تعتبر المرحلة الدراسية الأخيرة من المرحلة الثانوية "التوجيهي" محدد من محددات الحياة المستقبلية لشباب الأردني، فما زال "التوجيهي" يعتبر مرحلة مرعبة بكافة نواحيها كونها ستحدد ما سيكون عليه الطالب في المستقبل، فيصبح الضغط النفسي على الطالب أكثر بكثير من الضغط التحصيلي، فأذا أمعنا النظر في هذه المرحلة من الناحية الأكاديمية فأننا نجد أن المواد المطروحة لمختلف أفرع الثانوية العامة هي فقط محددة للفرع ذاته و المواد المشتركة بينها معدودة على الأصابع، فيصبح التحصيل الأكاديمي لطالب محصورا بالمواد المخصصة للفرع الذي تم تنسيبه اليه و بهذه الحاله يكون معدله التراكمي في نهاية هذه المرحلة هو المحدد الأول و الأخير لقبوله في التخصصات الجامعية فينتقل الطالب بعد أجتياز التوجيهي الى المرحلة الجامعية و هو في حالة " توهان أكاديمي" لأنه لم يطلع ولا بأي شكل من الأشكال على المواد الجامعية و ما تحتويه من علم، فيصبح هنالك فجوة أكاديمية كبيرة بين مرحلة التوجيهي و المرحلة الجامعية تؤدي الى "صدمة " خالصة لدى الطالب بكافة النواحي الأكاديمية و الغير أكاديمية.
أما الأن و نحن في خضم مرحلة أصلاحية بكافة جوانب الدولة الأردنية فيجب أن يكون لتوجيهي حصته من هذا الأصلاح، و أولى خطوات هذا الأصلاح تتمثل بربط مرحلة الثانوية العامة بالتخصص الدراسي الذي ينوي الطالب دراسته في المرحلة الجامعية على ان تكون الألية المتبعة للأعداد لهذه المرحلة على الشكل التالي، بأن تقوم وزارة التربية و التعليم بالتعاون الأكاديمي مع وزارة التعليم العالي بحيث ينتج عن هذا التعاون انتاج مواد أكاديمية مشتركة بين التوجيهي و المرحلة الجامعية لكافة تخصصاتها على ان يقوم الطالب بأختيار المواد بملئ أرادته في المرحلة الثانوية الأخيرة حسب ميوله الدراسية للمرحلة الجامعية المقبلة محددة بعدد المواد و العلامات لتحديد لنجاح و الرسوب فيها و أن يؤهل معلمون من ذوي الخبرة و الكفاءة لتصحيح أوراق الأختبار، حيث نضمن من خلال هذه الألية تخريج أجيال للأردن الحبيب قادرة على بناء الوطن محبة لما درست ومعطاءة لبلدها بحيث يكون الطالب مخيرا وليس مسيرا بتاتا على أي تخصص جامعي لم يؤهله معدله في الثانوية العامة من دراسته وعليه تحسب المواد المنجزة في مرحلة الثانوية العامة التي هي بطبيعة الحال جامعية المحتوى من المواد الدراسية في المرحلة الجامعية، وبعد هذا كله يكون الطالب قد هيئ تلقائيا للمرحلة الجامعية و أصبح لديه خلفية كافية لتعامل مع مرحلة جديدة من مراحل حياته الدراسية.
و في نهاية الحديث أذا اردنا أن نرفد الوطن بشباب فاعل و بناء فعلينا اعدادهم أعدادا كاملا متكاملا ليكون لديهم القدرة على التفاعل مع مختلف الظروف و المراحل التي تطلبها نهضة الوطن ليكونوا الأساس القوي و المتين للمحافظة على رفعتة و تقدمه، وما تم طرحه من ما سبق هدفه هو الوصول الى عملية دراسية تربط بين المرحلة الثانوية و الجامعية تهيء الطلبه في مختلف فروع الثانوية العامة لمرحلة دراسية جديدة يكون قادر الطالب بها على التفاعل ايجابا بما يكفل انتاجية أكاديمية ناجحة.
** المعهد الديمقراطي الوطني لشؤون الدولية