facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




البلطجة .. !!!


المهندس هاشم نايل المجالي
06-09-2014 03:59 PM

ظاهرة البلطجة ليست جديدة على المجتمعات وتعرف ايضاً باسم الفتوات حيث كانت ظاهرة اعتيادية خاصة في المجتمعات الفقيرة والشعبية حيث هم من كانوا يفرضون سطوتهم وهيبتهم في تلك المناطق سواء كان ذلك على سكان المنطقة او على اصحاب المحلات التجارية والشركات وغيرها بغض النظر عن القوانين ولصعوبة فرض واحلال الأمن في تلك المناطق والبلطجة تعتبر نوعاً من انواع النشاط الاجرامي يقوم من يمارسه بفرض السيطرة سواء كان ذلك على فرد او مجموعة او مصالح عامة وتخويفهم بالقوة وقمعهم وتهديدهم سواء بالقتل او التخريب لغايات تحقييق مصالحهم .

والبلطجة هي لفظ دارج يعود اصلها الى اللغة التركية ويتكون من مقطعين بلطة وجي اي حامل البلطة وهي اداة قطع وذبح حيث كان الجنود الاتراك يحملونها دائماً في ايديهم عندما كانوا يدخلون قرية كذلك يقطعون بها الاشجار وكل ما يعيق طريقهم كذلك على اعتبار انها نوع من انواع التخويف والترويع كذلك كانوا يستخدمونها لتمهيد الطريق امام السلطان اثناء توجهه للحرب او الغزو حيث يزيلون الاشجار والعوائق من امام سيره .

والبلطجة لا تعطي للامن اي اهتمام والبلطجي لا يخضع لاي قيم انسانية او ضمير او اي واعز اخلاقي او ديني او حس وطني فهو لا يحسب حساب لأي احد .

وغالباً ما تنتشر هذه الظاهرة في المجتمعات التي تغيب عنها العدالة الاجتماعية او القانونية وتكون حقوق الانسان عرضة للانتهاك بسبب او بدون سبب كذلك في المجتمعات التي يغيب فيها الوعي والاحساس بالمسؤولية وفي المجتمعات التي تشعر بالظلم والحرمان والجوع والبطالة لان المواطن المنتمي الواعي المدرك المؤمن لا يندمج او ينتمي الى هذه الظاهرة .

وانتشار هذه الظاهرة لا يأتي او يتوسع لا عندما يتم غياب او تحييد دور المعنيين بالمسؤولية كذلك تحييد دور كبار الرجال المسؤوله في المجتمع حيث يكون لمكانتهم وتعزيزها الاثر الكبير بالحد من هذه الظاهرة من خلال الرقابة المجتمعية والمحاسبة المجتمعية على أية تجاوزات ويتولون التواصل مع كافة الجهات المعنية ويختلف البلطجي عن غيرة من المجرمين فهو يستغل نفسه ومن خلفة من يدعمه لتحصيل وتحقيق مصالحه ومكتسباته المادية على حساب مصالح الاخرين .

ولقد انتشرت هذه الظاهرة في العديد من الدول العربية على عدة انماط مختلفة من البلطجة مثلاً في مصر كانت مرتبطة بالنظام واجهزته الامنية المختلفة وكانوا يستعملون مجرمين سابقين او مرتزقة من اجل مقاومة المتظاهرين او المعتصمين او القيام بانواع شغب في الساحات العامة وحتى داخل الجامعات وفي الاحياء وذلك مقابل مبالغ مالية وغيرها من المكتسبات وهذا ما حدث ايضاً في سوريا وفي تونس وبعض الدول ولقد اصبحت هذه المهنة تأخذ اشكالاً ووجوهاً متعددة في تلك الدول فلقد دخل مفهوم البلطجة مثلاً كممارسات ابناء الرئيس المخلوع حسني مبارك ( جمال وعلاء ) حيث سيطرواعلى كافة انواع الاستثمار وفرضوا العمولات والخاوات على الوكالات التجارية سيارات او مواد غذائية او صناعات حتى الاراضي وسيطرت سوزان مبارك على كافة اشكال دعم المنظمات لتوجهها كما تشاء وكما تريد لجمعياتها ومؤسساتها وفرضت الاتفاقيات على الدولة ومجلس الشعب لأخذ كافة الموافقات عليها كيفما تشاء منها اتفاقية سيداو بكامل بنودها كل ذلك كان باسلوب البلطجة هي وابناءها مما اثار حفيظة اصحاب رؤوس الاموال والمستثمرين واثار حفيظة رجال الدين والمواطنين كذلك الأمر حدث في سوريا حيث ان رامي مخلوف المرتبط بالنظام قد سيطرعلى النظام المصرفي وعلى كافة اشكال وانواع الاستثمارات وسيطر على الوكالات سيارات وغيرها واصبح الاقتصاد السوري مرتبط ببوابة رامي مخلوف لأي مستثمر او تاجر يساندونه منتفعين ومتنفذين من اتباع الاجهزة الامنية والنظام ليسيطروا على كل شيء يتحقق منه دخل كذلك الامر كان في تونس حيث كانت ليلى الطرابلسي واقرباؤها وزبانيتها تسيطر عل مقاليد الحكم والاستثمار وتفرض رأيها وسلطتها على كل شيء وسيان الامر في ليبيا حيث ان اولاد الرئيس المخلوع معمر القذافي تقاسموا كافة اشكال الاستثمار وغيره ليسيطروا سيطرة كاملة على كل شيء اقتصاد واعلام وسياسه .

كذلك نجد ان كثيراً من السياسيين المتنفذين يستخدمون البلطجة لتنفيذ مهام معينة وصدامات ومواجهات اعلامية او تنفيذية تحت مشاهدة كافة الاجهزة المعنية التي تغض الطرف والنظر عن ذلك وعن انشطتهم الغير مشروعة والمخالفة للقانون حيث نجد مثلاً ان هناك نواب داخل مجلس النواب يتصدون لزملائهم عند طرحهم لأي نقد للحكومة طمعاً بالتقرب من المسؤولين التنفذين لتحقيق مصالحهم كذلك نجد ان التعينات في العديد من المناصب اخذت شكل من اشكال البلطجة تحت اي سيناريو متبع شكلي او صوري بالنهاية يتم تعيين من يريدون تعيينة دون ان يحسبوا اي حساب لأي شخص صاحب حق كذلك فاننا نجد ان اصحاب معارض السيارات قد اعتدوا على ارصفة المشاة ووضعوا سياراتهم وطردوا المواطنين للسير في الشارع المخصص للسيارات لتسيل المياه وموادها الى الشارع مسببة الحوادث كذلك الامر مع اصحاب البسطات التي احتلت الارصفة وأصحابها من البلطجية الذين يهددون المسؤولين ويروعون اصحاب المحلات .

كذلك اصحاب المقاهي الذين احتلوا الارصفة واتبعوها لمحلاتهم لتصبح مرتع للاراجيل حتى دنى دخانها من شبابيك السيارات المارة ولتطرد المواطنين على الطرقات كذلك الامر لاصحاب حراجات السيارات حيث احتلوا كافة الطرقات المحيطة بالحراج وعلى حساب السكان المجاورين وعلى حساب راحة المواطن في سكنه وان اعترض فالبلطجية كثر يهددونه كذلك يتم استخدام البلطجة بالانتخابات عند مراكز الاقتراع لدعم مرشح وتهديد من يخالفه او من لا يريد ان يصوت له ويعترض مركبته ان حملت صوراً غير صور مرشحه لقد اصبحت ظاهرة البلطجة تتسم بالتداخل والتعقيد كظاهرة لها عدة اوجه واشكال وانماط ارتبطت باشخاص متنفذين مدعومين او اشخاص يمثلون شخصيات متنفذة واخذت تأخذ شكل من اشكال الفساد وتسبب في عدم احترام القانون والسيادة ومصالح الاخرين حيث تصبح القوة هي المعيار للتعامل في كل شيء والقوة لا يواجهها الا القوة وبذلك تخلق الصدامات والمشاحنات والاعتراضات وغيرها وهي علاقة مجتمع مع الدولة حيث ارتبطت هذه الظاهرة بمستوى قوة وضعف الحكومة وبمستوى نزاهتها فأما ان تكون مشجعة لها او رادع لها فمن يكبح الجماح لكل انواع واشكال البلطجة حتى لا تفقد السيطرة الاجتماعية والاخلاقية والسياسية وتؤثر سلباً على الاقتصاد وتفقد الدولة هيبتها ولا تستطيع حينها الحديث او فرض القيم وتوجيه السلوك او الدعوة لتطبيق القانون اما حينما تتماسك الدولة والمجتمع في فرض السيادة القانونية والقيم الاخلاقية بتحقيق العدالة الاجتماعية وغيرها حينها يتعزز الانتماء لمواجهة كافة اشكال البلطجة ولن يكون هناك استبعاد اجتماعي للمواطنين من تحقيق مصالحهم واستثماراتهم فهم الملتزمين بالقانون ومن هنا على المعنيين بالامر تكليف فريق عمل نزيهه خاص بعمل دراسة مسحية ميدانية واقعية حقيقية لحصر تلك الظاهرة والاشخاص الممارسين لها سواء على المستوى الشعبي او على المستوى الرسمي قريب او بعيد لحصر تلك الظاهرة حتى لا يستفحل الامر لاكثر من ذلك فالجميع بدأ ينتقد علناً ومنها مصادمات ومشاحنات واعلام يشوه الصورة بشكل وآخر فلا بد من توعية وتثقيف وتجريم هذه الظاهرة بتعاون الجميع ليبقى الوطن المكان الآمن ولكل مواطن ولكل مستثمر ولتحقيق العدالة وفرض سيادة القانون ولحفظ هيبة الدولة .

حمى الله هذا الوطن وأمنه واستقراره في ظل قيادته الهاشمية الحكيمة .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :