إثر انتشار قصة التحديات مؤخرا بين مستخدمي الشبكات الاجتماعية والتي تهدف الى قياس مدى قدرة الشخص على القيام بمهمة معينة ومدى تحمله لها او ثباته عليها لفترة زمنية تطول او تقصر ، و من ثم قيامه بترشيح عدد من الاصدقاء للخوض في التحدي ذاته و العمل به ..منها تحدي الثلج ،تحدي التراب ، تحدي التفاؤل،تحدي الكتب،تحدي الاستيقاظ فجرا ..الخ .
قررت ان اتخذ لنفسي تحديا جديدا ، اول ما تبادر الى ذهني كوني واحدة من الجيل الاقرب الى المستعرب منه الى العربي ،كان " #تحدي_اللغة_العربية " كما يشار لهم بالصيغة الالكترونية .. والذي ينص على عدم استخدام أي لغة غير العربية مع اي شخص عربي(كتابة و لفظا) ضمن الساعات الحرة من اليوم (الالفاظ المعربة مسموح بها )..فصحى عامية ..لا يهم المهم عربي!
على رغم من شدة حماسي و اصراري على النجاح باجتياز هذا التحدي_ الذي يفترض ان لا يكون تحديا اصلا_
لم يمض نصف اليوم الاول إلا و كنت قد اعلنت فشلي بخجل شديد و شعور بالذنب!
فأثناء تواجدي في احد المطاعم طلبت ال menu! ..
المفاجئ لي شخصيا ان الكلمة لم تسقط مني سهوا ولم يكن استخدامي لها ضرب من النسيان ..بل لمجرد اني في لحظتها _و على عجلة من امري_ لم استطع الاتيان بلفظ اخر ((متعارف)) عليه مجتمعيا لها
إذ لو طلبت من النادل (اللائحة او القائمة ) فستكون ردة فعله واحدة من اثنتين : اما ان يقف كتمثال لدقيقة يستذكر مفاد الكلمة المنقرضة او منعدمة الوجود اساسا حيث يعمل ثم يبتسم استغرابا ..او وارد جدا ان يشكك في فهمه لها أصلا ليتحقق قائلا " عفوا، قصدك الmenu؟ "
نعم قصدي ال menu التي لم نسمح للغة الضاد على شموليتها و مرونتها و كم الابداع الهائل فيها ان تهبنا مرادفا متداولا لها ،مصممين على اللجوء بشكل يومي لا ارادي و متكرر لغيرها المحدود ..
صحيح ..بالمناسبة ، القائمة نفسها لم تحتو على حرف عربي واحد! ،كغيرها العديد من المطاعم و المقاهي في عمان ...
ما يجترني الى تحد اخر #تحدي_ادراج لغة الضاد ال"ض"ايعة ضمن (كافة) قوائم الطعام..
أرشح له وزارة الثقافة وأمانة عمان