لايزال المسؤول الاردني يعتقد انه "فطحل" زمانه، وان أرحام نساء العالم لم تنجب بعد ابن سينا والفارابي ونيوتن وخورباتشوف غيره !!
حين يعلن وزير التخطيط عن حاجة المملكة لاربعة مليارات ونصف المليار لمواجهة تدفق اللاجئين السوريين فربما يعتقد ان الرئيس الامريكي مخلص سادس ابتدائي، او ان رئيس الوزراء البريطاني راسب توجيهي ثلاث مرات، او ان المستشارة الالمانية "مطلقة" ومشغولة بموضوع "النفقة"، او ان الرئيس الياباني "خرفن" وبات لا يعرف "الخمسة" من "الطمسة" .. او ان بان كي مون من "الزلم" الذين يعتقدون ان "النيفيا" .. "لبنة" !!
لذلك قدر التكلفة بأربعة مليارات لمواجهة استضافة اللاجئين السوريين في قطاعات التعليم والصحة والطاقة والبلديات والمياه والحماية والاسكان والعمل وسبل العيش والبيئة والمواصلات والعدل !!
ياعمو _ اتقي الله _ انا مواطن اردني اعيش في كنفك منذ نشأة الدولة ويتم حلبي صباحا مساء وفي العطل والاعياد الرسمية والدينية، وطوال حياتك لم تعطني "شلن" بدل مواصلات، فكيف تطلب من العالم دعما لمواصلات اللاجئين ونصف الشعب الاردني مواصلاته "كعابي" !!
لذلك ان خصص لك العالم اربعة فلسات ونصف الفلس بدل مواصلات كن لهم من الشاكرين.. لأن ارقامك لا تقنع مأمور مقسم الرئيس الامريكي وليس الرئيس الامريكي ذات نفسه !!
ثم تريد دعما دوليا لـ "سبل العيش" للاجئين.. ياعمو _ خاف الله _ انا مواطن اردني أحفظ كل الاغاني الوطنية، واشارك في جميع الاحتفالات الوطنية، وبنام بعد صلاة العشاء، وبدفع كهرباء، وماء، وانترنت، ومسقفات، وخمسة دنانير عن كل تنكة بنزين، وليرة للتلفزيون، وليرة للجامعات ، وضرائب من بكيت "الشيبس" حتى "بواجي" السيارة.. وراتبي نصفه "نقوط" والنصف الاخر لدعم سياسات الحكومة في مواجهة عجز الموازنة، مع ذلك عمرك ما سألتني كيف "عايش" ؟!!
بينما تريد دعما دوليا لـ "سبل العيش" للاجئين، ياعمو.. اذا شوفير رئيس الوزراء البريطاني رد عليك بدعم سبل العيش بدي أترك الصحافة وأشتغل كنترول باص !!
ثم تريد دعما دوليا لـ "البيئة" .. ياعمو في "بسة" ماتت بحارتنا منذ زمن حكومة عبدالرؤوف الروابدة، ورغم تعاقب الحكومات المتتالية، وحتى مجيء حكومة عبدالله النسور وهي بعدها على "مكانها" !!
فكيف نطلب دعما دوليا "للبيئة" ، وجميع المنظمات الدولية المعنية بالبيئة "نشف حلقها" انكوا تشيلوا "البسة" وما شلتوها ؟!! ياعمو.. اذا أعطوك أربعة دولارات ونصف الدولار للبيئة أنا بدي أعزم "بان كي مون" على غداء أجيب معه نصف وجهاء المجتمع الدولي !!
مشكلة المسؤول الاردني انه يجهل ان المجتمع الدولي "بفلّي" النملة.. وانه لا يقتنع ابدا بتوفير دعم للاجئين في قطاعات محروم منها سكان البلد أنفسهم !!
لذلك لو قايضنا الدول الاجنبية والعربية عن بدل استضافة كل عائلة لاجئة بتوظيف اردني في تلك الدول، سينتعش الاقتصاد، وسيزداد الدخل من العملات الصعبة، وستنخفض نسب البطالة والفقر، وستزداد معدلات النمو والرخاء، وسنوفر دخلا ثابتا لمعظم العائلات الاردنية لمواجهة غلاء المعيشة !! اما دعم للبيئة وسبل العيش والعدل والمواصلات والحكي الفاضي والنهاية دائما معروفة: عند "عمك" طحنا.. والاردن غير قادر على تحمل اعباء اللاجئين، ونص الاردن بشربوا من "التنكات" ؟!!
لذلك هدّوا اللعب.. لا يبطل حدا يعبرنا !!
(العرب اليوم)