لعبة المحاورعلى حساب شعب غزة
د. فهد الفانك
25-08-2014 03:52 AM
لم يثبت أن حماس هي التي خرقت الهدنة في يومها الأخير وأطلقت صواريخها على إسرائيل عندما كان البحث جاريا في القاهرة لتمديد الهدنة واستكمال المفاوضات غير المباشرة، ولكن إذا صح ذلك فإن المقصود هو إفشال الدور المصري لحساب مبادرة أخرى يقوم بها محور آخر تفضله حماس.
حماس تدرك أن النظام المصري يعاملها كفرع من جماعة الإخوان المسلمين، الذين لجأوا للعنف لإسقاط النظام واسترداد السلطة، وإن الوسيط المصري ينسق مع السلطة الفلسطينية وليس مع حماس. ومن هنا كان التفاوض مع وفد فلسطيني موحد لا تشارك فيه حماس إلا بشخص موسى أبو مرزوق لأن إسماعيل هنية وخالد مشعل ممنوعان من دخول مصر.
ربما كانت المفاوضات غير المباشرة عبر الوسيط المصري ستفشل على كل حال، ولكن من الأفضل أن يأتي الفشل بسبب تعنت إسرائيل، وليس بسبب عدم التزام حماس بالهدنة.
إذا كانت حماس وراء إجهاض المفاوضات في القاهرة، فالمقصود تلبية طلب محور آخر ترتبط به حماس. ولكن هل تستطيع قطر أن تملأ الفراغ الذي تتركه مصر؟ وكيف تستطيع الضغط على إسرائيل للحصول على تنازلات. وهل المقياس هو سلامة وحقن دماء شعب غزة الأعزل أم الدخول في لعبة المحاور ومناكفة مصر.
ما تستطيع مصر استخلاصة من الجانب الإسرائيلي لحساب الفلسطينيين، لا تستطيعه قطر أو تركيا، حيث الأولوية ليست سلامة غزة بل مناكفة النظام المصري.
كان قادة حماس يأملون بتسجيل مكاسب سياسية على طاولة المفاوضات ولو تطلب ذلك استئناف عمليات القتال غير المتكافئة، خاصة وان السكان المدنيين في غزة هم الذين يدفعون الثمن من أوراحهم وأملاكهم، ولم يكن بالحسبان أن يدفع بعض قادة حماس الثمن أيضاً باصطياد إسرائيل ثلاثة منهم وبعض أفراد عائلة قائد كتائب القسام نفسه الذي نجا بأعجوبة.
حماس قامت قبل سنوات بانقلابها المشؤوم في قطاع غزة، وقسمت الكيان الفلسطيني إلى شطرين، وأصبحت غزة دويلة لا تعادي إسرائيل فقط بل السلطة الفلسطينية أيضاً. وهذه سياسة خرقاء دفعت فلسطين ثمنها.
الأمور في غزة لن تعود إلى ما كانت عليه قبل العدوان الإسرائيلي، ليس فقط من ناحية رفع الحصار وفتح المعابر، بل أيضاً من ناحية انفصال حماس عن الإخوان المسلمين، وعدم التورط في سياسة المحاور الإقليمية.
(الرأي)