انتصارُ الجرحِ على الرمحِ
رشاد ابو داود
30-08-2014 03:48 AM
صحيحٌ أنّ الرصاصة لا تطلق من الزناد بل من قرار سياسي، وصحيحٌ أنّ الحروب قد تنشب من أجل التلويح بمروحة، كما في احتلال فرنسا الجزائر لأكثر من مائة عام، لكن من يقرر نتيجة الحرب هي الإرادة التي تحمل السلاح، والإنسانُ المؤمنُ بما يفعلُ ..المقاومة انتصرت في حرب غزة بكل المقاييس، ومَنْ يتحدث عن الخسائر كمن يريد أن يقطع النهر دون أنْ يبتلَّ. المقاومة أجبرت إسرائيل على وقف العدوان، أمّا مَنْ يحصد سياسياً قمحَ البيدر فتلك حكايةٌ أخرى!
انتصر الجرحُ
على الرمحِ
تمرّدَ الوردُ
على السّياج
فاحَ عبقُ الدماءِ
لغزةَ مجدُ الأنبياءِ
للصواريخِ زندُ المقاومةِ !!
صوتُ ضحكاتٍ ملائكيةٍ
لكأنّهُم الشهداءُ
صوتُ أناتٍ مذعورةٍ
لكأنّهُم الجبناءُ
في الملاجئِ
يقرؤون التوراةَ المزورةَ !!
هؤلاءِ الاحياءُ
كانوا من الشهادةِ
قابَ قذيفتين أو أدنى
لا تسلْ عن عددِ الشهداءِ
قلْ معَ المقاومةِ
انتصرْنا على الغزاةِ !!
غزةُ...أمةٌ
مِن المحيطِ إلى الخليجِ !!
في المساءِ
غزةُ تخرجُ إلى البحرِ
كأيّ مدينة أخرى
تشربُ الشايَ الاحمرَ
تستنشقُ الهواءَ
المطعّمَ بالكبرياءِ
تضمُّ ابناءَها
حتى الشهداءَ منهم
وتتهيأُ لليلةِ بطولةٍ أخرى !!
مصرُ تبحثُ عن مصرَ
سوريا تقاتلُ سوريا
ميليشيا تخطفُ ليبيا
داعشُ تشربُ نفطَ دجلة
اليمنُ السعيدُ يبكي
إسرائيل تذبحُ غزةَ
و... صباحُ الخيرِ يا عربُ !!
كلُّ ما في الأمرِ
أنّهم يدفنوك
بطريقةٍ أجملَ
..المجاملون !!
الخداعُ
كذبةٌ طويلةُ العمرِ
لكنّ عمرَهُ قصيرُ الأمدِ !!
من الغابةِ تُصنعُ
أعواد الثقاب
ويَحرقُها عودٌ واحدٌ !!
الشجرةُ التي لا
تهزُّها الريحُ
ادعُ لها بالرحمةِ
قد تكونُ ميتةً !!
أنْ تكابرَ
وتكابرَ
وتكابرَ
لا يعني أنّك
أصبحتَ كبيراً !!
ما أقسى الانتظارَ
حينَ تكونُ
المحطةُ
بلا قطارٍ !!
لا تمدَحْني
بما ليسَ بي
كي لا أصبحَ
غيري الذي لا يَعْرفُني !!
أتساءلُ....
كيف ينامُ المنافقونَ
في ضجيج تصفيقِ
أياديهم الثرثارةِ !! !!
لديهِ أسبابُهُ
الخاصةُ السريةُ
..التي يعلمُ بها الجميعُ !!
غزّةُ علّمَتْنا
كيفَ نفرحُ دونَ
أنْ نشعرَ بالذنبِ !!
(الدستور)