مثل الخلافة والاساءة للاقليات واصبح الحديث عنها وليس الحديث عن انجازات عسكرية كانوا يهددون بها مثل التقدم نحو بغداد كان يبسطون الامر ويقولون لك غدا في بغداد ... لقد قطعت فتوى السيستاني عليهم الطريق الى بغداد . في البدايه عملياً استفاد الأكراد اكثر من غيرهم مما جرى وقاموا بتوسيع رقعتهم 40% واخذوا كركوك وزادت مساحة الاقليم واصبحوا في وجه الدولة الاسلاميه وليس العراق واصبح لديهم حدود مع الدولة الاسلامية 1035كم ومع باقي العراق 15كم و زاد النفط عندهم واصبحوا يسيطرون على 4/1 انتاج النفط العراقي ( واشنطن بوست / مقال جاكسون ديل /تموز/2014) لكن انقلبت داعش عليهم
يظهر أن من أهداف سيطرة داعش التي اصبح اسمها في وسائل الاعلام الاميركية الان ( الدولة الاسلامية ) ربما تفادياً للحديث عن التعامل مع داعش كمنظمة ارهابية ..و ربما ان واحدا من الامور التي تحققت بعد دخول داعش للموصل هو الضغط لعدم عودة المالكي رئيساً لوزراء العراق بعد انتخابه وحتى ان الاوربيين اثاروا الموضوع ذاته لكن المالكي كان انئذ مصرا على البقاء وظهر في الاخبار اسماء جديده للمناصب للشيعه و للسنة والاكراد ( اذ ان العراق يقوم على توزيع الوظائف القيادية بين السنة والشيعه والاكراد )
على العموم هناك غموض في موقف سوريا والعراق معاً اذ ان هناك تراخي في المواجهه مع داعش التي تسيطر على اجزاء من سوريا والعراق ويوم 14/7 سيطرت على دير الزور وزادت الرقعه التي تعمل فيها كل هذا والنظام لايعمل شيئا عسكريا وتسمع ان داعش تبيع النفط . ربما يكون التفسير في حديث بشار الاسد قبل اشهر عديده اذ انه قال في خطابه ان الهدف هو قتل المسلحين وليس استرداد اراضي منهم لانهم اذا تم طردهم من الارض سوف يعودون ثانية .
ظواهر الغموض :-
هناك غموض بالنسبة للقياديين في شخصيات داعش في العراق ذلك ان معظم من وردت اسمائهم على مواقع الانترنت يحيط بهم الشك مثلاً :
· معظم القياديين كانوا سجناء في السجون الامريكية في العراق مثلاً :
1- ابو بكر البغدادي ( الخليفة المنتظر) سُجن ما بين 2004-2006 في سجون الامريكيين في العراق وقد يكون تم تجنيده اذ تسربت اخبار غير موثقه انه خضع لتدريبات من الموساد نفسه لمده طويله .
2- ابو ..... البيلاوي ، (ا نجم) رئيس المجلس العسكري اعتقل عام 2005 في سجن بوكا الاميركي في العراق .
3- ح بكر ( س الخليفاوي ) عقيد سابق في جيش صدام وخبير كيماوي اعتقل في سجن بوكا وقتل عام 2014.
4- ابو ... العراقي ( ابو .... السويداوي ) مقدم في الجيش العراقي وجند سوريين ، اعتقل عام 2007 ايضا .
اهداف داعش :-
يبدو واضحاً ان هدف داعش تغير عن مابدأـ به او انقلبت على الشركاء اما لماذا ركزت مع الشركاء المحليين على منطقة واحدة هي غرب شمال العراق وشرق سوريا فهي لانها كانت بيئة حاضنه بالنسبه لها ولشركائها قبل ان تنقلب عليهم ولكن المنطقه هدف استراتيجي للغرب لاسباب يصعب ان اذكرها الان .
واعتمدت داعش وشركاؤها اقليميا على دول عربية واقليمية في تمويلهم واستفادوا من فلول حزب البعث والجيش العراقي المنحل وتحركوا تحت غطاء طرق دينية صوفية في العراق ومنها الطريقة النقشبندية نسبة الى الصوفي الشيخ النقشبندي اذ تنتشر هذه الطريقة في شمال العراق وتركيا والجمهوريات الاسلامية في الاتحاد السوفيتي وجندوا لذلك كل بعثي وعسكري عراقي من نظام صدام يرغب في الانتقام واخذ القياده عزت ابراهيم الذي شارك في النصر وظهر للعلن عندما حضر الى الموصل يوم 12/6/2014 بعد احتلالها بيومين تمهيداً للتوجه والزحف نحو بغداد ولكن اختفى عزت وعاد النظام لاخذ المبادره وقام النظام العراقي باعمال لمضايقة من يعتبرهم من الداعمين مباشره لداعش او غير الداعمين لخلق فوضى اذ سحب قواته من حدود الاردن والسعودية مما فتح الحدود للمهربين وغيرهم وعلى الفور اعلن عن قيام السعودية بارسال 30.000 جندي للحدود واعلن العراقيون بصراحه عن مصادر الدعم لداعش واتهموا السعوديين واتهموا الاكراد ايضاً ولكن السعوديين تصرفوا بسرعه وقاموا بالمبادره وعلى الفور ارسلوا 500مليون دولار للعراق عن طريق الامم المتحدة ورافق كل ذلك جمود في عمليات داعش العسكريه في العراق فقط لقد خف الاندفاع وظهر الاكتفاء بالحديث عن الخلافة والدولة وجوازات السفر وارقام السيارات ولم يعد الحديث عن الزحف لبغداد . وبدأت فضائحهم تظهر وظهر اهتمامهم بامور جلبت عليهم سخط المجتمع الدولي اذ هاجموا الاقليات مثل الايزيديه والمسيحيين وذكرت ارقام فلكيه عن اختطاف النساء الايزيديات وبيعهن وسمعت رقما وصل الى 5000
ملاحظة :- لقد تراجعت قوة الجماعات التي هاجمت الموصل و تسربت تقارير وصلت الى ان الجيش الذي هاجم الموصل فيه 70% من الساخطين على النظام ونظام الحكم . على العموم كان من ابرز المشاركين ( جيش رجال الطريقة النقشبندية الذي زحف الى الموصل ( ومحافظة نينوى ) كان عدد الجيش اكبر من جيش داعش ولكن داعش اغنى واكثر تنظيماً وتسليحاً وقد قطع هذان الجيشان الجسور الخمسة التي تربط شرق الموصل بغربها واستولى المسلحون على مايقارب نصف مليار دولار من الخزينة هناك واخذوا سيارات ومدرعات وغيرها ، وكالعادة قاموا بأعمال غير حضارية ولا انسانيه مثل :-
1- الافراج عن السجناء وهؤلاء السجناء المفرج عنهم اصبحوا ظاهره ذلك ان بعضا من المقاتلين في الاصل سجناء مفرج عنهم و يتم اقناعهم بأن لهم دوراً في الدولة الاسلامية ويقولون لهم ( خياركم في الجاهلية خياركم في الاسلام ) .
2- العنف مع الخصم ، مارس الداعشيون العنف في سوريا ويمارسونه الان في العراق والسبب في نظري ان عندهم متعصبون وعملاء من خارج الوطن العربي ومدربون عرب منهم عراقيون وسعوديون اعلنت السعوديه نفسها انها سوف تعاقبهم ومن ابرز الاسماء السعوديه :
1- ع القحطاني ، ابو بكر سعودي.
2- ت البنعلي ، ذهب الى لبنان وجند لبنانين. واسمه تركي بن مبارك ( بحريني ) سلفي مطرود من الامارات
3- ع العسيري سعودي / ماجستير فقه ، له دور في اعلان جبهة النصرة في سوريا والجبهة الاسلامية .
ملاحظة :- تلاحظ ان السعوديين والبحرينين ذهبوا الى سوريا ولبنان للتجنيد وتأسيس جبهات ،
وهناك متشددون اخرون غيرهم مثل ع الشيشاني ، مسلم جورجي تسلم جيش المغتربين والانصار.
وهناك من اوروبا واميركا
وهناك عراقيون / عسكريون متطرفون
مثل
ابو ع الانباري ، ضابط استخبارات سابق موجود في الرقة في سوريا .
ابو عمر ال.....، عراقي خبير تفجير اجهزة عن بعد وخبير الكترونيات يتحرك في سوريا .
ابو عمر ق ( ابو جاسم العراقي ) عراقي تركماني ، خبير تفجير وتفخيخ سيارات ، ذهب الى لبنان .
ابو .... العراقي ( غامض ) ، مسؤول داعش في سوريا .
ح ب، عقيد سابق ، خبير في السلاح الكيماوي وتطويره .
ابو ع البيلاوي ، عراقي رئيس المجلس العسكري.
ملاحظات هامة :- تلاحظ ان المفكرين الدينين من السعودية وان السعوديه نفسها توعدتهم بالعقاب و هناك العسكريون الضباط من العراق ومن البعث ، وانهم اقاموا جبهة النصرة اولاً ثم داعش ونظرا لاختلاف الاهداف فان الخلاف حصل بين الطرفين .
لانه ليس من رابط يجمع سلفي سعودي و خليجي مع عراقي عسكري علماني وحتى عندما دخلت الطريقة النقشبندية واحتوت عسكريين عراقيين فان اللقاء كان ينتهي سريعاً ويعودوا الى الخلاف لانه لا رابط بينهم وهذه ابرز محطات الخلاف :-
1- اختلف تنظيم داعش مع النصرة ( رئيسها ) محمد الجولاني واختلف الطرفان عندما لاحظ قادة النصرة ان داعش تريد السيطرة على غاز كونيكو ولذلك فان السوريين توحدوا في مواجهة الارهابيين ويوم 15 تموز انضم اليهم اكراد العراق بعد ان شدد المهاجون الهجوم على حلب بالاسلحه التي حصلوا عليها من الموصل . ولقد طرد السوريون تنظيم داعش من بعض المناطق مثل ادلب وبقوا في مكانين في حلب فقط وهما الباب ومنبج .
2- ان تنظيم داعش متطرف ويعتبر من يخالفه من الخوارج ويهدر ماله وعندهم ميل للغدر وهذا ما فعلوه مع احرار الشام وفي مرة قتلوا طبيباً حاول انقاذ جرحى في قتال بين الطرفين .وباختصار الغدر من طبعهم ولقد عاتبتهم النصره مرة وذكرت البغدادي انها هي التي توسطت في صفقة الافراج عن مسجونين في سوريا منهم زوجة البغدادي سجى الدليمي مقابل الافراج عن راهبات معلولا
3- اختلف قادة التنظيم في العراق مع الاخرين وتسرعوا في اعلان الخلافة وهذا خطأ ، هناك ضباط عسكريون سابقون لا يقبلون بذلك ، لذلك فان بيئة الموصل ليست بيئة حاضنة لداعش كما بدأت ولن تكون منطقة شرق سوريا بيئة حاضنة وقد هدد الرئيس السوري بشار الاسد في خطابه يوم 16/7/2014 انه سوف يستعيد الرقة والرقة منطقة مسيطر عليها من داعش ، وداعش تسيطر على الموصل وبالنسبة لتكريت فان هناك عمليات كر وفر مع الجيش الذي يقتحم تكريت ويسيطر على المحافظة ثم ينسحب الى الفرقة الرابعة المرابطة في جنوب تكريت كما حصل يوم 15/6 . وفي الاونة الاخيره نجح العراقيون في استرداد مناطق جنوب تكريت ونجحت البشمركه في شرق الموصل ونجح الاكراد في مناطق شمال شرق سوريا وبدأ ت المساحات تضيق امام داعش كانت فتوى السيستاني هامة جدا في التعبئه لمواجهة داعش وهي التي احتوت الموقف ولكن داعش ليس لها مرجعية واضحه هي حتما لها دعم خارجي ولها علاقات تمثل بالعدد الكبير من الاوربيين الذين يدخلون حتما من دولة مجاوره للعراق وسوريا وقسم يقاتل وقسم اخر يتم اختطافه والمقايضه عليه وقتله من متطرفين اوروبيين
وقد يكون سر سكوت العراق وسوريا على انتشار داعش هو من اجل انهاكها واخيرا فان الاردن بعيد عن اهداف داعش والنصرة . حتماً ان هدف النصرة هو سوريا فقط اما هدف داعش فهو الخلافة بين سوريا والعراق وقد قسموها الى ولايات ووصل نفوذها فعليا الى لبنان . اذا ان هدف داعش الخلافة والحكم في العراق وجزء في سوريا اذ استطاعت .اما هدف اقطاب حزب البعث والجيش السابقين فهو استرداد الحكم البعثي واهم شيء هو ان هدف الغرب بعيد عن كل ذلك اما تركيا فانها تذرعت في الاونه الاخيره ان هناك محتجزين اتراك عند داعش يمنعوا تركيا من التصرف ولكن العراقيين غير قانعين برواية الاتراك وغير قانعين بفاعلية التدخل الاميركي بضربات سلاح الجو ويشيرون لموضوع عدم تدخل اميركا حسب ما نصت عليه المعاهدة ويعتمدون على انفسهم وان السيستاني حسم موضوع الجهاد الكفائي وموضوع عدم اعادة المالكي رئيسا للوزارة.