بعض اسباب هجرة الكفاءات الاردنية العاملة في قطاع التامين
16-03-2008 02:00 AM
تطالعنا الصحف اليومية لاعلانات عن فرص عمل في دول الخليج العربي بين الحين والاخر وفي مختلف التخصصات الامر الذي يفقدنا كفاءات تامينية اردنية. كان من الممكن استغلالها لتطوير الاقتصاد الوطني لو تم منحهم فرصا واهتماما ودخلا معتبرا ولكون تلك شركات التامين مساهمة عامة فأن مبدا الربح والخسارة هي اهم مايفكر به المساهمين وخاصة الكبير منهم فهو وبكل بساطة يبيع حصته لمساهم اخر جديدا اذا شعر بوجود ربح من خلال تلك الصفقة او شعر بان اسهمه قد تتعرض لخسائر مما يعطي الفرصة للمساهم الجديد بفرض سياسته على الموظفين الذين قد يكونوا استمروا سنينا في تلك المؤسسة ويلجأ بعض المساهمين الجدد الى سياسة حق اريد بها باطل وهو ما يسمى باعادة الهيكلة الامر الذي قد يفقد بعض الموظفين عملهم وحقوقهم الوظيفية مما يجعلهم يعيشون في دوامة البحث عن العمل والانضمام الى صفوف العاطلين في ظل ظروف اقتصادية وغلاء مستمر في الاسعار وللاسف قوانين العمل دائما الى جانب الاقوى وهو رب العمل لان تلك القوانين وان بدت في صورتها شديدة الا انها منحت ارباب الشركات منافذ للتهرب من المسؤولية الاخلاقية تجاه الموظفين مما يجعل دائما موظف قطاع التامين يعيش في دوامة وحالة ارباك ويبحث عن العمل في دول اخرى و التي قد تستفيد من هذه الكفاءات وتطورها .
ومن الاسباب الاخرى التي تحفز بعض الموظفين للبحث عن العمل في الاسواق المجاورة هو سياسة بعض المدراء العامين والادارة العليا في تلك الشركات ومنها سياسة الباب المغلق ومن الموظفين من لايستطيع مقابلة المدير العام علما ان المسافة بينهما لاتتعدى طابقا بعدة درجات ويترك الامر للسكرتيرة وكأنها هي صاحبة القرار وانت تعلم في مثل تلك الحالات فان اهم ماتصبوا اليه تلك السكرتيرة الحسناء او ذات اللبس الخليع او العانسة هو ارضاء مديرها العام وتضرب بعرض الحائط كل المبادئ والقيم ومنهم من تدعي بان قرارها نابع من قرار المدير العام وتسمعك الكلام الذي قد يكون جارحا احيانا وبالعادة فان شكوى الموظف المسكين لاتصل الى المدير العام او قد يترك الامر بيد موظف يعتبره ذلك المدير بانه هو صاحب الحكمة في تلك الشركة وبالطبع فانه يستغل وظيفته اسوأ استغلال وعادة لايعرف مبدأ الرحمة ولايسمع مظلمة لانه يريد ان يعطي صورة لمديره العام بانه قد ضبط الشركة ومسيطر عليها لان المدير اذا اكتشف حقيقته اواساليبه الملتوية فلن يبقى على راس عمله ومن اهم مبادئه هو ان الموظف دائما على خطأ وقرار الادارة هو الصحيح وبالتالي امام الموظف خيارين اما ان يقبل بالوضع ويسكت او يقلب المكتب على راس السكرتيرة او ذلك الموظف اللعين وانت تعلم عاقبة هذا الامر .
ويلجأ احيانا بعض المدراء العامين الى سياسة التحيز بين الموظفين من خلال الترقيات الوظيفية ومناصب قيادية لغير المستحقين لها لاعتبارات شخصية او مذهبية وبينما المستحق لهذه المناصب يبقى كما هو مما يجعل تلك الشركات تعيش في حالة ضعف لعدم قدرة هذا الموظف المرقى للقيام بوظيفته الجديدة او بزيادات في الرواتب استثنائية بين الحين والاخر ودورات في مجال التامين تكلف الالاف من الدنانير بينما اذا طلبها آخر تصبح ميزانية الشركة لاتسمح بذلك ومن لم يملك واسطة او معرفة بالمدير العام يعيش أبد الدهر بين الحفر وحتى تطبيق انظمة الشركة الادارية تختلف بين موظف وآخر ويلجأ بعض عباقرة الادارة من المدراء العامين الى سياسة وضع جواسيس لهم من صغار الموظفين مهمتهم الرئيسية نقل الاخبار وفبركتها الى المدير العام او وضع الكاميرات التجسسية في المكاتب او التنصت على اتصالات الموظفين وكأنهم يعيشون في دوائر المخابرات الامريكية مما يخلق حالة من الارباك وعدم الثقة بالنفس لدى غالبية العاملين معتبرا هذا الفذ ان هذه السياسة قادرة على ردع الموظفين علما انه لايعلم بان الموظف يستطيع ان يعمل ما يشاء اذا فقد الثقة بادارته .
هذه بعض الاخطاء التي ترتكب بحق شركات التامين المساهمة العامة والتي تجعل من موظفنا شخصا مهزوزا يبحث عن فرص عمل في الاسواق المجاورة وبذلك يفقد السوق الاردني كفاءات اردنية محترفة اعمال التامين كان من الممكن استغلالها لتنمية مؤسساتنا الاردنية و تساهم في رفع مستوى اقتصادنا الوطني وتجعل من الاردن بلد ناميا اداريا ومتطورا في التعامل مع تنمية قطاعات الوطن المختلفة مشيرا لما يتبع في شركات اليابان والصين حيث ان المدير العام يكون بين العاملين ويجلس معهم لتبادل الحديث وتناول الطعام وتكون يده بيدهم ويمنح مكافآت مجزية للمستحقين لها فعلا وليس في قصرا عاجيا او يضع محرمة في جيب جاكيته اليسرى كما يحصل عند مدراء شركات اردنية موهما نفسه بانه اصبح انشتاين زمانه علما انه امام معيد التامين لايساوي شيئا ويبدو انه اضعف مايكون فارضا هذا المعيد شروطه عليه وكل مايفعلهامديرنا العام هو ان يهز رأسه بينما يكون اسدا على موظفين شركته ولايسمع الا صوت الاعلى اداريا مما جعل اليابان والصين دولا متقدمة جدا في مجال الادارة والتنمية والصناعة واصبحت سياستهم تدرس في جامعات العالم ومثالا يحتذى به في كل الدول ولكن يبدو ان هذه الكتب والمنشورات لم تصل الى بعض شركاتنا الاردنية بعد لانهم يعبشون في كوكب اخر .
Rabeh_baker@yahoo.com