نفق «غزة» ونفق «السلط» !!
صالح عبدالكريم عربيات
02-09-2014 04:07 AM
منذ زمن الاسكندر المقدوني ومطلب السلطية الوحيد هو إنشاء نفق على مدخل المدينة الوحيد، لأن "السلطي" هو الوحيد يذهب نصف عمره هباء منثورا عالقا في أزمة مرورية.. وتحقق الحلم أخيرا بأن كانت حصة المدينة من المنحة الخليجية إنشاء هذا النفق !!
مدة تنفيذ المشروع ثمانية أشهر، ومع الثلج، والبرد، والمطر ، وشرب الشاي ستصل على الاقل لعام.. ونصف
مشروع اعادة حفر قناة السويس مدته "عام"، وحين ينتهي ستعبر منه بواخر حجم الواحدة منها قد نص السلط، ومشروع نفق "السلط" أيضا مدته "عام". وبعد أن ينتهي أضخم ما سيعبر منه هو شاحنة "طحين" !!
لذلك إن كان حفر القناة الذي ستعبر منه "باخرة" مدته عام ، فإن النفق الذي سيعبر منه "شاحنة طحين" إن ضربها "القرد" يجب لا يتجاوز أسبوعين !!
بدأ العمل في المشروع، وبدأت المعاناة.. أول ثلاثة يام وجد في المشروع ثلاثة عمال شربوا شايا "وروّحوا" .. في اليوم الرابع والخامس والسادس جرّوا "الكمبريسة"، في اليوم السادس والسابع شفنا "جرافة" في المشروع، في اليوم الثامن قام السائق بتسخين "الجرافة"، في اليوم التاسع عمل سائق الجرافة بجد وتفان و"قشط" إزفلت لمسافة عشرة أمتار، في اليوم العاشر توقفت "الجرافة" عن العمل إما لعطل ميكانيكي او بسبب نفاد الوقود، في اليوم الحادي عشر اشتغلت الجرافة و"قشطت" عشرة أمتار أخرى، وبعد صلاة الظهر توقفت عن العمل، في اليوم الحادي عشر ولله الحمد حضر "القلاب"، وأقيم له حفل "تعارف"، في اليوم الثاني عشر نقل "القلاب" نقلتين ومن ثم غادر سائق القلاب بسبب زفاف ابن خالته، مع بزوغ فجر اليوم الثالث عشر بدأ البحث عن خطوط المياه والاتصالات، ومع مغيب شمس يوم الرابع والعشرين تكشفت ولله الحمد خطوط المياه والاتصالات من احدى الجهات فقط، مع ان اكتشاف البترا تم في ثلاث ساعات فقط، منذ صباح يوم الخامس والعشرين انطلقت فرق الاتصالات والمياه لمعاينة الموقع، ووصلت بحمد الله في مساء اليوم التاسع والعشرين، وهي مثل المدة الزمنية التي استغرقتها الهجرة من مكة الى المدينة !!
بعد شهر من بداية تنفيذ المشروع تحقق لغاية الان: ازالة "زفتة" لمسافة خمسين مترا، ثلاثة "قلابات" تراب، وغرس 33 قضيبا حديديا، و899 إبريق شاي، و 458 "بكرج" قهوة !!
شهر حتى الان، والوقت الذي يحتاجه القادم من عمان الى السلط هو الوقت نفسه الذي يحتاجه المسافر من عمان الى لندن، شهر حتى الان والطرق البديلة لا تفي بالغرض مع ذلك ولياقة "جدتي" أفضل من لياقة الاليات العاملة، شهر حتى الان ولم ينزلوا "سم" واحد في الارض مع أن "خلند" مواليد عام 2014 يحفر في اليوم 50 م على الاقل !!
لو تمت إحالة العطاء على "حماس" لكان مدة حفر نفق بدايته في السلط ونهايته في عجلون هي المدة نفسها التي استغرقتها الحكومة لتجهيز الخطة العشرية لتطوير الاقتصاد ، ياجماعة خلي عندكوا "حماس" على الاقل في العطاءات !!
(العرب اليوم)