facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




متحف القيم العربيه


شحاده أبو بقر
10-09-2014 09:24 PM

يفقد العربي قيمته وقيمه تباعا وبالذات في هذا الزمان ، فهو عربي بالإسم بعد أن غدت حضارة آبائه واجداده مجرد آثارتستهوي السائحين من سائر الأمم والغربية منها على وجه الخصوص ، وهواليوم عربي بالهوية الورقية وحسب ، ولا صلة له بحضارة عربية إسلامية كانت وعلى مدى قرون عديدة مصدر إشعاع وإلهام للبشرية كلها ، وهو اليوم مجرد بشر مقلد مستهلك سعيد بتلقي مخرجات عقول أمم أخرى أفلحت في تسخير عقولها وطاقاتها وابدعت في مقاربة الإنجاز بكل صوره المعنوية والمادية وغزت أسواقنا وعقولنا ومجمل منظومة حياتنا ، فالعربي تخلى في هذا الزمان عن سائر خصائص العروبة حتى في لباسه وغذائه وسلوكه كافه ، وبدا كما لو كان نبتا جديدا مقطوعا عن أصله وفصله .

تتشبث الأمم بأصلها وفصلها وخصوصيات وجودها تاريخا وحضارة وتأبى التخلي عن شئ منها ، فهى عنوان وجودها وهويتها الى يوم الدين ، ويتجلى ذلك في لباسها وغذائهاوسلوكها ونمط حياتها ، اما نحن العرب فقد قطعنا وبايدينا كل صلة لنا بعروبتنا وبتاريخنا وحضارتنا وصرنا نهبا للغزو الغربي ثقافيا وحضاريا وسلوكيا وسعدنا بعجزنا المستفحل ما دام غيرنا يتعب ونحن بتعبه سعداء .

بمعزل عن تلك القيم السلوكية، نتحدث عن قيم عروبية سادت ثم بادت ، فالعربي لم يعد يمتلك الكثير من اخلاق الفرسان التي كانت سمة حياة آبائه واجداده ، حيث الكرم في غير مصلحه ، وحيث الصدق والأمانة والاخلاص والرجولة والوفاء والنخوة ونجدة الملهوف وإجارة المستجير والتعاون الصادق وإحترام الكبير وتوقير الموقر وحفظ العهود وإحترام الوعود وحفظ الجار والصديق والرفيق والقصير وعفة اللسان والالتزام بشرف الكلمة الى غير ذلك من السجايا والخصال التي ظلت محل اعتزاز العربي على مر الزمان .

نقف اليوم بحزن أمام إنحسار تلك القيم الجليلة ، ونقرأ بدلا منها قيما ليست بقيم مكنونها النفاق والتحاسد والضغائن وضياع الامانات وإضمحلال منسوب علاقات التعاون والمودة والمحبة بين الناس وتراجع التقوى وإنتشار النميمة والتكالب على المغريات وإبتعاد حتى الاخ عن أخيه والقريب والجار والزميل والرفيق كل عن قرينه ، فقد ضاقت الدنيا في عيون الناس وكل يريدها لذاته دون غيره ، وسادت المجاملات الخداعة الكاذبة فلا احد يشعر بهم احد الا ما ندر ولا احد يحزن او يتألم لألم احد لا بل يسعد بعضنا بمصائب بعضنا وصار المال سيد الموقف فكل قيمة في هذا الوجود تحسب بالمال وحده دون سواه ، والبشر يجري تقييمهم بقدر ما يملكون من مال ، وهو تقييم كاذب في مجمل الاحوال خاصة واننا لا نحب الاثرياء بالفطرة وبدافع الحسد والغيرة العمياء .

واقع الحال يقول بأن ديننا العظيم وعروبتنا العريقة وقد إختار خالق الكون الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه عربيا والقرآن الكريم عربيا، يستوجب ان يكون حال العرب مختلفا بالمطلق ولا حول ولا قوة الا بالله ، وبالمناسبة فقد حدثني أحد المعارف الأسلاميين بعد ان زار الولايات المتحدة انه وجد الاخلاص في العمل والصدق وكثيرا من اخلاق الاسلام العظيم هناك بالفطرة في سلوك الناس ، واقر معي ذلك الانسان المحترم ان الدين سلوك قبل ان يكون طقوس عبادات ، وان العربي الحق والمسلم الحق يجب ان يكون مثاليا في خلقه وسلوكه وتعامله مع الآخرين ، فالدين المعامله ، اما العبادات فتهذيب للنفس في توحيد الخالق جل جلاله والالتزام باوامره ونواهيه وما جاءت الا بكل ما يجسد إنسانية الانسان كما ارادها الله سبحانه وتعالى .

بإختصار بعد إطاله ، هناك من يدعو الى تأسيس متحف للقيم العربية التي سادت ثم اصابها ما اصابها من خلل عل الاجيال ترى وتقرأ عظمة الأمة تاريخا وحضارة وإنجازا ، وعل ذلك يكون مقدمة للعودة الى ما كان إمتثالا لقوله عز من قائل وإن عدتم عدنا ، والله من وراء القصد





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :