إهتمام كبير من جلالة الملك بالخطة أو الرؤيا الاقتصادية العشرية التي أمر الحكومة بإنجازها، وهذه المتابعة كان آخرها لقاء جلالته مع اللجان القطاعية التي تقوم على إعداد هذه الرؤيا أو الخطة.
وقد أصبح معلوماً للجميع أن هذه الخطوات تأتي تعبيراً عن الشعور والقناعة بأن المشكلة الاقتصادية هي العبء الأكبر الضاغط على الدولة حكومات ومواطنين، وأن هذه الرؤيا المطلوبة محاولة جادة لرسم خارطة طريق اقتصادية رغم كل ما تعانيه المنطقة من مفاجآت وتحولات يصعب معها أحياناً بناء مسارات متوسطة أو بعيدة المدى، لكن الإصرار الملكي على إنجاز هذه الخطة ثقة بإستقرار الدولة وإستمرارها وقدرتها على التفكير متوسط المدى لحل مشكلاتها الكبرى.
لن أذهب بعيداً في التفاصيل فالخطة تحت الإنجاز، وهي فتية مكتظة بالتفاصيل الاقتصادية والعلمية، لكنني أشير إلى ضرورة تقديم هذه الفكرة والمبادرة وتفاصيلها للمواطن الأردني، وأن تقول الحكومة للناس ما هي الرؤيا أو الخطة الاقتصادية، وماذا تعني له في حياته، وكيف ستساهم في حل أو تخفيف المعضلات الكبرى التي تمس حياة الناس أو مسار الدولة من فرص العمل والمديونية والطاقة والإستثمار...
أعلم أن الخطة بعد إنجازها ستكون خطة الحكومات للسنوات العشر القادمة، لكن رسم صورة واضحة وسهلة لها ولأهميتها في أذهان الأردنيين ضرورة لأن المواطن الأردني شريك أساسي، وأيضاً لأننا بحاجة إلى زيادة منسوب الأمل والتفاؤل لدى الأردنيين، وأيضاً لأن المواطن الأردني بحاجة لأن يرى الدولة تمتلك إجابات على الأسئلة الاقتصادية الكبرى وكيفية التعامل معها.
خلال عقد مضى كان هناك مسارات على صعيد الإستثمارات وتوفير فرص العمل والمشاريع الكبرى وغيرها من عناوين الاقتصاد، وكان هناك إنجازات وأيضاً مسارات لم نحقق فيها ما يجب، والخطة العشرية محاولة جادة للتعامل مع الملف الأكثر صعوبة وهو الملف الاقتصادي، ونحتاجها أيضاً ليشعر الناس أن الدولة تحاول بجدية لإدارة الملف بشكل علمي ومنهجية معقولة، فلنقدم الفكرة وبعض التفاصيل للناس بلغة وأسلوب يحقق الغاية، ولنعرفهم ماذا تعني الخطة العشرية، فالناس تسمع وتقرأ وتشاهد الأخبار حول ما يتعلق بالخطة، لكن من المهم أن نقدم للناس تصوراً يجعلهم أكثر قرباً من هذه المبادرة والمحاولة الجادة والهامة.
(الرأي)