في اطار محاولاتها للتغطية على هزيمتها في قطاع غزة اعلنت حكومة بنيامين نتنياهو قبل ايام عن نيتها مصادرة 4 آلاف دونم من اراضي جنوب الضفة الغربية في منطقة بيت لحم والخليل واكد الجيش الاسرائيلي في بيان له انه بناء على تعليمات من القيادة السياسية تم اعلان 4 الاف دونم في مستوطنة جفاعوت اراض تابعة للدولة، مضيفا ان هذا القرار يأتي كجزء من القرارات السياسية التي تم اتخاذها بعد مقتل 3 شبان اسرائيليين في المنطقة نفسها في حزيران الماضي قرب كتلة غوش عتصيون الاستيطانية .

الاعلان الاسرائيلي يأتي في الوقت الذي يجري فيه وزير الخارجية الاميركي جون كيري مزيدا من الاتصالات مع الفلسطينين والاسرائيليين بهدف التوصل الى وقف دائم لاطلاق النار في قطاع غزة وتمهيد الطريق للجانبين للعودة الى طاولة المفاوضات واستئناف الحوار وصولا الى تحقيق سلام دائم وشامل بين الجانبين .

الا ان المتتبع لتطورات الاحداث في المنطقة واستمرارالممارسات الاسرائيلية العدوانية على الشعب الفلسطيني في الاراضي الفلسطينية يلحظ بما لا يدع مجالا للشك ان اسرائيل ليست جادة في تحقيق السلام مع الفلسطينيين و يظهر ذلك بوضوح من خلال مواصلة عملية مصادرة الاراضي الفلسطينية وتهجير اهلها واحلال المستوطنين اليهود مكانهم واقامة المستوطنات حول القدس وفي الضفة الغربية وتوسيع القائم منها ضاربة عرض الحائط كل القوانين والاعراف والشرعية الدولية .

وفي المقابل لا تجد المطالبات الفلسطينية والعربية التي تدعو لوضع حد للمارسات العدوانية الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية اذانا صاغية من عواصم صنع القرار في العالم والمجتمع الدولي والمنظمات الدولية بما فيه هيئة الامم المتحدة والولايات المتحدة الاميركية اللتين طالما اكدتا ان استمرار رفضهما للاستيطان ومصادرة الاراضي وتهجير المواطنين الفلسطينيين دون ان تلزما اسرائيل بشيء.

حكومة نتنياهو واهمة اذا اعتقدت انها تستطيع جر العالم الى باطلها فاساليبها والاعيبها (الديبلوماسية) حينا واستمرار عدوانها العسكري على الشعب الفلسطيني حينا اخر اصبحت معروفة لدى حكام العالم وشعوبه فهي تريد نسف ما تبقى من عملية السلام وحل الدولتين بما تقوم به من ممارسات تتعارض مع القانون الدولي وتتعارض مع الالتزامات الإسرائيلية .

وما من شك في ان احياء اللجنة الرباعية الخاصة بعملية السلام في الشرق الاوسط والتي تضم الولايات المتحدة الاميركية والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وروسيا والتحول من القول الى الفعل عن طريق ممارسة الضغط على الحكومة الاسرائيلية لوقف اجراءاتها احادية الجانب الاستفزازية وتجميد الاستيطان هي السبيل الوحيد لوضع حد للممارسات الاسرائيلية واحراز بعض التقدم نحو تحقيق السلام في المنطقة .