بلا مقدمات أطلت علينا اعلانات عبر مواقع التواصل الاجتماعية عن تنظيم مهرجانات غريبة عن مجتمعنا تتحدى قيم وعادات المجتمع الاردني وتخالف ديننا في اطار التشبه بالمجتمعات الغربية على أساس اعتقد منظمو هذه المهرجانات ان اقامتها في الاردن يأتي ضمن جهود اصلاحية تقود الى دولة مدنية.

في ظل الأحداث الدائرة حول الأردن اعتقد البعض أن جميع هموم ومشاكل الاردنيين قد انتهت ، واعتقدت فئة منهم أن الخروج بالبيجامات واشهار شرب الخمر ضمن مهرجانات عامة هو وسيلة لإظهار الثقافة الفكرية والتطور الذهني في مجتمع غارق في التفكير في تأمين لقمة العيش.

لم يعد لدينا من الثقافة سوى قذف الالوان على بعضنا بعضا متناسين فشل 360 مدرسة أردنية بانجاح طالب واحد في امتحان التوجيهي ، وعالجنا ضعف مواردنا المائية والدور الاسبوعي لتوزيع المياه على بيوتنا لنستمتع بشرب الخمر بالهواء الطلق في بيئة امتزجت بها ثقافات متعددة بدل أن تدفعها نحو الابداع والابتكار تريد اعادتها الى سنوات الجاهلية.

لن أقول أن فئات اختارت توقيت سيل دماء أهل غزة لتقابله بسيل من الالوان الزاهية على وجوه وثياب شباب الاردن بل أقول لم يعد لنا في مجتمعنا سوى الأخلاق .. فتمتعوا بأدنى حد منه على الاقل.