ندوة تناقش تاريخ وحضارة العرب المسيحيون
09-09-2014 04:10 PM
عمون - رسمي خزاعلة – ناقشت الندوة التي اقامها منتدى عبد الحميد شومان الثقافي يوم امس تاريخ وحضارة العرب المسيحيون ودورهم في خدمة الامة العربية وتطورها في المجالات كافة . وقال دكتور الشريعة المختص في حوار الاديان بجامعة آل البيت ونائب مدير المعهد الملكي للدراسات الدينية عامر الحافي ان التنوع الديني كان ولم يزل سرا من اسرار تقدم الحضارة العربية التي تشارك في بنائها المسلمون والمسيحيون العرب ليجسدوا بذلك اسمى معاني التعايش الديني على وجه البشرية .
واضاف : ان الديانة المسيحية لطالما كانت هي الاقرب للديانة الاسلامية والاكثر تفاعلا معها مؤكدا ان الاسلام يرفض تماما اقصاء الاخر وتهميشه وانما يحث على تقبله واحترام إنسانيته وانه بريء في جوهره من تلك الجماعات التي ظهرت مؤخرا واخذت تكفر وتقتل هدفا منها لبث الفرقة وارساء الضغينة التي يعتقدون ان من خلالها تتحقق مصالحهم الذاتية.
واكد الحافي ان العالم العربي يشهد تحد كبير يتمثل في مواجهة خطورة الجماعات المتطرفة والمحافظة على التعايش الديني بين امتين اتفقا رغم الاختلاف في الفكر الديني على ان العروبة وتقدمها هدفا يغلب على كل الاهداف والمصالح والخلافات.
ودعا الحافي الى مراجعة تاريخ الحضارة العربية المشرق للتعرف على دور القيادات المسيحية في نهضتها والاستفادة من الاخطاء التي وقعت لتشكل حالة من الارتقاء الفكري تقود نحو المستقبل الذي نطمح لهذه الامة مؤكدا ان ما يشهده العرب من قتل وتدمير على اسس طائفية وعرقية تأكيد على انتكاسة هذه الحضارة.
من جانبها قالت الدكتورة فدوى نصيرات ان المسيحيين العرب قد لعبوا دورا قوميا في نهضة وخدمة الامة العربية الى جانب اخوانهم المسلمين في معارك التحرير الوطني عابرين كل الجراحات ومتعايشين على الخير والاصلاح بعد ان طووا كل صفحات الانشقاقات والنعرات ووقفوا بوجه كل الاحقاد والكراهية.
وعرضت نصيرات الاسهامات التي قدمها المسيحيون العرب في مجالات الجمعيات الثقافية والنوادي الادبية والصحافة والدوريات العربية وحركة التأليف والترجمة واحياء اللغة العربية والفن.
وطرحت جملة من الأسئلة التي تستدعي الريبة والارباك وتضغط على الفكر العربي المعاصر ازاء المآلات البائسة للواقع الراهن الذي يهدد بالانقسامات العصبوية والاصولية والظلامية حول انتهاء مشروع النهضة العربية الى الخيبة والاخفاق بعد قرابة القرنين على انطلاقه وقدر العرب من الديانة المسيحية ممن تبوأوا ريادة النهضة ان يكونوا أكبر ضحايا عثارها ويدفعون ثمن مخاضها المزمن والعسير ويعقابوا على مناداتهم بحقوق الانسان المواطن والمساواة وتبنيهم للمخاطر الصهيونية واطماعها في العالم العربي.
بدوره اكد مدير الدورة الدكتور علي محافظة ان الخلل في المساواة والعدل الذي يسود امتنا العربية في الوقت الراهن يعزى الى فشل العملية التربوية وضعف وسائل الاعلام التي ابتعدت عن رسالتها النبيلة وغاب دورها في توجيه الناس نحو الحقائق . وفي ختام الندوة التي حضرها عدد كبير رجالات الدين والاعلام والسياسة وممثلي مؤسسات مجتمع مدني ومهتمين دار حوار موسع بين المتحدثين والمشاركين تمركز حول ايجاد حلول للمأزق العربي وكيفية المحافظة على التعايش الديني بين الديانتين الاسلامية والمسيحية. بترا