facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




منعة العرش مهمة كل الاردنيين


شحاده أبو بقر
30-08-2014 04:13 AM

في ظل الثورة الاعلامية العالمية الهائله ، يتضاءل العالم اليوم ليصبح ليس اشبه ما يكون بقرية كما كنا نقول قبل عدة سنوات ، وإنما هو بمثابة صالون جلوس صغير يرى ساكنوا الكوكب فيه كل ما يجري على إمتداد الارض وفي لحظة واحده ، ولهم ان يسمعوا ويقرأوا ما يريدون وما لا يريدون ، وان يستخلصوا ما امكنهم من الانطباعات والتصورات ، وكلما قربت المسافات بين الاقطار كلما إتسعت رقعة المتاح من المعلومات وللكافه ، دون ان يكون للحكومات ادنى قدرة على مواجهة او حجب هذا الطوفان العارم من تلك المعلومات التي تشكل ذهنية الفرد وشخصيته المعاصرة وحتى نمط تفكيره .

ودونما خوض في مزيد من هذا الواقع الكوني والعالمي المستجد والمتجدد على مدار الثواني لا الساعات ، فلا بد من الاقرار بحقيقة ان الاعلام المبدع وهو الاساس في العمل الاعلامي اصلا ، اصبح اليوم اكثر اثرا وتاثيرا حتى من اثر وتأثير الجيوش والقوة المادية في تحقيق الاهداف سلبية كانت ام ايجابيه ، ومن ذلك هدم مجتمعات وإنهيار دول وتقزيم اوطان حتى في عيون ساكنيها واكثر الناس إنتماء اليها واشدهم حرصا على بقائها ووجودها ، فالحدث الواقع تحت وقع الصورة المبدعة والكلمة الذكيه الموجهة ومقاربة الحياد البريء وغير البريء ، يترك إنطباعات كاملة في نفوس المشاهدين ويدفعهم طوعا نحو تكوين اراء محددة عن اطراف المعادلة في ذلك الحدث ، إما سلبا او إيجابا تبعا لنوعية وظروف الحدث ذاته .

ولو حاولنا وبهدوء قراءة واقعنا الاردني مثلا وسط هذا المشهد الكلي المرعب ، لوجدنا ان بلدنا ليس عرضة لتأثيرات الاعلام الخارجي الموجه وحسب ، وإنما هو واقع ولسوء الحظ تحت وطأة الكثير من مخرجاتنا الاعلامية المحلية الناتجة معظمها عن حسن نية تنادي بالاصلاح ولكن بأسلوب يعطي نتائج عكسية اصابت هيبة الدولة ومؤسساتها، وانهكت ثقة المواطن بها، وأعطت الاذن لمن هب ودب لان يتجرأ على الدولة والوطن ، وأن يتطاول على القانون وعلى النظام العام ، فمن فوضى السلاح واستخداماته العبثيه، الى المشاجرات الجامعية بابعاد عشائريه ، الى تنامي آفة المخدرات بصورة لا يمكن إنكارها ،وحالات الخروج المتزايدة على القانون ، الى إطالة اللسان في كل الاتجاهات ، الى إستفحال مهزلة الغش في التوجيهي التي نشكر وزير التربية والتعليم الدكتور محمد ذنيبات على لجمها، الى الاستخفاف غير المفهوم بكل القرارات والمواقف الرسمية ،الى التطاول على المسؤولين الرسميين ، وانتشار الاشاعات لا بل والسعادة بتناميها ، وسوى ذلك من ممارسات يومية تتجافى تماما مع ابسط سمات الاعتزاز بالوطن وهو البيت ، وتراجع مبدأ الانتماء الوطني والمبادرة الى الدفاع عن قيمة الوطن وهي اسمى قيمة في الوجود بعد الايمان بالله سبحانه ،وتزايد مظاهر الاستقواء على دولة الوطن ومؤسساتها ، والتعرض غير المفهوم للمؤسسة الامنية والعسكرية ، وانكار وجحود كل موقف مشرف للاردن مع أمته لا بل وتجاهله ، كما لو كان الاردن الصابر المصابر مرفوضا من حيث المبدأ في نظر الكثيرين منا ، ومطالبته بغير الممكن دون سواه من اقطار الامه، وتحميله وزر اخطائها ، والتنكر لكل ما يتحمله في سبيلها ، الى آخر القائمة من الملاحظات الغريبة المستهجنه ، ويجري كل ذلك وغيره كثير بإسم الديمقراطية وحرية الرأي ، في بلد مثقل بالهموم ووسط محيط مضطرب ملتهب يتطاير شرره وشره في كل الاتجاهات وبالذات صوب الاردن تحديدا ، وهو البلد الوحيد الذي كان عليه وما زال ان يدفع جميع فواتير نزوات الاقليم وحروبه ونكباته ولا احد يقر بادنى فضل له على هذا الصعيد الا ما ندر .

لا احد يجادل في الحاجة المستمرة للاصلاح ، ولا يفعل ذلك غير جاهل او منافق او منتفع لا يأبه بامر العامة ولا يرى الوطن الا بقدر ما تتحقق مصالحه هو دون سواه ، وهؤلاء موجودون في كل زمان ومكان منذ بدأت الخليقة والى ان تقوم الساعه ، لكننا نجادل في أمر اهم من كل مطلب الا وهو وطننا ودولتنا التي إنتزعها الاولون من افواه الذئاب ، ونسأل هل ما نكتب من نقد غاضب وتعليقات تفوح منها رائحة عليا وعلى خصومي يارب ، هو امر يصب في مصلحة الوطن على المدى الوشيك والبعيد ام العكس هو الصحيح .

ودونما حاجة الى مقدمات او حتى مبررات لما سأقول ، فإن الحاجة اليوم اكثر من ماسة وملحة لأن يقر الاردنيون عاليا جدا بأن النقد الهادف المصاغ بعبارات محترمة مطلوب ومتاح لسائر مؤسسات الدوله ، وان هناك اربع مؤسسات رئيسية هي اعمدة البيت وجب ان لا يطالها التجريح تحت اية ذريعة كانت واي مبرر كان ، والا فنحن ومن حيث ندري او لا ندري نهدم دولتنا بايدينا، ونقزم وطننا في عيون ليس العالم الآخر وحسب ، بل وحتى في عيون شعبنا وهنا مكمن الخطر والخوف الكبير .

اربع مؤسسات هي مؤسسة العرش والمؤسسة العسكرية والامنية ومؤسسة البرلمان والمؤسسة القضائية لا بد وان تبقى محصنة عرفا وفطريا ضد اي تطاول او تجريح او اتهام بالشبهات او اي عبث باللفظ او غير ذلك ، إن نحن ادركنا خطورة فتح المجال للمساس بهذه الاعمدة الاربعة التي على ركائزها يقوم بنيان الدولة كله ، تاركين لمؤسسات الرقابة ان تؤدي دورها بمقتضى الدستور والقانون .

اعرف ان كلامي هذا لن يروق للمنفعلين جراء مشكلات كثر ، وسيصفونني بما اربأ بنفسي عنه ، ولكنني أذكر وأحذر عل الذكرى تنفع المؤمنين ، ومن هم في مثل سني يدركون جيدا كيف نشأ هذا البلد وكيف نما وتطور حتى صار رقما مهما برغم ما واجه من مصاعب ونكسات وحروب ونكبات وظلم واتهامات ما زال هناك من يجترها حتى اليوم ، مثلما يدركون الواقع الاقليمي والدولي المرعب الراهن وادواته وتطلعاته ومخططاته ، ويؤمنون إيمانا قاطعا بحتمية ان نتحمل وان نصبر وان نعض على الاردن العربي الهاشمي بالنواجذ ، وان ننصح ولا نمل النصيحة وان نجادل بالحسنى ، وان نبتعد وبالمطلق عن كل قول او مقال او تصريح او تعليق شاذ باي ذريعة كانت .

بصراحة ما بعدها صراحه، الوطن الاردني ذو خصوصية خاصة نشأة وتاريخا قوامها المظلة الهاشمية والعرش الهاشمي ، وهذا الثابت هو اساس الاستقرار والتوازن والقوة السياسية والمعنوية للاردن ، واي خلل لا قدر الله في هذا الثابت التاريخي المكين هو ضرب من الخيال من جهه ، وهو شروع في هد اركان الدولة الاردنية التاريخية من جهة ثانيه ، واي مساس بمؤسسة العرش لا سمح الله حتى باللفظ هو تصرف غبي لا يرى صاحبه ابعد من ارنبة انفه مهما ادعى الحرص والتخوف على الوطن ، ومن لديه رأي او نصيحة او تصور فليقله ولكن باسلوب محترم، وبالكلمة الطيبة التي قال عنها الخالق الكريم انها كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء ، ونقول عنها في امثالنا انها تخرج الحية من جحرها، اما الكلمة الانفعالية النشاز فلا اثر لها سوى عكس ما يرمي اليه صاحبها .

وبصراحة ما بعدها صراحه ، فالمؤسسات البرلمانية والعسكرية والقضائيه ، صروح وطنية لا بد من إحترامها والحرص على عراقتها وقوتها واي ضرب او تهميش او تطاول عليها هو تطاول على الوطن الذي لا ظل لنا بعد ظل الكريم سبحانه الا ظله ،وما ينسحب عليها ينسحب على سائر مؤسسات الدولة بلا إستثناء ، ومن يعتقد بان حرية الرأي تعطيه حق الاستهتار بأبنائه وزوجه واسرته والاساءة اليهم على الملأ حتى لو كانوا مخطئين ، فليمارس هذا الخطأ القاتل الشنيع بحق وطنه وهو بيته وظله وعنوان وجوده .

عالم اليوم ملئ بالمؤامرات والمخططات الظالمة التي لا ترحم ، ولا مكان فيه لغير النابهين الذين يجيدون قراءة المشهد والتطورات ويقرأون ظل السطور وما بينها ويدركون قدرات اوطانهم وإمكاناتها فيحرصون عليها اشد الحرص ويفدونها حتى بارواحهم ، ولا يسمحون ابدا بأن يكونوا معاول هدم لبنائها من حيث يدرون او لا يدرون ، ويؤمنون بان الاخطاء يمكن إصلاحها ولكن باساليب تحفظ كرامة اوطانهم وتداري عوراتها إن وجدت ، فكما البيوت اسرار فالاوطان ايضا اسرار ، وقد افلح من دارى اسرار وطنه وحفظ عهده ووعده واعتز به وبوجوده مهما كان فقره ومهما كانت ملاحظاته ، وخاب في المقابل من تنكر لوطنه وهمش حضوره وازدرى دوره واعطى للدنيا وهملها المبررات للطعن في وطنه .

اردن اليوم مختلف تماما كما هو عالم اليوم مختلف عما كان ، والاردن ليس إستثناء عن هذا الكون الواسع الارجاء ، والظروف تغيرت في العالم والمنطقة بأسرها ، دول وانظمة زالت واوطان دخلت دوائر الفوضى والقتل والدمار ، وشعوب شردت في طول البلاد وعرضها ولا تدري الى اين المصير ، والتاريخ القريب والبعيد يتحدث عن إمبراطوريات رحلت بعد ان اصابها الوهن بايدي اهلهاجراء النزاع والخلاف والفوضى وصارت اليوم كعزيز قوم ذل ، واقطار شقيقة اليوم من حولنا وبعيدا عنا باتت تحسدنا فك الله غمها على نعمة الامن والاستقرا وقد بتنا كجزيرة آمنة وملاذ للفارين بارواحهم من أتون حروب طاحنة لا تبقي ولا تذر ، وفي هذا مثل ومثال لكل صاحب عقل راجح عاش الماضي والحاضر بحلوهما ومرهما ويعرف ان الاردن اليوم قياسا باقرب الناس وابعدهم بالف خير ، وبمقدوره ان يحفظ نفسه ويصلح احواله بنفسه وبتلاحم اهله وإلتفافهم حول الوطن بكل عناصره ومقوماته .

نعم المطلوب اليوم من كل اردني واردنية الالتفاف الصادق والقوي غير القابل للاختراق حول العرش الهاشمي وحول جلالة الملك عبد الله الثاني بوضوح ورجولة ، وعدم الاستسلام للاشاعات والاحباط ، كي تفهم الدنيا باسرها وبكل قواها الكبرى والصغرى ان الاردن ما زال هو الاردن كما عرفوه منذ تأسس ، وان المستقبل سيكون له حتما شاء من شاء وابى من ابى ، وان لا مجال لاختراقه ، وان الاردنيين جميعا ومن كل المشارب والاطياف شعب واحد موحد لا فوارق ولا فضل لاحد منهم على الاخر الا بقدر ممارسته الواقعية لحب الاردن واستعداده للدفاع عنه وعن هويته الوطنية وعن تاريخه وحاضره ووجوده ، وان لا عدو لنا الا من يعتدي علينا او يحتل ارضنا او يحاول المساس بوطننا ، وان عيوننا جميعا شاخصة نحو القدس وفلسطين في مساندة شعبها الشقيق لاسترداد حقه المغتصب .

رائع ان نراجع النفوس في كثير من الاحيان وان ندرك ان الزمان يتطلب ان نكون في هذا البلد اسرة واحدة فعلا لا قولا وحسب ، وان نعترف وبصدق ان بلدنا ليست خربانة كما يردد بعضنا بوعي او بغير وعي ، واي خراب حتى وإن حصل فليس مستحيلا تداركه بهمة المخلصين الذين يضعون الوطن فوق كل إعتبار، وما خلا الاردن منهم يوما بحمد الله وتوفيقه ، وحتى وإن إستعصى الامر حينا فبذات الهمة يمكن تطويعه ، وما على العاتبين والغاضبين والمحبطين الذين اعرف وغيري يعرف حجم حبهم للاردن وغيرتهم عليه الا ان ينفضوا عنهم غبار كل هذا ويحاولوا تجريب رفض السلبية ومقاربة الايجابية في نظرتهم للواقع والظروف القريبة والبعيدة ، رفضا للاشاعات الهدامة التي ازاحت دولا عن عزها ، وترفعا عن الاستسلام القاتل للوهن واليأس والاحباط ، فالاردن بعون الله بخير وسيبقى بفضله جلت قدرته بخير ، وهو سبحانه من وراء القصد.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :