التعليم بين مطرقة النقابة وسندانة الوزارة
صبري الربيحات
18-08-2014 02:13 PM
"ما بين حانا ومانا.. يمكن ان تضيع اشياء كثيرة"
في الاردن ومنذ خمس سنوات نشأت ثقافة مطلبية دفعت الجميع للبحث عن كل الوسائل التي يمكن ان تعظم مكتسبات المجموعات سواء كانت مهنية او عمالية او جهوية.. بعض المطالب محقة والآخر فد لا يكون.. وقد ظهرت الادارات الحكومية في موقع الذي لا حول له ولا قوة.. فاستجابت للمطالب في معظم الاحيان..
ما يحدث اليوم مع المعلمين امر له خصوصية واهمية بالغتان.. ويمكن ان يحقق الكثير للمعلمين والطلاب والمهنة ان تم التعامل معه بحكمة بعيدا عن عرض العضلات والمكاسرة.
نقابة المعلمين.. تطرح تحدياً يختبر آفاق الحكومة. فهل تنجح الحكومة في توظيف التحدي للنهوص بالتعليم؟
انا لا اعترض على مطالب النقابة لكنني اتعجب من عجز الحكومة عن استثمار المطالب في وضع المعلمين امام مسؤولياتهم المهنية..
الاصل ان النقابة مهنية لرفع سوية مهنه التعليم.. فهل يمكن ان يتم ربط تنفيذ المطالب كامتيازات تعطى لمن ينجح في تحقيق الاهداف.. وتثوير نظام التربية والتعليم في الاجور والترفيع والحوافز حسب ترتيب الصفوف والمدارس على سلم الاداء الوطني.. فالمدير الناجح للتربية هو الذي تحقق مدارس مديريته تفوقا على المستوى الوطني.. وكذلك مدير المدرسة ومعلم المبحث.. من يحصل طلبته على متوسط علامات اعلى يرقى استثنائيا.. وهكذا.. المدراء والمعلمون المقصرون يستبعدون من المهنة..
التفاوض حسب النظرية الريعية فكرة عقيمة.. والتهديد باستقدام الشرطة اجراء يعني الهروب الى الحلول الامنية مرة اخرى.. فيما يقولة المعلمون منطق وينبغي ان يقابل بمنطق يحفز الكفاءات الجادة ويفتح الطريق للتخلص من الحمولة الزائدة التي قال الوزير انها في حدود الـ15 الف معلم..
في ظني ان المشكلة تحتاج الى حلول خلاقة وليس لتكسير عظام.. فالمعلمون مثل الطلبة مواطنون لهم حقوق وعليهم واجبات لا ينبغي التهاون في اي منها..
اظن ان في الازمة فرصاً اكثر من التحديات ان احسن استخدامها والا فان التمترس وراء الانظمة الحالية والتشبث بارائنا ومواقفنا قد لا يخدم الطلبة ولا الامة حتى وان انصاعت النقابة الى ارادة الحكومة.. فاقتياد الحصان الى الماء لا يعني اقناعه بالشرب.