الأردن .. حذار من الإنضمام للتحالف الدولي لمحاربة داعش
اسعد العزوني
09-09-2014 03:35 AM
ليس حبا بداعش ،هذا التنظيم الذي بعث من رحم تجمع المخابرات الأمريكية والبريطانية والموساد الإسرائيل كما قال وكيل السي آي إيه الأمريكية الهارب إلى موسكو سنودن ،بهدف خلق عدو جديد للعرب غير إسرائيل التي باتت حليفتهم،و تقسيم الشرق الأوسط كما قالت وزيرة خارجية أمريكا السابقة هيلاري كلينتون في كتابها الأخير "كلمة السر :360".
وليس خوفا من بطشها وإرهابها ،الذي إن دل على شيء، فإنما يدل على إستيعاب "الخليفة المدعي" أبو بكر البغدادي ،لما لقنه له الموساد الإسرائيلي لمدة عام ،حيث دربه على فن الخطابة ،كي يعتلي المنبر ،ويسلب ألباب السذج من المسلمين،كما درسه علم اللاهوت ،وما كل ما يرتكبه البغدادي ،إلا تطبيقا حرفيا لتدريبات وتوصيات الموساد والسي آي إيه والإم آي 6،وهو بطبيعة الحال تشويه بالمطلق ومفتوح للإسلام والمسلمين ،وإعطاء الفرصة لهذه الجهات كي تشيطن الإسلام وتلصق به صفة الإرهاب،ولم لا ؟فكل ما يرتكب من جرائم تتمثل بقطع الرؤوس العربية وحتى الأمريكية والبريطانية ،قام بها ما يطلق على نفسه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش "،وصاحبها الخليفة المدعي أبو بكر البغدادي .
لهذه الأسباب والمعطيات أقول أن هذه الحرب التي ينوي أوباما شنها على داعش لإحتلال العراق وسوريا وتقسيمهما إلى كانتونات إثنية وعرقية دينية مذهبية ،تنفيذا لمشروع الشرق الأوسط الكبير أو الجديد أو الوسيع لافرق ،إنما هي مخطط لها سلفا،وإلا لم يخلقوا هذا التنظيم الإرهابي العبثي.
ما يهمنا هنا هو أن الأردن وضع في زاوية حرجة ،وأجبر على الإنضمام لهذا التحالف الدولي، و جرى إستغلال ظروفه الإقتصادية التي تتفاقم عاما بعد عام،رغم أنه يقوم بدوره الوظيفي جيدا وفي مقدمة ذلك ،إستيعاب اللاجئين السوريين الذين يأتون إليه حتى من الحدود التركية - السورية ،ويفتح لهم أبوابه ،وباتوا هم العمالة الرئيسية على حساب الشباب الأردني.
بداية وجدنا تناغما بين كل من مسؤولي داعش و المسؤولين الأمريكيين والبريطانيين والإسرائيليين ،وسمعنا أخبارا وتصريحات متتالية ،أن الأردن بات في عين داعش،وأن داعش تتمدد ناحية الأردن ،وأن ..وأن ،إلى درجة أن البعض تخيل أن داعش قد إحتل العاصمة ،مع أن ذلك للحصيف يعد هرطقة سياسية سوقها الإعلام الغربي والعربي على حد سواء ،ليضعوا الأردن في موقف لا يستطيع رفض الإنضام للتحالف الدولي لمحاربة داعش.
قلنا سابقا أن قصة داعش وارءها ما وراءها ،ولكن الأكثر فضائحية هو أن الرئيس الأمريكي أوباما شدد على حاجة التحالف الدولي للأردن في محاربة داعش، وقيل أن التعديلات التي سمعنا عنها بخصوص تعيين وزير الدفاع ومدير المخابرات العامة ،إنما هي من متطلبات مشاركة الأردن في هذا التحال الدولي .
الفضيحة الأكبر هي تصريح آخر للرئيس الأمريكي أوباما ،وهو أن أمريكا بحاجة لثلاث سنوات للقضاء على داعش ،فأي أمريكا هذه التي شنت العديد من الحروب ومارست الإحتلال لأفغانستان والعراق ، فما سر هذه الثلاث سنوات ؟ وهل حقا تعجز أمريكا التي تعد القوة الأعظم في العالم عن القضاء على تنظيم داعش الوليد؟
كل الوعود التي حصل عليها الأردن للإنخراط في مواضيع لا تهمه ،كانت هباء منثورا وأولها أن أمريكا بوش الإبن ،إنتهكت تعهداتها بدفع 3 مليارات دولار للأردن نظير موقفه من إحتلال العراق ،لكنهم إختصروا المبلغ إلى 750 مليون دولار كانت في معظمها خردوات عسكرية .
أما الصورة الأخرى فهي عدم الوقوف مع الأردن في محنته الإقتصادية ،الناجمة عن إستقبال اللاجئين السوريين ،وتركه نهبا للقرارات الصعبة التي أنهكت المواطن ،ولم تحدث نقلة نوعية في الإقتصاد أو تخفض من مديونيته البالغة نحو 30 مليار دولار.
ما يجري حاليا هو توريط للأردن في حرب ليس حربه ،ولا ناقة له فيها ولا جمل ،ترى لو أن عملية عسكرية نفذت ضد إسرائيل من الأردن ،هل سيصمت المجتمع الدولي ؟أو هل سنرى مسامحة إسرائيلية ،ونحن حاليا نسمع الإشاعات الإسرائيلية التي تقول أن أسلحة وصلت إلى قطاع غزة عبر الأردن؟؟؟!!!!
أمريكا وبريطانيا وإسرائيل لا تحبذ إستقرار الأردن ،وإنما تريده متأرجحا بين مشاكله الداخلية وضغوطات الخارج،ولعل إسرائيل هي الراغبة في إشعال حرب اهلية فيه ، ولنا في ملف العلاقات الأردنية –الإسرائيلية خير مثال، حيث التصريحات التي لم تنقطع إبان موجة ما أطلق عليه "الربيع العريبي"وقد لمسنا الرغبة الإسرائيلية الملحة في إنفجار الأردن من الداخل.
أجزم أن المشاركة الأردنية في الحرب على داعش ،ستشعل النيران في البيدر ،وسيكون من الصعب على الجميع إطفاؤها ،فالسلفية الجهادية التي عميت عن الطريق إلى فلسطين ،موجودة في الأردن وظاهرة للعيان ،فهل ستتخذ موقفا محايدا وهي ترى داعش يضرب وللأردن دور في ذلك؟