تشكلت الحكومة العراقية من معاوية بن أبي سفيان وعلي بن أبي طالب والقطري بن الفجاءة!!. وعلينا أن نفهم خطورة هذا التجمع التاريخي حين نتذكر: أن الرئيس أوباما أجّل الحديث عن استراتيجيته للحرب على داعش إلى يوم الأربعاء.. بانتظار تشكيل حكومة العبادي!
- هل نحن نهلوس؟!
- .. لا طبعاً!. فأبو وصفي كان يقول: سَكِرَ الدهر فقل لي كيف أصحو!
على أي حال، علينا أن ننتظر الصراخ الأول للمولود الجديد، فهو إشارة القدرة على الحياة!!والكلام الجد يقول: لا شيء يمنع قادة الفوضى السياسية في العراق من التوافق على انقاذ بلدهم فإذا ضاع العراق من أيديهم، ومن أيدي إيران وأميركا فعلى أي شيء يختلفون؟؟. وماذا يبقى إذا تمت سيطرة الآخرين على نفطهم، وسدود مياههم، وتغيير خارطة مواطنيهم شيعة الأكراد، والمسيحيين والتركمان والايزيديين؟
وكيف يكون «الهوا من عزب عزيبي» في صلاح الدين وسرسنك، وكيف تكون زهور وورود أم الربعين الموصل.. فنحن قد لا نتحدث عن السياسي العراقي، وفي العراق شيء عظيم اسمه.. الشعر؟
بالحدس، وليس بالمعرفة نعتقد أن جمع هذا العدد من السياسيين في مجلسي الرئاسة والوزراء سينتج حكومة قادرةعلى امساك العراق بيد قوية، فغياب الطالباني اشعرنا بأهمية رئيس الجمهورية رغم أن وظيفته بروتوكولية، وبتخلف المالكي الفعلي فهمنا سرَّ تمسك جورج بوش وخمينئي به، فنحن أمام رئيس وزراء مختلف، ورئيس جمهورية مميز، وهما حسب الدستور الأميركي الطعم والرائحة أصحاب الولاية في عراق الفيديرالية!
ودون حكومة عراقية مقنعة، فإن التحشيد الأميركي الأوروبي لحرب داعش غير مجدٍ.. ولعل هذا التحشيد يضحك علينا حين يستثني - نظرياً - داعش السورية من استراتيجية الرئيس باراك يوم الأربعاء.. أي اليوم!
هناك دائرة حول بؤرة الحديث وهي: تركيا وإيران والأردن وهي دائرة تكاد تكون غامضة. وأغلب الظن أن لها شروطها لتكون جزءاً من التحالف. فهناك ثمن لكل شيء، خاصة وأن المسؤولين الحقيقيين عن الكارثة، هم عمليّاً مسؤولون عن كلفة لجوء الملايين من السوريين والعراقيين، وكلفة تقطيع شرايين التجارة بين أكبر الكتل البشرية شمال الجزيرة العربية.
على القادرين التعويض على الدول المتضررة من أزمتي العراق وسوريا، ليصحّ الطلب منها الانضمام إلى التحالف ضد الإرهاب، وهذا كلام يجب أن يسمعه وزير الخارجية الأميركي لدى زيارته عمان.. ويجب أن يسمعه مجلس التعاون الخليجي بكل وضوح!
نحن متضررون من الإرهاب، ومتضررون أكثر من سياسات القوى الكبرى وحروبها الفاشلة في المنطقة. وقبل أن يطلب أحد منّا ومن تركيا ومن إيران (.. وطبعاً من لبنان) أن ننضم إلى جبهة محاربي الإرهاب. أن يلتزم بخسائرنا وتعويضاتها.
(الرأي)