زراعة القوقعة .. *د.سمية الطوالبة
26-08-2014 04:34 PM
تعني زراعة جهاز الكتروني ( القوقعة الالكترونية ) داخل الأذن الداخلية حيث يقوم بتزويد الأذن بالأصوات في حالات فقدان السمع .
أي هي تكنولوجيا تتخطى الخلايا التالفة في الأذن الداخلية بتحويل الأصوات إلى إشارات الكترونية مباشرة إلى عصب السمع ومنه الى الدماغ .
الحالات التي تصلح :
تجرى العملية للكبار والصغار في مختلف الأعمار في حالة فقدان السمع العصبي ( وليس التوصيلي ) الكلي أو الشديد والذي لا يستجيب المريض للمعينات السمعية .
أفضل نتائج تكون للصغار الذين عمرهم أقل من خمسة سنوات .
أسباب نقص السمع العصبي للصغار هي :
1-العامل الوراثي هو السبب في أغلب الحالات
2 التهاب السحايا في العمر المبكر
كيف يعمل الجهاز :
القوقعة الالكترونية هو جهاز الكتروني مكون من جزأين خارجي وداخلي .
الجهاز داخلي يزرع في الأذن الداخلية بعملية جراحية وجهاز أخر يوضع خلف الأذن.
يتكون الجهاز من مايكروفون وجهاز معالج للصوت خلف الأذن يقوم بالتقاط الأصوات وتحويلها إلى إشارات خاصة ويرسلها إلى عدة أجهزة صغيرة ودقيقة تقوم بدورها بتحويلها إلى نبضات كهربائية و يتم نقلها عبر أسلاك دقيقة جدا إلى الأذن الداخلية أي باختصار يقوم الجهاز بتحويل الموجات الصوت إلى نبضات كهربائية وترسلها مباشرة إلى الأعصاب السمعية في الأذن الداخلية .
التقييم قبل العملية :
هنالك معايير دقيقة وشروط لضمان انتقاء الحالات المناسبة لزراعة القوقعة . وقبل العملية لا بد من عمل بعض الفحوصات للتأكد من صلاحية المريض للعملية :
1- فحوصات سمعية : يتم إجراء اختبارات خاصة لتقييم درجة نقص السمع ومقدار الاستجابة للمعينات السمعية .
هذه الاختبارات تشمل التخطيط السمعي الدماغي وجهاز قياس ذبذبات القوقعة وفحص العصب الدماغي .
في حالة ثبت أن العصب الدماغي لا يعمل فيستثنى المريض من العملية .
2- فحوصات أشعة : يتم إجراء صورة مقطعية للقوقعة والأذن الداخلية : لمعرفة إذا كان هنالك انسداد في قنوات القوقعة بسبب التلكسات أو تشوه خلقي في تكوين القوقعة حيث أنه في بعض هذه الحالات لا ينصح بالعملية .
3 - فحوصات خاصة للنطق والاستيعاب : تقييم مدى نطق الطفل واستيعابه للكلام يحدد فترة التأهيل اللازمة للعملية .
4- تقييم الحالة الاجتماعية والتعليمية للطفل : يجب التأكد من استعداد الأهل للاستمرار بمرحلة التأهيل وكذلك الاستعداد المدرسي المستقبلي .
طريقة العملية :
يتم إجراء العملية تحت البنج العام وعادة تستغرق قرابة الثلاثة ساعات . يتم الدخول إلى الأذن الداخلية بعد حفر العظام الصدغية والدخول إلى الأذن الوسطى. يتم عمل ثقب صغير في القوقعة وإرسال الالكترود إلى قناة القوقعة الداخلية . أيضا يتم تثبيت جهاز فك الشفرات خلف الأذن وتحت الجلد مباشرة .
بعد العملية مباشرة يتم التأكد من عمل جهاز القوقعة الالكترونية بواسطة أجهزة خاصة .
ملاحظات :
- بعد العملية هنالك الحاجة إلى تأهيل لفترة ليست بالقصيرة وتستمر 6 – 12 شهرا بالمعدل .
العوامل التي تتحكم في نجاح العملية :
العمر : يستحسن أن تتم الزراعة بعمر مبكر اعتبارا من عمر السنة قبل البدء بالنطق حيث يستطيع الطفل سماع الأصوات وتعلم النطق في سن مبكر حيث ثبت أن الأطفال بين عمر السنة إلى خمسة سنوات هم أكثر من يستفيد من الجهاز وخاصة بعد إعطائهم برنامج تأهيل مركز بعد العملية .
تجرى العملية أيضا للكبار عند فقد السمع الكلي أو الشديد الذي يحدث في أعمار غير الطفولة حيث يكونوا قد تعلموا النطق سابقا وتوجد لديهم ذاكرة لمفهوم الكلمات .
في حالة الكبار الفاقدين السمع منذ الصغر والذين ليس لديهم نطق أو كلام مفهوم فهذه الحالات تمنع زراعة القوقعة لان الفائدة ستكون معدومة .
التأهيل بعد العملية : هذه مرحلة مهمة جدا وتستمر من 6-12 شهرا حيث يتم تعليم الطفل كيفية سماع الأصوات ودلالاتها وكيفية النطق . عدم التزام الأهل بالتأهيل قد يسبب فشل العملية .
مقدار فقدان السمع : في حالات ضعف السمع الشديد تكون النتائج أفضل من حالات فقدان السمع الكلي .
القدرة على استيعاب الكلام قبل فقدان السمع : هذا يقلل كثيرا من فترة التأهيل اللازمة وتعطي نتائج قوية وخير مثال في حالات الأطفال الذين يفقدون سمعهم بعد عمر الأربعة سنوات والكبار بسبب التهاب السحايا أو التها بات الأذن الداخلية الفيروسية .
استعمال السماعة العادية : الطفل الذي اعتاد على السماعة العادية يستطيع التأقلم مع القوقعة الإلكترونية بسهولة أكبر من الطفل الذي لم يجرب السماعة .
فترة فقدان السمع : كلما قلت فترة فقدان السمع فان الفائدة من زراعة القوقعة تكون أكبر .
الخلاصة :
يجب على الأهل الانتباه لسمع الطفل منذ الولادة
ولا بد في دول العالم الثالث أن تقوم بإجراء تقييم سمع المواليد منذ الولادة لاكتشاف حالات فقدان السمع لان العلاج المبكر هو الأساس لتنمية مواهب الطفل السمعية والإدراكية والنطق
إن زراعة القوقعة تعطي نتائج قوية في الحالات المنتقاة بشكل جيد وبعد التأهيل المكثف وتقوم بتحويل الطفل المعاق سمعيا إلى طفل منتج وليس عالة على المجتمع .
تعتمد النتائج على عدة عوامل ذكرت سابقا وهذه التكنولوجيا الحديثة في طريقها للانتشار مع الزمن لكن العائق الأساسي لها هي التكلفة العالية والتي نتأمل أن تنخفض مع الزمن أجزاء الجهاز.