"سكوت..فالبلد وسمعته لا تحتمل".
أينما اتجهت ثمة من يسابقك للشعار الوطني والأمر الحاسم الحازم، صورة البلد وسمعته في الخارج.
لا تذكروا مدارسنا التي تشهد أكبر عملية تحرش جماعي بغياب الرقابة وعيون الوزارة ..لا تهتموا لقيام مئات الطلبة بالقفز على الأسوار واختراق البوابات وممارسة كل الفظائع اللفظية والبدنية بحق بناتنا .."فصورة التعليم في الأردن تطالها الإساءة".
مشاكل الاعتماد وخطايا التعليم الجامعي في بعض الجامعات الخاصة والمنتج النهائي للطلبة الجامعيين المتخرجين دون عمق معرفي وبعض من أُميي التعليم العالي .."لا تتفوه بكلمة فالسياحة التعليمية في خطر".
عليك أن لا تأتي على حقيقة أن 324 مدرسة لم ينجح بها أحد في التوجيهي وأن نسبة النجاح في البادية لا تتعدى اثنين بالمئة وفي مناطق أخرى كثيرة لا تزيد عليها بكثير.
بعض ممارسات بعض الأطباء تجاه المرضى العرب واستغلال بعض السائقين وقليل من المراكز الطبية والمستشفيات وحفنة من العيادات وثلة من مراكز الأشعة والمختبرات والشقق الفندقية ..كلها لا أهمية لها فلا تفكر فيها حتى و"إلا السياحة العلاجية في خطر".
لا تقترب من إجراءات الروتين الطويلة أو البيروقراطية المُميتة والمُنغصات الإدارية القاتلة من بعض المسؤولين والموظفين ..حتى لا تشوه صورة السياسة الاستثمارية وجذب المستثمرين من الخارج.
لا تذكروا جرائم الشرف في الأردن ولا إطلاق العيارات النارية في الأعراس واحتفالات التخريج الجامعي وليلة نتائج التوجيهي، وضحايا الأفراح و(الليالي الملاح)، ولا تأتوا على ذكر تنامي ظاهرة إطلاق الرصاص على الإشارات الضوئية .."صورة البلد أهم"!
أخطاء طبية "طفيفة" عند بعض الأطباء .."هسّ" لا تتحدث عنها حتى مع نفسك فصورة الإنجاز الطبي الأردني هي خط أحمر "ممنوع الاقتراب أو التصوير".
ماذا يعني التزايد الحاد في أعداد ضحايا الطرق وحوادث السير في الأردن.."العالم كله يعاني من تنامي الظاهرة"، أما التركيز على هذا الموضوع فهو محض إساءة لسمعة البلد حتماً.
"كلما تحدثنا عن الفساد هربت الاسثمارات وفقد رجال الأعمال والمؤسسات الاستثمارية العالمية اهتمامها في المجيء إلى السوق الأردني، اصمت فلا فساد إلا بما نعلنه بيننا"، انتبه سمعة اقتصادنا ربما تتضرر!
لماذا قامت الدنيا ولم تقعد بسبب مخالفات صحية مباشرة ضد صحة المواطن من قبل مئات المطاعم وبعض من أشهر الأسماء في عالم الطعام ..أيستحق الموضوع كل هذا الاهتمام.."سمعة البلد الغذائية يا جماعة على المحك".
صورة الأستاذ الأردني التي تأذت بعد إعلان نتائج امتحان الكفاءة إياه، وصورة الطبيب بعد إعلان بعض الأخطاء الطبية التي هي قيد التحقيق في النقابة، وصورة المحامي بعد صندوق التأمين الصحي للنقابة وصورة السائق والمزارع والممرض والتاجر والمستثمر والمهندس والعامل، كلها على المحك إن لم تصمتوا وتلتزموا بشعار "سمعة البلد".
لا تتحدثوا عن حيتان الاقتصاد ولا الاحتكار، لا تذكروا الأسعار المبالغ بها والتي لا تستند لمنطق في الأراض والعقارات ..الرسوم الخيالية للمدارس الخاصة والجامعات وأُجور العمليات.
لا تأتوا على ذكر التهرب الضريبي والترهل الإداري والواسطة وبعض القليل من الرشاوى، والمال السياسي في بعض الانتخابات وتنامي ظاهرة التداخل بين المصلحة العامة والمصالح الخاصة للبعض..البعض فقط!!
"اهدأوا فسمعة البلد تستحق منا أن نصمت..أما مصلحة المواطن والسعي نحو التغيير الحقيقي لكل ما ذكر فهو مجرد أوهام".
مسؤول كان يحدثني منذ أيام..
"الغد"