إطلاق العيارات النارية .. تمرد أم عقم في القانون
خلدون نصير
19-08-2014 02:39 PM
تزايدت في الآونة الأخيرة في مجتمعنا ظاهرة إطلاق العيارات النارية في الأفراح والمناسبات، وأصبحت شائعة لدرجة أنها لا تكاد تخلو مناسبة فرح في أي منطقة في الأردن من هذه الظاهرة المشينة والخطيرة والمطلع على أرقام وأعداد الإصابات والوفيات من هذه الظاهرة يرى حجم العناء التي وصلت إليه وكيف تنقلب الأفراح إلى أتراح، وكيف أحياناً يفرح أناس على حساب آخرين يموتون بسبب عيار طائش فأي مجتمع نحن نعيش فيه.
والسؤال العالق باذهان الاردنيين : أهو تمرد لمواطن الأردني على القانون؟، أم عقم وضعف في القانون أم عجز الدولة عن تنفيذ وتطبيق القانون؟
وعلى جميع الإجابات لهذه الأسئلة فسيكون الجواب عذراً أقبح من ذنب.
لأننا نعلم جميعاً أن واجب تنظيم المجتمعات يقع على عاتق الدولة من خلال ما تشرعه من قوانين تنفذ من خلال أدواتها من أجهزه أمنية وغيرها ,وبالتالي فإن المسؤولية ومهما كانت الأسباب تقع على عاتق الدولة.
ولكن من الملاحظ والواضح أن أجهزة الدولة أصبحت عقيمة وضعيفة لدرجة أنها لا تستطيع أن تتخذ أي إجراء من هذه الظاهرة الخطيرة والمميتة، وأصبح هناك تمرد من المواطن حتى الضعيف لأنه يرى عجز الدولة عن تطبيق القانون على المواطن المدعوم سواء بالدعم الجهوي والعشائري او بدعم النفوذ والسلطة .
الحكومة تقوم بمبادرات اجتماعية وشبابية بشكل مكثف فمن باب الاولى الاهتمام بحياة المواطن التي اصبحت تزهق بدون اي ذنب جراء طيش وعدم مسؤولية وكذلك الاهتمام بالوضع الامني والانطلاق الى مبادرة حكومية مرشحة بإدارة ملكية ليتم القضاء على هذه الظاهرة ومهما كانت الأسباب وبتكاتف جميع أفراد المجتمع.
نحن نتباهى أن الأردن بلد آمن وآمان صحيح فهي من الخارج محصنة ولكن السؤال الأهم هل هي محصنه من دواعش أبناءها هل نحن محصنون ممن يبعثون بحياة المواطنين هل نحن نعيش في امن اجتماعي داخلي، ونحس به ليس فقط على ظاهرة العيارات النارية فحسب. بل لتتعدى مجموعة ظواهر اجتماعية سلبية تحرمنا الأمن والأمان في هذا البلد الذي لطالما اعتززنا بما يحتويه من مورث اجتماعي اصيل .
اترك هذه المقالة والأسئلة أمام المعنيين من أعلى سلطة في الأردن إلى أدناه لعله وعسى نترك الأثر عن بعض أصحاب الضمائر منهم والمهتمين باسترداد الأمن والأمان لمواطنيهم في هذا البلد ونرى تحولاً بذلك.
وبعكس ذلك سأبقى انا وكثير من ابناء هذا الوطن والمعنيين بهذا الموضوع نكتب ونصرح وننادي لعل نجد من يسمعنا وينقذ البلد من حرب الأفراح والمناسبات ويعيد لهذه الدولة هيبتها كما يدعون.
والله من وراء القصد