عباس لم يعد صالحاً لقيادة العمل الفلسطيني
د. محمد المسفر
18-08-2014 11:16 PM
طبقاً لنتائج كل التجارب والممارسات التي مارسها السيد محمود عباس منذ التوقيع على اتفاق “اوسلو” المشؤوم عام 1993 وتوليه فيما بعد اغتيال الزعيم ياسر عرفات مقاليد ما تبقى من منظمة التحرير الفلسطينية، والسلطة التي ولدت من رحم اتفاق أوسلو، فإنها قادت إلى فشل مشروعه العباسي -الإسرائيلي المتعلق بالقضية الفلسطينية. إلا انها حققت له شخصيا ولثلة حوله منافع مالية كثيرة، وحققت له مجالسة قادة العالم تحت ذرية شرح ماساة الشعب الفلسطيني وهي اربح تجارة اليوم.
(2)
محمود عباس الغبي، ادرك متأخراً ان مقاومة المحتل لن تكون مجدية عن طريق المفاوضات والمؤتمرات واللقاءات الثنائية، لكنه يكابر. لقد ادرك ذلك بعد الحرب الاخيرة على غزة ونجاح المقاومة الوطنية الشريفة بقيادة حركتي حماس والجهاد الاسلامي في تلقين العدو الاسرائيلي درساً لن ينساه، صحيح ان هناك شهداء يقدرون باكثر من ألفي شهيد سقطوا دفاعا عن الوطن، وهناك جرحى بالآلاف وهناك خسائر مادية لا ينكرها عاقل. ولكن للحرية والاستقلال ثمنا ليس رخيصاً، وكلنا نموت ليحيا الوطن مستقلا مكرما بين الامم، لكي يعيش احفادنا من بعدنا اعزاء رافعين رؤوسهم يفاخرون شعوب العالم بما قدموا من اجل نيل استقلالهم وحريتهم وبناء دولتهم وعاصمتها مدينة القدس.
لكن يتجاهل محمود عباس ومجلس ادارة شركته “السلطة الفلسطينية” ان العدو الاسرائيلي تكبد خسائر اعظم واشد ايلاما ماديا وبشريا ومعنويا اذا اخذنا بمقاييس الحروب العربية الاسرائيلية، وان اسرائيل دولة مرتبطة بتحالف استراتيجي مع امريكا ودول اوروبية اخرى وان حدودها مفتوحة لكل دعم تطلبه، في الوقت الذي تعيش غزة في حالة حصار مصري حقود لاكثر من عشر سنين الى جانب حصار اسرائيلي بغيض.
(3)
السيد عباس بغبائه الشديد فرط في القضية الفلسطينية تفريطا لا لبس فيه عندما بعث بالدكتور صائب عريقات الى الدوحة لمقابلة المجاهد الشريف خالد مشعل ليبلغه ضرورة الموافقة على تثبيت وقف اطلاق النار اولا والموافقة على الورقة المصرية، المخيبة للآمال الفلسطينية، عباس في رسالته الى مشعل توحي بانها انذار له ولحركة حماس عندما قال : “يا خالد مشعل لا تدخل القضية الفلسطينية في تجاذبات اقليمية” يوكد الغبي محمود عباس “ان مصر طرف وليست وسيطاً وانه متمسك بها، ولن يحيد عنها، ولن يقبل ان يحل محلها احد “.
هذه اشارات واضحة ان المقصود في تلك العبارات هي تركيا ودولة قطر، ومحمود عباس الغبي يعلم ان قطر التي احتضنته واسرته منذ اعوام واعوام ليس لها اجندة توسعية في فلسطين على حساب الشعب الفلسطيني، انها المؤيد والمناصر الاقوى عربيا واسلاميا ودوليا للقضية الفلسطينية، وانها اوفت بكل التزاماتها المادية والسياسية واكثر تجاه الشعب الفلسطيني والقيادات الفلسطينية الوطنية دون تمييز، وان دولة قطر اكتسبت عداء بعض الانظمة العربية لمناصرتها للشأن الفلسطيني.
(4)
في المملكة الاردنية الهاشمية التي احبها لانها أرض مراقد اصحاب رسول الله والمجاهدين في تاريخ التصدي لكل غزوات الروم والفرنجة وغيرهم دفاعا عن ارض العروبة والاسلام، الاردن التي اعشق شعبها بكل مكوناتهم وعلى قمة هرم الدولة الاردنية هاشمي من قريش انبرى بعض الصحفيين في الاردن الحبيب بالقول: “ان قطر تعرقل المفاوضات في القاهرة بين اليهود والفلسطينيين باصرارها على بناء ميناء بحري لغزة لتتمكن قطر من تصدير الغاز الى اسرائيل مباشرة”. سؤالي لهؤلاء الصحفيين الكرام في الاردن الشقيق، اليست مصر المزود الرئيس لاسرائيل بالغاز وبابخس الاثمان، الا يعلمون ان اسواق قطر الحيوية للغاز هي الصين واليابان وكوريا الجنوبية والهند ودول اخرى في اوروبا، ولا حاجة لقطر اطلاقا بالسوق الاسرائيلي لانه متواضع الاستهلاك مقارنة بالدول آنفة الذكر. وقصة ميناء غزة هو مطلب فلسطيني تعود الى زمن ليس بالقصير وما قبل حرب 1967 وليس وليد الساعة. مصر هي وليست اسرائيل التي لا تريد للفلسطينيين ميناء بحرياً لان معنى ذلك خروج غزة عن الهيمنة المصرية العميلة، فهل انتم تعلمون؟
وراح محمود عباس الغبي يناصب العداء للدولة التركية القوية في المنطقة سياسيا وعسكريا واقتصاديا وعلميا وكثافة سكانية. تركيا التي تحمل الهم الفلسطيني ليس وليد اليوم وانما تعود جذور الحب التركي لفلسطين الى عصر الدولة العثمانية التي لم تفرط في فلسطين كما يفعل محمود عباس وحكام مصر الجدد.تركيا اردغان، وقفت في وجه شيمون بيريز في مؤتمر دافوس دفاعا عن فلسطين في الوقت الذي لم يجرؤ امين جامعة الدول العربية المصري عمر موسى قول كلمة واحدة لصالح فلسطين، واختلط الدم التركي حديثا بالدم الفلسطيني عندما ارادوا كسر الحصار عن غزة.
(5)
اعود الى مصر الذي يقول عنها عباس “انها طرف وليست وسيطاً (… ) ولن يقبل ان يحل محلها أحد” هذا الموقف ليس حبا في مصر ولكن مصر هددت عباس اذا لم تقنع وفدك المفاوض في القاهرة بالقبول بوقف اطلاق النار اولا ثم التفاوض يأخذ مداه فاننا على استعداد للبحث عن بدائل، والبدائل هنا احلال محمد دحلان محل محمود عباس وقد اشتكى امره هذا كما تقول وسائل الاعلام لبعض الحكام العرب المتنفذين.والسؤال لعباس وشركائه من قال انه يريد اخذ دور مصر الانهزامي؟
في8/8اصدرت الخارجية المصرية بيانا تعبر عن “اسفها ” لقيام الطيران الحربي والبوارج الحربية الاسرائيلية بغارات على قطاع غزة، لاحظ سيدي القاري، مصر تأسف ولا تدين العدوان على غزة ولا كلمة ترحم على الشهداء وفتح المعبر لعلاج الجرحى. يقول البيان : “ان مصر قامت بجهود دؤوبة لتقريب وجهات النظر ورعاية المفاوضات غير المباشرة بين الوفد الفلسطيني والاسرائيلي “اليس هذا البيان الخارج من وزارة الخارجية المصرية يؤكد بان مصر هي وسيط بين طرفين ؟ لن اتناول بيان الخارجية المصرية بالشرح والتحليل، واترك للقاري العربي الحكم على ذلك.
آخر القول: دعوتي للاشقاء الصحفيين في الاردن الشقيق عدم الزج بأنفسهم في الصراعات العربية ــ العربية، وان كان ولا بدّ فقولوا خيراً يعود بالخير على الاردن الشقيق، حفظ الله الاردن من كل مكروه.