حديث جلالة الملك في «الحسينية» أمام الفعاليات الاقتصادية المحليّة بحضور حكومي وبرلماني، لا بدّ أن يضع الجميع أمام مسؤوليات في غاية الدقة..
حينما يقول الملك إنه لم يسمع جديداً منذ أربعة عشر عاماً من أغلب الذين حضروا لقاءاته، فما زالت المشكلة تراوح مكانها والأزمة هي هي فالمطلوب الآن كما أوضح الملك «تصفية النية، العمل الجاد، وضع مصالح الانا جانباً»..
عرّج الملك على مفاصل عدة اعتقد أنها رسائل مركزة وإشارات في مجملها تعطي إنذاراً شديد اللهجة والمضمون، ترتكز على أن لا مشكلة أمنية أو سياسية في البلاد انما اقتصادية بحتة، ما يضع المسؤولية في حضن القطاعين العام والخاص بعيداً عن اسطوانة الديجيتال والانالوج المشروخة التي يبدو أن الملك ملّها وعاف التنبيه إلى مخاطرها رغم انها مكشوفة لدى جلالته ويعرف أنها لا تبتعد عن مصالح كل طرف يدفع بها نحو جيبه.
إذن الملك «كاشف الطابق» واللعب أصبح عالمكشوف وما عاد لأحد ان يضع في المستقبل اللوم على الآخر فأمام الأردن فرصة ذهبية للاستفادة من جو الشحن والخلاف في الاقليم ليكون لصالحه، وجلالته يرى أن التهاب المنطقة لن يقف قبل سنوات وأن جهوده مثمرة في جلب الاستثمار والدعم لكن ذلك مبني على تفاعل الأطراف مع الحدث.
ووصف الملك للأردن بـ«جزيرة» وسط اقليم ملتهب كان دقيقاً وفي كل مرة نكتشف كم جلالته شفاف وواضح وجريء في المكاشفة، واعتقد ان في خطابه وتركيزه على الخطة الاقتصادية العشرية اراد ان يوقف نزيف تضييع الوقت وارى أن إجراءات مهمة قد تتخذ وقرارات أشد قد نراها على الواقع ان بقيت الحالة تراوح أرضها.
الخطة تحتاج الى تكاتف وتشاور وانسجام وتتطلب وقف جلد الذات لكنها بنفس السوية تحتاج إلى إرادة اقتصادية نبنيها على توجيهات الملك التي كررها 14 عاما ومازال يشكو من المماطلة او التسويف في تنفيذها.. وهي بالضرورة اشارات مهمة وقد «اعذر من انذر» كما فهمت.
(الرأي)