لم يكن قرار مجلس الأمن الأخير باعتبار تنظيمي داعش والنصرة تنظيمين إرهابيين وإعلان الحرب عليهما هو البوابة لتحليلات وتسريبات عن تعاون بين النظام السوري ودول الغرب لمحاربة تنظيمات التطرف، فقد بدأ هذا التحالف منذ شهور ولعلي في هذا المكان وتحديداً في 18/12/2013 أشرت إلى التعاون الأمني والإستخباراتي الميداني بين النظام السوري وأجهزة مخابرات غربية في الحرب على تنظيمات التطرف على الأرض السورية.
بعض وسائل الإعلام تتحدث هذه الأيام عن معلومات أمنية هامة قدمتها الوﻻيات المتحدة من خلال ألمانيا إلى النظام السوري حول التنظيمات المتطرفة وأن الغارات الجوية التي قام بها سلاح الجو السوري خلال الفترة الأخيرة كانت جزءاً من التعاون والتحالف بين النظام السوري ودول الغرب، وأمس الأول أعلن اوباما السماح لطائرات إستطلاع أمريكية بالتحليق فوق الأراضي السورية أي جمع المعلومات.
وليد المعلم وزير الخارجية السوري أعلن قبل يومين إستعداد بلاده للتعاون مع أي دولة في محاربة الإرهاب، وهو موقف تحتاجه الوﻻيات المتحدة لأنها ﻻ تستطيع القيام بأي عمل عسكري على الأرض السورية ضد داعش مثلما يحدث في العراق، وأنها تحتاج إلى شريك محلي وهو ما يسعى له النظام السوري، وهي بوابة يبحث عنها النظام السوري لتأكيد روايته لكل ما يجري في سوريا، وأيضاً لإضعاف المعسكر العربي والإقليمي الذي يدعم المعارضة المسلحة، فالبديل الأقوى اليوم هو تنظيمات التطرف التي تشكل خطراً على الغرب.
النظام السوري يدرك حجم القلق الغربي والأمريكي من إحتمالات عودة مقاتلي تنظيمات التطرف إلى بلادهم في أوروبا وأمريكا، والنظام السوري استفاد كثيراً من تضخيم صورة داعش ومن نشاطها على الأرض الذي أستهدف أجزاءً أخرى من المعارضة، ويعلم جيداً أن إدارة اوباما حذرة جداً من أي تدخل عسكري في أي دولة، ليس لإعتبارات أخلاقية بل لأن هذا جزءا من برنامج إدارة اوباما.
عندما نتحدث عن تحالف متجدد على الأرض السورية فإنه ليس تحالفاً طويل الأمد، فإذا ما تحقق هدف ضرب تنظيمات التطرف فإن معادلة جديدة قد تظهر في الميدان.
(الرأي)