كلية خضوري الزراعية .. مصنع الرجال من الثلاثينيات .. !؟
عودة عودة
18-08-2014 04:27 AM
في بيته الظليل بحي الرابية بعمان التقيت (أبو رشيد) عبد الرحمن النجار من قدامى خريجي كلية خضوري الزراعية في طولكرم التي أسست العام 1931 أثناء الإنتداب البريطاني على فلسطين وعلى مساحة 600 دونم تبرع بها أهالي المدينة.
الحديث مع أبو رشيد في حديقة منزله الرائعة في الرابية في عمان طال وإمتد لأكثر من ساعتين ولم يتوقف إلا عندما غيرت الشمس رأيها وموقفها .
وفهمت من محدثي أن كوكبةً من قدماء خريجيها الأردنيين تنادوا لتشكيل (لجنة تحضيرية) لإنشاء نادٍ أو جمعية لخريجي الكلية مقرها عمان وأن يجري تأليف كتاب عنها مثل الكتاب الذي ألُف عن الكلية العربية في القدس .
ويكشف أبو رشيد لي أن أكثر من خمسين من خريجيها نالوا شهادة الدكتوراة فيما بعد, وأن الكلية كانت تقبل سنوياً طالبين من إمارة شرق الأردن كمبعوثيين من الحكومة الأردنية ومن هؤلاء الطلاب الخريجين الدكتور عدنان بدران رئيس الوزراء الأسبق وصبحي والقاسم وسمير قعوار وحسين الموسى وخليل اللوباني وسامي أيوب ومازن القبج وشوكت المحيسن وإسماعيل حجازي ومحمد نويران وأحمد العجلوني نقيب الأطباء البيطريين الأردنيين الأسبق وآخرون, وإن عملية القبول تتم من خلال لجنة متشددة على رأسها مدير الكلية الذي كان في بداية تأسيسها بريطانياً وعربياً فيما بعد هو الاستاذ داود الزعتري ثم أكرم رضا الركابي... نافياً أن يكون القادة الإسرائيليون إسحق رابين وإيغال ألون وديفيد ليفي قد تخرجوا من كلية خضوري في طولكرم الذي خصصها الإنتداب البريطاني للعرب مؤكداً أن رابين وألون وليفي تخرجوا من كلية خضوري الزراعية في طبريا التي أسسها الإنتداب البريطاني لليهود فقط .
ويتنهد بألم أبو رشيد عندما يتحدث عن مرابع صباه في الكلية فيقول: إنها تُطل على الساحل الفلسطيني كله ما بين حيفا ويافا وتقع مقابل ناتانيا تماما وعلى بعد 12 كيلو متراً من البحر المتوسط كما أن أراضي الكلية تنحدر من أعلى إلى أسفل ومن جميع الجهات ليصل إرتفاعها الأدنى إلى 55 مترا عن سطح البحر وأن جميع طلابها منتظمون فيها وفق نظام داخلي صارم ولا يغادرها طلابها إلا في العطل الرسمية وفي الحالات الإضطرارية والقاهرة .
ويعلن أبو رشيد ولأكثر من مرة أثناء حديثه معي إفتخاره لأنه من خريجي كلية خضوري مشيراً بأن التعليم كان نظرياً وعمليا والنجاح أساسي وملزم في كليهما وأن الإمتحانات كانت صعبة غالباً وكانت تعجيزية أحياناً وكنا نزرع في حقولها الواسعة جميع الثمار والمحاصيل الحقلية ونربي الأبقار والأغنام والدجاج اللاحم والبيّاض وتربية النحل وغيرها وإستطعنا تطوير زراعة الدراق ليصل إلى أكثر من ثمانية أصناف وإستطعنا تطوير زراعة البصل ومن النوع الذي يزن 2.7 كيلو غرام للرأس الواحد وكذلك تطوير زراعة الهيليون ونقوم بحلب وتوليد الأبقار والأغنام والخيول والعناية بها وتمريضها وكذلك حراثة الأرض بواسطة الخيول والبغال والتراكتورات وإذا توقف أحدها بسبب ما نقوم بإصلاحه.. وعلى عجل إنه التعليم بالعمل في كلية خضوري الزراعية ..!