لا زلنا نذكر بكل معاني الفخر والاعتزاز اول محاولة للتقشف في تاريخ الاردن الحديث.. حين قرر الرئيس ركوب سيارات (الهايبرد) توفيرا للنفقات، وفي اول مشوار له الى السلط (فحلطت) السيارات ولولا لطف رب العالمين لأصبحنا نلعن (التقشف) حتى يومنا هذا !!
المهم وبرغم انها محاولة باءت بالفشل وبعدها عادوا فورا لركوب المرسيدس بعد رعبة (التقشف)، الا ان اللي في المسؤولين (بنعد) وكانت محاولة تسجل لهم !!
كنا نعتقد ان (الهايبرد) فاتحة الخير لوقف نزف الهدر غير المبرر، وان هناك مزيدا من الاجراءات الحكومية لترشيد النفقات تزامنا مع ما تعانيه موازنة الدولة من عجز متزايد..
تدور الايام وتتداول العديد من المواقع الاخبارية ان 12 مديرا من وزارة التنمية الاجتماعية ـ مدير ينطح مدير ـ علقوا في مطار شرم الشيخ بعد ان تركتهم الطائرة هناك حيث كان المفترض ان يغادورا في الساعة السادسة، الا ان الطائرة أقلعت في الساعة الرابعة، وكان سبب وجودهم هناك مشاركتهم في دورة تدريبية !!
للعلم فقط، أسهل وظيفة في الدنيا هي ان تكون وزيرا للتنمية الاجتماعية.. فقط ما عليك الا ان تعلن في بداية شهر رمضان حملة لمكافحة (التسول) على الاشارات، وبعد عيد الاضحى تعلن حملة لتوزيع الاضاحي الى المحتاجين !!
وطوال العام بتقعد على (دلالك) فاذا ما أثارت احدى وسائل الاعلام حالة انسانية تعلن عن دراسة حالتها للانتفاع من صندوق التنمية وسلم الله وبارك .. !!
بغير ذلك هناك كشوفات بأسماء المنتفعين جاهزة ويتم تعديلها فقط اذا (فطرز) المشترك او (فطرز) أحدهم وكان معيلا فيتم دراسة حالته للاستفادة من التنمية.. وكنا نتمنى ان تقوم وزارة التنمية بمبادرات على مدى العام تجعل من التنمية واقعا لا اسما فقط !!
ان كانت هذه هي مهام الوزارة المحددة حسب القانون، فما عنوان الدورة التدريبية التي شارك فيها الـ 12 مديرا في شرم الشيخ والى ما تهدف !!
قد يكون لوزارة التنمية بعد نظر ونظرة استشرافيه للمستقبل نجهلها نحن، فمن الممكن ان تكون الدورة التدريبية بعنوان (كيف نكافح التسول في أعماق البحار).. فمع تزايد اعداد المتسولين في الاردن من الممكن ان (يقلوا حياهم) ويأخذوا دورات غطس ويشحدوا من السياح الذين يغطسون في خليج العقبة.. فأرسلت الوزراة مدراءها الى شرم الشيخ ليتعلموا (الغطس) ويعودوا الى عمان حتى يكونوا على اهبة الاستعداد اذا ما امتد التسول الى اعماق البحار.. هذا سيناريو محتمل لحين توضيح الوزارة جدوى المؤتمر !!
لو كان الـ 12 مديرا من وزارة السياحة لاقتنعنا بسفرهم لعل وعسى ان يتعلموا بشاشة المصريين، ولو كان الـ 12 مديرا من وزارة الاوقاف لاقتنعنا انهم خرجوا للدعوة وهداية السائحين الكفار في شرم، اما 12 مديرا من التنمية دفعة واحدة فهذا يتطلب توضيحا الى ما هو الحدث الجلل الذي دفعهم للمغادرة دفعة واحدة !!
يقول الرئيس: ان اقتصادنا بائس، يا دولة الرئيس الاقتصاد الذي يغادر على حسابه 12 مديرا دفعة واحدة..
مليح انه (بتنفس) مش بس (عابس).. المهم طمن قلبي وقلي لا خيار من رفع أسعار (الشمام) خلي الشباب يشموا هوا ويكيفوا !!
(العرب اليوم)