من المتوقع ارتفاع سكان العاصمة "عمّان" الى 3 ملايين و600 الف نسمة عام 2030، والى 5 ملايين نسمة في عام 2050، مقابل مليونين ونصف المليون نسمة لعام 2012، وذلك في حال ثبات معدل الإنجاب الكلي البالغ 2ر3 طفل لكل امرأة.

أن تقوم اللجنة الوطنية للإسقاطات السكانية بكشف الأعداد المتوقعة لسكان "عمّان" لتلك الأعوام أمر جميل ومهم، ولكن لو أطلعتنا اللجنة على تلك الأعداد في حال كان "المواليد" أردنيي الأصل ومن "ولّادات" أردنيات لكان الأمر أجمل وأدق .. عل وعسى أن يصبح الأردني على بينة من أمره قبيل ضياعه وتهميش هويته بوجود الجنسيات المختلفة "مع الاحترام لها" والملاحظ تزايدها بشكل كبير وسريع في الآونة الأخيرة في الأردن..

ولو تعرفنا على تلك الأعداد في الأعوام القادمة ما ان بقي الأردن مثل "شِق خريوش" للاجئين، والمستثمرين، والعمال الوافدين، والسياح المقيمين ،سيكون من السهل علينا تخيل شكل الأردن في عام 2030 ما ان استمرت أعداد تلك الفئات بالتزايد...

لم تتوقع الفنانة اللبنانية جوليا بطرس بعد أن أطربت الجميع بأغنيتها المشهورة المتسائلة "وين الملايين؟..الشعب العربي وين؟"بأن تكون الإجابة هي " في الأردن" .. خصوصا عقب استغلال بعض "العربان" لحجة أن الأردن أرض خصبة للجوء، و يمتاز مناخها بالأمن والأمان "ومعزبها" كريم لا يرد دخيله .. والذين تناسوا المثل الشعبي "إذا حبيبك عسل..".

قد يخيل لنا في عام 2030 وبسبب كثرة الأشقاء العرب في عمّان، أن يتم نقل حضانة المقر الرئيسي لجامعة الدول العربية من أم الدنيا "مصر" للأب الحاني "الأردن"، ومن باب توفير أجور النقل والاقامة سيتمكن العرب من استخدام مشروع الباص السريع ماإن كانت أمانة عمان الكبرى قد إنتهت من تنفيذه، للوصول لمقر الجامعة ولسرعة اتخاذ قرارات الوحدة" "وعلشان يلحقوا يركبوا بالباص " .. وبهذا الشكل توفر "عاصمة العرب عمّان" على الأشقاء العرب مصاريف تذاكر الطيران واجور النقل والسكن ، فبدلا من ذهابهم لجامعة الدول وزيادة المصاريف عليهم "جبنالهم الجامعة بأكملها" ..

أما عن الرياضة في الأردن فمن المتوقع أيضا في عام 2030 أن يستبدل اسم دوري المناصير بدوري "كلاس الدمشقي" أو دوري "الشمري" أو دوري الورفلي الليبي ..الخ، بالاضافة إلى اشتياق جماهير الفلكلور الرياضي الأردني لمباراة تراثية تجمع بين الفيصلي والوحدات في كأس الأردن، وذلك لوجود منافسين على الكأس من كل الشعوب العربية،اضافة إلى إمكانية أن يصبح منتخب النشامى بعد ذلك منتخب "الجدعان، أو الزِلم، أو الأبضايات، أو الرياييل، أو الورعان "....الخ.

ولأن "المنسف عجاج ما بنفع أردنية " من المتوقع في عام 2030 ما ان استمرت حكومتنا الرشيدة بالكرم الطائي على حساب الشعب الأردني "الغلبان"، سيشتهي الأردني بعدها "منسف الجاج " اذ أنه ومن الممكن أيضا ظهور أصناف جديدة من المنسف مثل " منسف "بالأرانب " أو منسف بالكبة الشامية" أو منسف بالكرش والفوارغ العراقية أو ما يعرف بالبا(ch)ـا " .. بالاضافة الى تغير ما يعرف بالشراب أو الجميد إلى "شوربة المنسف أو مرقته " اضافة الى ظهور منافس للمنسف مثل الكوشري والكسكسي المغربية وبابا غنوج وما الى ذلك من أكلات عربية شهية ومعروفة..

قد يبدو للبعض أن ما ذكر سابقا فيه من المبالغة الكثير، ومن المرجح أن يكيل لي أحدهم الاتهامات بالعنصرية، وما الى ذلك من أمور، ولكن دعوني أنقل لكم مشهد حقيقي واحد لما استفزني بكتابة هذا المقال، سمعت أحد الأشقاء العرب في كفتيريا إحدى الجامعات يقول لزميله من جنسية عربية أخرى وبشكل جاد "يا أخي الأرادنة كثرانين بالجامعة!!" .. والأنكى من ذلك وبعد أن دخلت معه بجدال حاد "رفع ضغطي زيادة" وقال لي " أنا هون بفلوسي وبحكي اللي بريحني "..

"اذا الله أحيانا" لعام 2030 وبقي الحال على ماهو عليه من اكتظاظ العرب في عمّان، نتوقع من الشعب العربي في الأردن مطالبة نوابهم العرب، بفتح سفارة أردنية في عمّان لحل قضايا ومشاكل الأقليات الأردنية، كما وسيقوم متطوعون بفتح مراكز وجمعيات للحفاظ على ما تبقى من الهوية الأردنية.. وبهذا الشكل لا بد لنا "كعرب" أن نغني بالـ " 2030 " ....

"بلادُ العُرب عمّانِ .. من المفرق لذيبانِ
ومن سلطٍ إلى كركٍ ..فعجلوني وغَورانِ"