* الحسن : لا بياض ولا سواد والنبتة الوطنية اصبحت "كيس بلاستيك"..

عمون – عبّر سمو الأمير الحسن بن طلال عن ألمه مما آلت إليه الأوضاع الزراعية في البلاد في ظل توسع المناطق الجافة.

وقال الأمير حسن ساخراً " في مطلع ستينيات القرن الماضي كنا نتحدث عن البياض شرق السكة والسواد غربها..هذا الأمر أيام معرفتي بالمرحوم وصفي التل (رئيس الوزراء الاسبق) وذلك عام 1962. اليوم لا بياض ولا سواد ..الجراد منتشر بكافة أنواعه".

وأضاف منتقداً تضاءل مساحات الرقع الزراعية وسط ضعف الاهتمام البيئي " فيما النبتة الوطنية الاردنية اصبحت (كيس) البلاستيك الاسود".

وأكد الأمير صباح الاثنين في كلمة القاها خلال حفل اطلاق تأسيس (اكاديمية الاراضي الجافة) أننا " مهددون بالهجرة من الشرق والغرب ونحن نسعى للحفاظ على ما تبقى لدينا لاعطاء الاولوية الدنيا للزراعة".

وانتقد التركيز على الاستيراد من الخارج والتوسع العشوائي للمدن وعدم الاهتمام في البيئة الزراعية، معتبراً ان هذه المساءل تشكل البلاء الاساسي لبلد كبلدنا ومنطقة كمنطقتنا.

وقال الامير الحسن ان دولا تستذكر مناسبة الحربين العالميتين الاولى والثانية ويتعانق رؤساؤها حول استذكار الحروب، بينما "نحن الذين دفعنا ثمن الحروب العالمية الثانية"، ولفت الى انها "سميت حروب اوروبية وانتهت بانها كونية، استنزفت مصادر غير اوروبية حيث استنزاف مصادر الغير وارواح البشر في مناطق اخرى من العالم وهذه حلقات متصلة بطبيعة الحال".

وطالب بالتركيز "على الانسان والحياة المشتركة بين النساء والرجال والاطفال ورأس المال الحقيقي الماشية وتربيتها "، موضحا ان " نيوزلاندا دولة صغيرة فيها عدد الماشية الرؤس الخراف اكثر من البشر ونحن نستورد الاضاحي من نيوزلاندا واستراليا، كما نستورد الجمال من جنوب شرق اسيا".

وتابع " نقول اننا عرب، لكن سامحوني ان تساءلت، ما فائدة هذا القول اذا لم نهتم الى جذورنا؟.. صحيح انني ارتديت القبة البيضاء اليوم ، لكن في حقيقة الامر ان معظمنا يتأثر بعقلية القبة البيضاء".

وتابع سمو الامير " هناك من يرى ان استيراد الغذاء تحصيل حاصل وواجب الدولة ذلك"، وتساءل " لنفترض ان الدولي ينتهي بها الامر الى ما انتهت اليه دول مجاورة كيف نصل الى تفعيل الاهم على المهم الا بالتخطيط السليم والهوية الجامعة".

وبين ان البادية تحتاج الى تنمية مستقلة لا تتدخل فيها مصالح خاصة ولا فيها انتهازيون ولا مستغلون كما هو حاصل الان.

وابدى الامير رضاه عن ضم وادي عربة الى اقليم وادي الاردن، مشيرا الى اللقاء الذي جمعه في الاغوار والحديث عن وجوب عودة استقلال وادي الاردن بشكل اداري.

واكد على اهمية الدعم للبادية الذي من شأنه أن لا يؤدي الى الاتكالية، كما قال " لا نتحدث عن زراعة الارز للبادية لكن نعيدها الى ما كانت عليه".

وقال تذكروا ان هنالك (90) مليون مهددون بخطر الرحيل في ايران ومصر، حيث في ايران قنبلة سكانية وبمصر بسبب ارتفاع منسوب البحر الابيض المتوسط وتهديد مصب النيل اذا لم تقام السدود الواقية.

الامير حسن قال حين "وضعنا الضغط العالي يجب ان تخدم 50 شخصا، لكن الان هنالك مجموعة متفرقة متناثرة من 150 – 200 دينار لا يمكن خدمها"، منتقدا على صيغة تساءل " من وجه هؤلاء بذلك؟ ان اردتم الخدمات عليكم بالتجمع؟ من وضع هذا شرط في العقد الاساسي؟".

وتساءل ان كانت البنى التحتية والكهرباء (..) صنعت لتتجاهل المواطن ام لخدمته؟.

وفي أعقاب الحفل تم توقيع مذكرة تفاهم بين المركز الوطني للبحث والتطوير (برنامج بحوث البادية)/المجلس الاعلى للعلوم والتكنولوجية والجامعة الهاشمية والمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (ايكاردا).

حضر المناسبة وزراء الزراعة عاكف الزعبي والطاقة محمد حامد والمياه حازم الناصر والبيئة طاهر الشخشير وسفيرا الامارات والبحرين في عمان، ورؤساء جامعات وعدد من شيوخ البادية الاردنية.

جاء فيه وتوجه الصحفيون بالعديد من الاسئلة الى سمو الامير الحسن قبيل مغادرته موقع الحفل، نص ما بالفيديو التالي: