ماهو مشروعنا الفكري لمواجهة التطرف!
سميح المعايطة
07-09-2014 03:20 AM
منذ ان كان الفكر التكفيري المتطرف وعملياته اﻻرهابية في عواصم المنطقة ومنها عمان بل قبل هذا منذ تفجيرات نيويورك كان لدينا في اﻻردن جهد ثقافي وفقهي وديني ضد اﻻرهاب والتطرف.
وكانت رسالة عمان وجهود اخرى كبيرة. لكن هذا الخطر القادم من كل مكان والعابر للحدود اصبح يتسلل الى قناعات فئات من شباب اﻻمة. وليس بالضرورة ان يكون اﻻمر تجنيدا في داعش واخواتها وامهم القاعدة بل قناعات بصحة منطلقات تفكير تلك التنظيمات التي تستعمل احداث المنطقة لتجد لها مكانا. وتكون احيانا تحت هيمنة دول ومهمات توكل اليها.
«هل تريد ان تجاهد في سبيل الله ؟»
هذا السؤال احد المداخل الرئيسة التي يتم من خلالها التجنيد عبر وسائل التواصل او اﻻتصال الفردي او عمليات اﻻتصال بين افراد والتنظيمات في اماكن عديدة في المنطقة من جامعات ومؤسسات...
ومما ساهم في توسيع دائرة التجنيد التسهيلات التي كانت تقدم من دول للمسافرين من دولهم الى دول اﻻزمات. ونعلم جميعا عن الذين سافروا من دولهم في افواج سياحية الى تركيا ومن المطار التقاهم من نقلهم بكل يسر الى الحدود حيث التسليح والتحول الى مقاتلين في معارك الدول وحسابات اﻻجهزة.
اليوم نحن بحاجة الى برنامج ثقافي فكري حقيقي وعملي يتناسب مع كل انواع التطور الذي تم في عمليات نشر الفكر المتطرف. برنامج يتجاوز الفعل البسيط الذي يتم لغايات اداء المهمة الرسمية او ﻻيصل الى من يجب ان نخاطبهم في كل مكان.
ربما نحن بحاجة الى دراسة لكل الفئات التي تم تجنيدها فكريا او عسكريا لنرى ان اﻻمر لم يعد مقتصرا على نوعية ما. ونحن بحاجة ايضا لمراجعة الخطاب والمضمون الذي نواجه به التطرف والتكفير والتفجير. ومن المهم ان نتوقف عند من سيحملون هذه المهمة من علماء الشريعة او المفكرين او اهل اﻻعلام والثقافة. فاﻻمر لم يعد يتم بندوات شكلية او يتكرر بها الحضور ذاتهم وﻻيصل مافيها من مضمون الى الفئة المستهدفة.
الوسطية ليست شتما للتطرف. وحملة لواء الوسطية يجب ان يكونوا نماذج ذات مصداقيه وحضور. والبرنامج الذي نحتاجه في اﻻردن وكل من حولنا يجب ان تتم صياغته ليكون قادرا وليس ﻻي امر اخر.
نحمد الله تعالى اننا في اﻻردن نملك تعاملا امنيا وسياسيا قويا ومحترفا في ادارة هذا الملف. لكن المسار الفكري والثقافي هام جدا وضرورته تزداد مع ما نشهده من تطورات في اﻻقليم.
(الرأي)