عبارات بسيطة سمعتها نقلا عن مواقع التواصل الاجتماعي لشاب صغير ذكي في الصف التاسع اﻻساسي اسمه عصام يقول فيها انهم سألوه لماذا حلق شعره فاجاب ﻻنه طويل ..وختم بالقول وهل تنتظرون حكمة من حلاقة شعري .
العبارات عادية لكنها تذكرنا بتعاملنا مع كثير من القضايا واﻻشياء في حياتنا الخاصة والعامة وحتى مسارات الدول الصغيرة والكبيرة ، فليس كل مانراه او نسمع عنه في حياتنا وراءه حكمة او يمكن استخلاص دروس مستفادة منه .فالعديد مما يجري في هذا العالم قد ﻻيعبر عن حكمة وﻻيمكن استنتاج حكمة من ورائه .
لهذا فكثير مما نعايشه او نسمع عنه ونرى حوله ضجة او تطبيلا او ترحيبا اوحتى رفضا او نقدا نكتشف بعد حين انه ليس اكثر من اجتهاد جلب ضررا اكثر من منافعه او كان صائبا وكثير من اﻻشياء التي حظيت بالتسويق في مراحل وتم الحديث عن حكمتها سمعنا بعد حين وصفا لسلبياتها واضرارها .
من الحكمة ان نتجنب اﻻنفعال في كثير مما يجري حولنا فليس وراء كل امر حكمة .وليس كل حدث يمكن تحليله واستنتاج الدروس والعبر منه .ﻻننا تربينا في المدارس وبخاصة في مناهج التاريخ واللغة العربية والدين ان كثيرا من الدروس في نهايتها دروس مستفادة .فمازلنا نذكر درس معركة احد التي تعرض فيها المسلمون الى انتكاسة بان اخر الدرس فيه الدروس المستفادة واهمها نزول الرماة عن الجبل سعيا للغنائم .لكن ليس لكل حدث جبل ورماة .وليس لكل مانراه من قرارات في هذه الدنيا سواء كانت ﻻفراد او دول او تنظيمات حكمة او غاية عظيمة او مبررات كبيرة .ولو كان اﻻمر كذلك لما تناثر الفشل في كل محيط .ولما كانت الحروب وﻻ القتل ولا الجوع وحروب الطوائف والمذاهب وﻻ الضحايا الذين يذهبون ضحية قرار سياسي او ضعف قائد ، او مراهقة من أي طرف .
لو كانت الشعارات التي كنا نراها في عالمنا العربي عن القائد الملهم وغيرها من اﻻوصاف .لو كانت حقيقية وكان لقرارات هؤﻻء حكمة ومن خلفها دروس مستفادة لما راينا دوﻻ تنهار واخرى تتفكك واخرى تموت جوعا .واخرين يعانون الفقر رغم الموارد العظيمة .
ربما على الشعوب ان ﻻتتعب نفسها في البحث عن حكمة وراء كل امر .وﻻ ان تنفعل في اختراع الدروس المستفادة من وراء كل خطوة سواء كانت لحكومات او تنظيمات او حتى افراد .فنحن نحلق ما لدينا من شعر فقط ﻻنه طويل .وليس هناك اي حكمة او دروس مستفادة .
(الرأي)