أهمية الجاليات الأردنية في الخارج
د. عادل محمد القطاونة
24-08-2014 04:32 AM
عطفاً على لقاء عقد مؤخراً بين عدد من الأردنيين المقيمين في المملكة المتحدة مع السفير الأردني هناك وبين نقاش وحوار وأخذ وعطاء بدا واضحاً أن ملف المغتربين كان ولا زال أحد الملفات الهامة في أجندة الدولة الأردنية.
عشرات الآلاف من الأردنيين في الخارج وبين طالب وباحث ، تاجر وعابر، زائر ومهاجر لا زال الأردني في الخارج يفتقر إلى الخبرة المطلوبة في العمل الإجتماعي والتشاركي تارة ويفقدها تارة أخرى في العمل السياسي فاجندات الدول وتحديداً الغربي منها لا تشير إلى وجود أردنيين فاعلين في المجالس البلدية والبرلمانية ، بينما تزخر ممن هم من أصول عربية فكان لبعض الجاليات العربية كالمصرية واللبنانية والسعودية والعراقية ممثل حقيقي في بعض البرلمانات والمجالس البلدية في بعض الدول الغربية.
تدرك العديد من الدول أهمية المواطن الأردني بشكل خاص ، وتنبع هذه الأهمية من الإرث الحضاري والفكري والسياسي للأردن قيادة وشعباً ، كما يسجل للأردنيين في الخارج توجه أغلبهم إلى الدراسة أو التجارة فلم يكن الأردني يوماً عابثاً أو حاقداً ، هوائياً أو تبعياً ، إنما كان على الدوام مدركاً للمهمة المناطة به باحثاً إلى إنجازها رغبة منه في العودة إلى الأردن ليستفيد منها الوطن ، ويسجل للأردني إنجازاته العلمية في الخارج فالجامعات الغربية العريقة تعج في الأردنيين لا بل أن الطالب الأردني يشار إليه في البنان وهو موضع فخر جميع أشقاءه العرب.
إن استغلال الشباب الأردني في الخارج في رسم الصورة الأفضل يعتبر من الأهمية بمكان فكل أردني هو بمثابة سفير للأردن ومن شأن أي سلوك إيجابي أن يعطي صورة مشرقة للأردن ، في مقابل ذلك فإن أي سلوك سلبي من شأنه أن يعطي عكس ذلك ، من هنا فإن زيادة أواصر التواصل ما بين السفارات العاملة في الخارج والمغتربين يعتبر من الأهمية لما فيه مصلحة المواطن والوطن.
إن من المفارقات التي يشهدها المواطن العربي بشكل عام صبيحة كل يوم غربي أن البعض كان ولا زال ينتهج سياسة التوحد بعيداً عن الأضواء تاركاً الباب على مصرعيه لبعض الأفكار السلبية أو الجماعات الطائفية لإختراق أفكاره تارة والخروج عن النص الوسطي المعتدل تارة أخرى وقد خسر الوطن عبر سنواته العديد من الشباب العربي الذين غرر بهم عبر أفكار هدامة ظاهرها جميل وباطنها خبيث !
إن دور المواطن الأردني في الخارج لا يقل أهمية عن دوره في الداخل لا بل قد يكون تأثيره في الخارج أكثر منه في الداخل من خلال تميزه في كافة المواقع ونقله الصورة الحضارية المشرقة عن الوطن بما يسهم في تعزيز أواصر العمل التشاركي ونقل الصورة الحضارية عن الإسلام والمسلمين في وسطيتهم وفي حبهم للعلم والبحث العلمي وتقبلهم للنقد والحوار ، كل هذا وذاك سيقود إلى عالمية التفكير في أردن أكثر أماناُ أكثر إستقراراً أكثر تقبلاً بين دول العالم.
ختاماً ومن باب القول من لا يشكر الناس لا يشكر الله فالشكر للسفير الأردني في المملكة المتحدة على لقائه الكريم وسعة صدره وغيرته على المواطن الأردني في الخارج.