أصحـاب فكـر التغيير .. وبنـاء الوطـــن
وليم سلايطة/ديترويت/امريكا
18-03-2008 02:00 AM
لم اكن قد قرأت بعد المقابلة الشيقة المنشورة في " عمون " مع الدكتور مصطفى حمارنه، حين دخلت بيتاً للعزاء في منطقة ديترويت مساء الاثنين. كان المعزون مشتبكين فيما بينهم في نقاش حاد حول ثقافة وجرأة وصراحة هذه الاكاديمي الاردني الاصيل.
احدُ المعزين تحدث مطولاً عن شخصية مصطفى حمارنه وثقافته وكيف انه ضحى بعشرات الفرص التي توفرت له للعمل في جامعات اوروبية وأميركية مرموقة "برنستون وجورج تاون" وغيرهما كما فعل مئاتُ بل الالاف الاردنين الذين انتشروا في دول ومجتمعات اوروبية وأميركية يساهمون في اثراء وتقوية وتطوير هذه المجتمعات التي وفرت لهم ادوات النجاح ومنحتهم الحوافز متعددة الأبداع. لكن مصطفى آثر العودة للاردن لخدمة الوطن وتعزيز مكانته السياسية والعلمية.
أحدُ الحضور اسهب في الحديث عن تياسة وسذاجة الذين يعودون للوطن ويضحون بالفرص والامتيازات التي توفرها لهم المجتمعات الغربية، وحين يعودوا، تقابل افكارهم ودعواتهم للتغيير بالاستهزاء والاستخفاف والرفض من قبل نخب متنفذة مزروعة في كل وزارة ودائرة ومؤسسة وجامعة. ويروي المتحدث قصصاً عن خبراء وعلماء وباحثين اردنيين عادوا لخدمة الوطن الذي آمنوا به، اصيب معظمهم بالكآبة والأحباط والانطوائية، منهم من استسلم للقدر وفقد الامل ومنهم من وضع كمامات على افواههم منتظرين بألم وأمل سن التقاعد للاستمتاع بحياة ما بعد شقاء العمل. ويضيف اخر ممن كانوا في بيت العزاء قائلاً اقرأوا في "عمون" ما حدث لهذا الشاب الاردني الأصيل مصطفى حمارنه الذي لم يسلم من قهر ونفوذ وعنجهية المتنفذين رغم قربه من وعلاقته الحميمة مع الحسين " رحمه الله" وعبد الله بن الحسين اطال الله عمره. انظروا كيف طعنوه وخانوه وعاقبوه ليحموا مواقعهم ومناصبهم وليأت بعدهم الطوفان. حتى رؤساء الوزارات اخافتهم الحقيقة التي كان يبحث عنها مركز دراسات الجامعة الاردنية فحاربوه ولم يحترموا مهماته الداعية الى ارساء قواعد البحث والمعرفة...! عاقبو مصطفى حمارنه بفصله من رئاسة مركز الدراسات لانهم رأوا فيه خطراً عليهم، على مصالحهم ومراكزهم ونفوذهم الممتدة على مدى مساحات الوطن..!
ألم يقرأ هولاء وأولئك تقارير اليونسكو، للتنمية البشرية التي تضع عالمنا العربي في أدنى درجات سلم البحث والتنمية والتطوير، تلك التقارير التي تقول ان ما تنفقه المجتمعات العربية مجتمعة على البحث والدراسة لا يمثل سوى نصف بالالف (01,%) من الدخل القومي. مركز دراسات الجامعة الاردنية هو نقطة الضوء الساطعة في العالم العربي فكيف بالله عليكم يحارب ومن من...؟
قرأت المقابلة مع الدكتور مصطفى حمارنه صباح اليوم وشعرت بالفرح والاعتزاز بأولئك الذين يخدمون الوطن بلا قيد او شرط ، وافرحتني ثقة حمارنه بالفريق الثاني والثالث الذي يتحمل مسؤولية مسيرة المركز.. هذه هي الحداثة، كل جيل يؤسس لجيل افضل منه .. هكذا يبنى الوطن " الاردن" وهكذا تتهيأ قيادتنا الهاشمية الفذة والمخلصة لتتبؤا دورها الأقليمي الحساس والهام عما قريب بأذن الله.
Williams@myacc.org