facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




عندما يشكو الملك


شحاده أبو بقر
24-08-2014 04:27 AM

الكلمات التي جرت على لسان جلالة الملك خلال لقائه اعمدة الاقتصاد الاردني بشقيه الرسمي والخاص بقصر الحسينية الخميس الفائت واذاعها التلفزيون الحكومي ، حملت في طياتها وظلال معانيها شكوى لن اقول انها مرة من واقع إقتصادي صعب يرى الملك ان بالامكان تجاوزه تدريجيا لو ان المصلحة الوطنية كانت فعلا هاجس الجميع وفي القطاعات الاهلية والرسمية كافه .

من يدقق في معاني كلمات الملك في الحسينية قبل التدقيق في المباني، يدرك ان الملك يشكو دون ان يقول ذلك صراحة ، فالملك يربأ بنفسه ان يلوم الناس علنا وفي إجتماع عام ، ولهذا فقد عبر بالمشاعر اكثر مما عبر بالكلمات وترك للمجتمعين والمشاهدين إدراك الشكوى ، واجزم ان الكثيرين فهموا وادركوا وان الكثيرين غير ذلك .

قال الملك باللفظ والمعنى والمشاعر معا. واقتبس ً منذ اربعة عشر عاما نسمع نفس الكلام ً وقال ايضا ً حتى الذين جاءوا الى القطاع العام من القطاع الخاص طلعوا اسوأً ً واستخدم الملك تعبير المصلحة الوطنية عدة مرات ، ولسان حال الملك يقول دون ان يقول اذا لم تتعاونوا جميعا من اجل المصالح الوطنية قبل مصالحكم الخاصة او على الاقل في التوازي بين المصلحتين فلا جدوى ، وكان واضحا في فهم واستيعاب مواطن بسيط مثلي ان الملك عاتب على القطاع الخاص اكثر ، والله اعلم .

عندما يقول الملك منذ اربعة عشر عاما نسمع نفس الكلام ، فهذا يعني من وجهة نظر المراقب امرين ، الاول هو ان لدينا في الاردن اطباء سياسيون كثرإن جاز التعبير ، قادرون على التشخيص والتحليل والتنظير ، وليس لدينا في المقابل اطباء سياسيون بمقدورهم وصف الدواء الشافي لما نعاني ، اما الامر الثاني فهو ان لدينا غزارة في وجود الاطباء السياسيين ومن النوعين ، لكنهم لا يرغبون في العمل معا وبروح وطنية وثابة هدفها وطني بإمتياز وهو إنتشال البلد من عثرته الاقتصادية بإعتبارها وكماقال الملك جذر واهم وابرز مشكلاتنا .

وعندما يرى الملك ان من تم الأتيان بهم من القطاع الخاص الى العام لاعماره صاروا اسوأ ، فإن ذلك يعني في فهم مواطن بسيط مثلي ، ان الكل يعمل من اجل مصالحه الخاصة وان المصلحة العامة غابت عن ذهنية أولئك الذين جيء بهم الى القطاع العام لاصلاحه والنهوض به ، فقد إستثمروا الفرصة للنهوض بمصالحهم هم على حساب المصلحة الوطنية التى اعاد جلالته ذكرها والتذكير بها خلال الاجتماع المذكور غير مره .

نعرف جميعا ان الملك شخصا ومقاما ينآى بنفسه عن تأنيب الآخرين ولومهم او حتى تحميلهم المسؤولية على الملأ ، لكنني اعتقد ان جلالته فعل كل ذلك ضمنيا وبأدب الملوك على أمل ان يترك ذلك اثرا في نفوس المستمعين والمجتمعين جميعا ، فلم يعد مقبولا ولا معقولا لاشرعا ولا قانونا ولا إنسانيا ولا وطنيا ولا تحت اي تعبير محترم آخر ، ان تكون المصالح الوطنية في ذيل سلم إهتمام اي انسان يحيا على الارض الاردنية سواء كان في موقع المسؤولية الرسمية او الخاصة ومهما تدنت درجة اهميتها ، ولن يكون بمقدور حكومة بعينها او حتى مائة حكومة ان تنهض بتلك المصالح إن لم تجد العون الصادق المستند الى قيم الانتماء والوفاء لقيمة اسمى هي الوطن .

في عالم اليوم لم يعد بمقدور القطاع الخاص في اي مجتمع كان ان يقول هذا مالي وانا به حر ، فالاوطان ملك بالشيوع لجميع مواطنيها ، والثراء والفقر معا هما من مخرجات تلك الاوطان ، والقطاع الخاص في سائر دول الارض هو المحرك الرئيس لاقتصاد دوله ومجتمعاته باعتبار ان ما يجنيه من مال هو من خيرها ومن عوائد نشاطها العام في كل تجلياته الخدمية والامنية والعملية وحتى العسكرية التى توفر مع غيرها البيئة المستقرة الآمنة والمحمية للنشاط الاقتصادي الخاص لأن ينمو ويزدهر ، ومن اجل هذا الهدف الساعي لازدهار الدولة بقطاعيها العام والخاص سلك الاردن طريق التخاصية وبسرعة هائلة ، وطور منظوماته الادارية والتشريعية وسواها لخدمة هذا الهدف وبحسن نية ، وكان الامل ان يتحقق الهدف ولمصلحة الجميع ، الا ان الواقع يقول وللاسف ان النتائج جاءت بغير ما هو مامول ، فقد اثرى القطاع الخاص في البنوك والشركات الكبرى ومبارك عليهم ، لكنه ثراء طحن البسطاء وشطب الطبقة الوسطى وزاد الفقراء فقرا والاغنياء غنى ، وهذا هو الواقع الذي يئن تحت وطأته الناس والسبب هو ما اشتكى منه الملك ضمنيا ، فالكل يريد ان يستفيد هو وحسب ام الوطن والناس فلا شأن لهم وسط الزحام .

بصراحه نحن نتحدث عن وطن وعن مواطنين من حقهم ان يحيوا حياة كريمة تحكمها قيم سامية ومثل عليا ، واجزم ان هذا هو ما سعى اليه الملك منذ لحظة إعتلائه عرش المملكة عندما كان دائم التاكيد على حتمية الارتقاء بمستوى عيش المواطنين وتحسين ظروفهم ، وعندما كان يدعو الى الصبر للوصول الى هذا الهدف ، وبالطبع بناء على نصائح واستشارات خبراء الاقتصاد الذين كانوا يقولون ان عوائد التخاصية وفوائدها تحتاج الى وقت مناسب كي تظهر وتنعكس على حياة الناس ، لكن ذلك ولسوء الحظ لم يحدث حتى الآن والسبب ونقولها وبصراحة ان التخاصية وهي علاج شاف فعلا ذهبت عوائدها للقطاع الخاص دون العام وللقائمين عليها دون سائر المواطنين ، ولسنا بحاجة لان نكون خبراء في الاقتصاد كي نثبت ذلك فالواقع على الارض هو من يقول بذلك .

وبعد. مشكلتنا في الاردن اقتصادية كما قال جلالة الملك ، ومشكلتنا الام لتلك المشكلة هو إنحسار منسوب رجال الدولة الذين يجافي عيونهم النوم خوفا على الوطن وتفكيرا بشؤونه وحياة ومصالح مواطنيه وحاضر ومستقبل اجياله فتراهم يضعون تلك المصالح فوق كل إعتبار وهم عون حقيقي للملك رأس الدولة لا عبئا عليه ، سواء كانوا على رأس مواقعهم ام خارجها ، فنحن نتكلم عن وطن لا عن شركة او مزرعة ينتهي ارتباطي بها بمجرد تسريحي منها .

وبعد ايضا...تأكد جلالة الملك ان الاردن سينجو بإذن الله بصفاء نوايا الشعب وانت في مقدمته ، اما من خذلوه ويخذلونه ويكتفون بالتنظير والقاء اللوم على الآخرين الذين يحاولون إصلاح الحال فجزاؤهم عند واحد احد سبحانه وهم الذين يسعدون بعثراته ، فهو قمرا وربيعا عندهم ما دام يعطي مغانم ومناصب ومنافع ، والا فهو في شريعتهم اثر بعد عين لا قدر الله ، والشكر والتقدير لمن يعمل ويحاول ويتحمل في سبيل ذلك العنت والاساءة واجره على الله ،،،، والله من وراء القصد .

ملحوظه ،،، تقول المعلومات ان حجم الودائع في البنوك الاردنية يتجاوز حاجز الخمسة والعشرين مليار دينار ، وان الاردنيين يملكون اكبر حجم استثمارات في دولة الامارات الشقيقة ، ومع ذلك فنحن نستجدي المستثمرين الاجانب للاستثمار في الاردن ، ولا حول ولا قوة الا بالله .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :