ثقافة الشتيمة .. ثقافة الهزيمة
22-03-2008 02:00 AM
أفزعني جدا ما رواه شهود عدول عن الملاسنة بين الزميل بسام بدارين والمرشح لموقع نقيب الصحفيين الأستاذ سيف شريف , إذ وسم الأخير مراسل أهم صحيفة عربية " القدس العربي " بالكاذب " وهو الوصف الذي لا يليق لا بالشخص ولا بالحضور ولا ينم عن تقدير للضيوف ولصاحب المنزل الزميل عماد الدبك الذي استضاف اللقاء الانتخابي.
إن فكرة شتم أعضاء الهيئة العامة ليست فكرة نبيلة , وثقافة الشتيمة بشكل عام لا تختلف عن ثقافة الهزيمة ولا تدل إلا على ترد في أسلوب التفكير وغالبا ما يلجأ الشخص إليها في حالة الغضب والاستثارة والضعف , وفي حالة الجدل التي ثارت بين الزميل بسام والأستاذ " الشريف " فإنها دلالة كبرى على ضيق الصدر بآراء الزملاء والشعور بأن برنامج المرشح فوق النقد , وهو الأمر الذي لا يدعيه مرشحوا الرئاسة الأمريكية .
إن من يطرح نفسه مرشحا لموقع النقيب عليه أن يدرك أن إدارات الصحف لم تعد تتحكم بأصوات الصحفيين , وإن الهيئة العامة تبحث عن نقيب قوي قادر على تحقيق أهدافها , ومن حقها مؤازرة مرشحين جدد لم يهدروا وقت الهيئة لدورات عديدة دون تحقيق إنجازات على الصعيدين النقابي والمهني . أما أن تنعكس ازمات المرشحين الداخلية وبرامجهم الهشة على الهيئة العامة بالسباب فهذه حالة ترنح وتداع وخير لهم ان لا يخوضوا الانتخابات إذا أرادوا أن يجعلوا منا وقودا لمعارك خاسرة .
إن المرشح لموقع النقيب عليه أن يكون أول من يدافع عن حقوق الزملاء وخصوصا حقهم بالنقد , فمصادرة الآراء وتكميم الأفواه لا يليق بالصحفيين ولا بنقيبهم ,ونحن أعضاء الهيئة العامة لا سلطة للملالي علينا (...) . وأنا شخصيا يحق لي أن أعلن بأني لست مقتنعا ببرنامج المرشح " الشريف " , فأنا أرفض الاستخفاف بعقلي ولست ساذجا بأن أقبل ما تضمنه برنامجه وخصوصا الحديث المتعلق بلواء الأسكندرون وجزر أبو موسى .
ما يطلبه الصحفي الأردني برنامج يمكن تطبيقه على أرض الواقع , برنامج يتعلق بكرامة الصحفي وبتعديل الرواتب "المتدنية " التي يتقاضاها بعض الصحفيين وتحسين وضع النقابة المالي بإيصال نسبة الواحد في المئة التي يدفعها المعلن -وهي بمثابة الأمانة – لدى الصحف إلى صندوق النقابة بدلا من إجراء تسوية عليها وقضم حقوق الزملاء .
ما نقوله للمرشحين لموقع النقيب : إن الصحفي الأردني يعرف أنكم غير قادرين على تحرير فلسطين أو لواء الأسكندرون أو العراق فالدول العربية بأساطيلها فشلت في معركة المواجهة , ومع ذلك فإننا نعرف أهمية الصحافة شريطة عدم قمع الصحفيين وإرهابهم بتهديدهم بالطرد والحسومات وتوجيه الإنذارات .
وفي النهاية لو كنت مكان المرشح " الشريف " لسارعت بالاعتذار إلى الزميل بسام استنادا إلى مبدأ " رحم الله أمرءاً أهدى إلي عيوبي " ومن يعتقدون أنه ليس لديهم عيوب يعيشون في عالم مزيف مليء بالمجاملات , وعبارات المدح المغلفة والمطعمة بالنفاق , وهؤلاء يصعب التعامل أو التفاهم معهم. بالخداع ..
..................................................
*الكاتب عضو هيئة عامة لنقابة الصحافيين .