تشرفت بتحية المغفور له بإذن الله الملك الحسين ، والسلام عليه عدة مرات ، وكان يرد على تحيتي – وتحية غيري – بأحسن منها . وتحدثت أكثر من مرّة مع صاحب السمو الأمير الحسن بن طلال ، وكان سموه لطيفا في تعامله ، وقابلني بمودة وتقدير ، واعتقد أن معظم الناس يلاحظون أن الهاشميين وهم السادة يخاطبون محديثهم بالقول : يا سيدي . وتناقشت ودولة البخيت في لقاء عابر إبان توليه رئاسة الوزراء ، ومع أننا اختلفنا في الآراء إلا أن التعامل كان باحترام ونديّة . وقد تعاملت وتحدثت وعملت بصحبة ورفقة الكثير من المسؤولين والمواطنين ، بحكم عملي وبحكم سني ، وفوق ذلك باعتباري مواطنا في هذا البلد . وقمت بمراجعة العديد من المؤسسات الرسمية و العامة والخاصة ، وقوبلت بوجوه عابسة متجهمة وأخرى باسمة ، ولاحظت أن حسن المعاملة ، وسعة الصدر من الصفات العامة المميزة للكثير من كبار الرسميين ، مع استثناء البعض منهم ، وعلى النقيض من ذلك لاحظت أن سوء المعاملة ، وضيق الصدر والأفق ، والتبرم من الصفات العامة للكثير من صغار الرسميين .

واعتقد أن " الصغير " يظن أته سيقفز إلى مرتبة " الكبير " بإضافته تقطيبة إضافية لوجهه ، والتعامل بعجرفة وتعالٍ مع المراجعين . أتمنى أن يعرف " الصغير " أنه سيزداد صغرا بأفعاله هذه ، كما أتمنى أن يعلم أنه يكبر بحسن التصرف والتواضع وبالأداء الجيد لعمله ولمتطلبات وظيفته ، وأن التعالي على الناس هو محاولة بائسة لستر جهله العلمي والإداري والإجتماعي ، ومحاولة فاشلة لنيل احترامهم ، إذ أنه لن ينال إلا ازدراء الجميع ، وإن قوبل بابتسامة مصطنعة عملا بـ " داروا سفهاءكم " .
ألم يسمع المتعجرفون من " الكبار " و " الصغار " على حد سواء بمقولة " لو دامت لغيرك ما آلت إليك " ؟؟؟ .

haniazizi@yahoo.com