هو حق لغزّة أن يتوقف إطلاق النار، فبعد سبعة أسابيع من القتال بدم الشهداء ودمار البيوت، وعشرة آلاف جريح لا نعرف منهم عدد المعوقين.. فشلت حكومة نتنياهو في استئصال حماس، أو نزع سلاحها، وفشل العالم في ادانة المذبحة، والاحتلال، واستباحة دم الشعب الفلسطيني!.
- ماذا بعد وقف اطلاق النار؟!

- يعجبني جداً كلام القيادي الغزاوي: نعيد تسليح أنفسنا، فأساس المقاومة الفلسطينية ليس المعابر، وليس المطار والميناء والمياه الإقليمية، وإنما هو إنهاء الاحتلال من أرض الفلسطينيين، وإقامة دولتهم، وحرية عاصمتهم.. القدس!!.

ما يريده رئيس دولة فلسطين بعد تحقيق وحدة الهدف ووحدة الموقف، هو تجاوز مطالب غزة إلى المطلب الفلسطيني، وأمامه أكثر من خيار:
- الذهاب إلى مجلس الأمن والحصول على قرار برفع الاحتلال الإسرائيلي لوطن الفلسطينيين، وعدم الدخول في أية مفاوضات.. إلا إجراءات الانسحاب ووضع ترتيبات أممية لضمان أمن الفلسطينيين وكيانهم الوطني.

- إذا استعملت الولايات المتحدة «الفيتو» لتعطيل هكذا قرار، فإن الخطوة التالية هي استغلال التعاطف الدولي حول فلسطين وتحشيد كل أصحاب النوايا الطيبة حول انكشاف الانحطاط الأخلاقي الصهيوني، وتعرية كذبة الشعب المضطهد الذي يبحث عن مكان يعيش فيه بسلام والاشتباك الفلسطيني والعربي والدولي مع الكيان الصهيوني على مدى هذا العالم، ومؤسساته ومنظماته.

-.. وإذا لم نصل بسرعة، فإن من الطبيعي أن يضع محمود عباس استقالته أمام شعبه وحلّ السلطة الوطنية، وكشف واقع الاحتلال البشع على حقيقته!!. ووقتها فإن نموذج غزة سيملأ كل الأرض الفلسطينية في الضفة وغزة والقدس والنقب والمثلث، فهناك الآن خمسة ملايين ونصف المليون فلسطيني على أرض فلسطين التاريخية، وستة ملايين يهودي مستورد!

صمود الفلسطيني في غزة، في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية هو انتصار أخلاقي لقيم الحرية والكرامة الإنسانية. وإذا كان قطعان المستوطنين ترفض سياسات نتنياهو، لأنها تريد أرضاً دون شعب، وإذا كان نتنياهو قرّر قبول المبادرة الأخيرة المصرية دون قرار من «الكابينت» فإن ذلك لا ينفي أبداً تعاسة موقفه بالمقارنة مع بيجن ورابين!

نرفع عيوننا في شمس آب اللهاب، فنحن لم ننهزم!
(الرأي)