اعادة بناء منبر المسجد الاقصى وحلقة التآمر الغريبة على الاردن
د.بكر خازر المجالي
21-08-2014 04:32 AM
حريق منبر المسجد الاقصى يوم 21 آب 1969 كشف عن قضايا محتلفة ، ليس فقط عن ضعف الرد العربي ، بل عن عمق التآمر العربي والاسلامي على الاردن ، ونشير الى ان المجرم الذي حرق المنبر لم يكن يهوديا بل مسيحيا متصهينا ، والمسيحيون المتصهينون يلتقون مع هدف وعد بلفور الديني الذي يدعو الى اقامة وطن قومي لليهود وليس دولة ، لتجميع اليهود في مكان واحد تمهيدا للقضاء عليهم لتمكين المسيح عليه السلام من الظهور لانه لن يظهر ما دام هناك يهودي واحد على وجه الارض. وبالتالي فان مايكل روهان المسيحي المتصهين قد تمثل ذلك واراد من حرقه التعجيل باقامة الهيكل المزعوم وتجميع اليهود هنا لتحقيق الوعد الالهي بابادتهم .
ولكن حين نقرأ في قصة اعادة بناء المنبر فبد الحريق باشهر اجتمعت منظمة المؤتمر الاسلامي ، وناقشوا عملية اعادة اعماره ، والتقى المنفذون الذين الذي ارادوا ابعاد الاردن عن اي دور له في القدس وقرروا تكليف الرئيس السوري حافظ الاسد بمهمة البناء بحجة ان بناء المنبر اصلا قد تم في الجامع الحلوي في حلب قبالة الباب الغربي للمسجحد الاموى فيها والمدفون فيه النبي زكريا عليه السلام والد النبي يحيى عليه السلام وزوج اليصابات شقيقة ستنا مريم عليها السلام.
زرت الجامع الحلوي - وسمي كذلك لتوزيع الحلويات فيه في الاعياد الدينية- وبرفقتي رئيس جمعية الاثار في حلب السيد محمد القجة ، وقال قد سررنا لتكليف الرئيس الاسد لنا لبناء المنبر في مكانه الاصلي ، ولكن بعد حين يأتي امر التوقف بالعمل والغاء لجنة الاعمار ، وعندما استفسرنا كان الرد ان الرئيس حافظ الاسد قرر ان لا يتم الشروع ببناء المنبر قبل تحرير القدس. وقد استغرقت هذه الاجراءات من عام 1969 وحتى عام 1982،
بعدها قررت منظمة المؤتم الاسلامي تكليف مصر مع الاصرار من جديد على اقصاء الاردن صاحب الارتباط التاريخي الممهور بالشهادة في القدس. وقد حدثني معالي المهندس رائف نجم انه قد ذهب الى حسني مبارك وهو يحمل المخططات وشرح له خطة الاعمار ووعد جازما بالشروع باعادة بناء المنبر ، واستغرق الامر لسنوات حتى عام 1993 دون جدوى.
بعد اليأس من سوريا ومصر ، جاءت المؤامرة الثالثة على الاردن ، وقرر البعض توجيه رسالة الى زعيم دولة عربية ، وقد حدثني معالي الدكتور عبدالسلام العبادي والذي جمعتني به مناسبة اجتماعية قبل ايام ، قال لي ان الرسالة قد وصلت لجلالة الملك الحسين يرحمه الله ، وكان هو ممن اوصلوا الرسالة المعدة لذلك الزعيم العربي ، وادرك جلالته حجم المؤامرة واصرار عدد من اعضاء منظمة المؤتمر الاسلامي على اقصاء الاردن مثلما نجحوا باختيار المغرب كرئيس للجنة القدس وتركوا التوأم الروحي للقدس عمان ،فبادر جلالته طيب الله ثراه عام 1993 بتوجيه رسالة الى دولة رئيس الوزراء حينها الدكتور عبدالسلام المجالي ومما جاء فيه :
"لقد صممنا وآلينا على أنفسنا أن نحافظ على المقدسات والتراث الخالد الذي منه منبر صلاح الدين الأيوبي ذلك المنبر الذي لم يُعمل في الإسلام مثله، ولا بد من إعادة صنعه على صورته الحقيقية المتميزة ببالغ الحسن والدقة والإتقان ليعود إلى سابق عهده في أداء دوره التاريخي في هداية المؤمنين وتوعيتهم وحفزهم على التعاون والتضامن".
اشار جلالته في رسالته الى "هداية المؤمنين وحفزهم على التضامن " وهذا مغزى رسالة جلالته في التنبيه الى حجم المؤامرة في منظمة المؤتمر على الاردن ، فباشر الاردن العمل في كلية الفنون في جامعة البلقاء ثم لتنفصل هذه الكلية لتصبح نواة جامعة العلوم الاسلامية.
ويسير البناء بخطة محكمة لينتهي المنبر ويدخل في 23 كانون الثاني من عام 2007 ويعود ال مكانه الطبيعي في المسجد الاقصى ، وجرى تحصين مكانه لان اعداء بناء المنبر يتعددون وهم ليس فقط من الجانب الاسرائيلي ،وجرى ايضا تزويده باجهزة اطفاء وانذار.
لقد بدأ الحسين يرحمه الله البناء بعد 24 سنة من احراق المنبر ، وكل هذه السنوات قد ذهبت سدى. ونفذ الاردن خطة البناء باحكام ، وهنا نتحدث عن رحلتين للمنبر فقد كانت الاولى بعد فتح القدس عام 1092 اما الرحلة الثانية فهي من السلط الى المسجد الاقصى عام 2007م . وجاء في فضائية عربية كاسحة القول ان منبر المسجد الاقصى قد عاد الى القدس بعد بنائه بجهود عربية ؟؟؟
اليوم لنا مع ذكرى الاحراق وقفة ، وتابعوا معي كيف يتناول العالم العربي تحديدا ذكر الحريق ،وارجو التنقيب معي عن ذكر الاردن ان استطاعوا الى ذلك سبيلا.
وبقي ان نسأل ماذا علينا ان نفعل لنواجه قضايا دينية وتاريخية يتم تجاوز الاردن واقصائه فيها ؟؟ ماذا نفعل ونحن نرى احيانا ان المتسيدين والمتنطحين لا علاقة لهم بالتاريخ ولا باية دراسات ميدانية ..::؟؟