إلى الدكتور صبري اربيحات * محمود كساب
17-08-2014 12:37 PM
من المفرق مدينة الشمس وجارة القمر الى تلة القمر كما احب ان يسميها معالي الدكتور صبري اربيحات..
الشتاء في ذاتي شديد البرودة وريح منتصف الليل تهب بلا هوادة على صحراء نزقة عنيدة وأبراج المنارات انطفأت انوارها وتاه في اللجة البحارة، وبذور الحياة تريد من يسقيها والا ملت الانتظار مهرة جامحة كانت الحياة ولا اريد للمعبد ان ينهار.. احببت المعبد موسيقى ساحرة ورقص جماعي وقوارب عشق في الانهار ودار المدار عاما يتلوه عام والحلم في الحب الافضل بالانتظار جاءت وذهبت قوافل التاريخ محملة بالتين والزيتون ومحار البحر والغبار وبعيدا عن رعونة الوصل ولحظة النشوة افك ازرار احمالي واسبح في الكون متأمل صنعة البديع.
معالي ابو العبد هل هناك اماكن: افضل مدن افضل عواصم اجمل يستريح فيها انسان هذ الشرق من العذاب وملوحة ماء البكاء في العيون والجفون والجنون ولماذا كل هذا الانكماش والازدراء وهذه الحالة من الانطواء الغامضة؟
العمر ضاع كله في السفر الى المهاجر والكثير من الاحيان الى الداخل.. الاطفال يكبرون والصبايا الجميلة تفيض بدموعها ليلة الحنا وترويدة الوداع تنيط بالقلوب (امي يالمي شديلي مخداتي وطلعت من البيت ما ودعت خياتي) تزيد بالجرح وجعاً والوالد في المهجر بعيد فبماذا يفيد الحب هنا وسنطه السمسونيات مليئة بالريال والدينار والدولار (...).
اسمها نيللي كانت حبي الاولاني تعمل مع فرقة (...) للفنون الشعبية جابت معها كل مسارح اوروبا وجميع مسارح شرق اسيا لكنها بقيت حزينة بعاطفة نبيلة قلت لها يوما لا تتعبي نفسك ان القلوب المشحونة بالاسى من المحال ان تحس بالسعادة حتى لو نالت اوسمة المجد الكاذب وصفقت لها مسارح باريس اعجابا واخذت هدايا ثمينة..
حدثتها عنك برسائلي قلت لها انك بعمري بسني وقلت لها يوم ان كان يأكل الناس ( طراميز الذرة) شعير وذرة اعطاني عشرة دنانير رسوما مدرسية لدير الاتين وكنت ادرس فيه بقي ابدا عملاقا لم يغادر افكاره يوما كما فعل الحسه من الناس بقيت غدرانه مملوءة بالماء وشجر النخيل..
معالي الصديق لاتلمني عندما يعتليني الارهاق وسيشدني خيط الحزن الى الاعماق.. مشكلتي مع حزني انه كاوي نار لهب ولهيب.. حزني يا صديقي كثيرا مايشبه .. حزن الجياد الجريحة في مثل هذه الحالة اهرب الى الفضاء الى هناك الى السماء بعيدا بعيدا اسبح في اجواز الكون نجوما وكواكب اقمار وشموسا فاحني راسي اجلالا لعظمة خالق هذا الكون فاسبح له ثلاثا واستغره ثلاثا واصلي له ثلاثا وذلك من قبل أن اعود الى همس الليل على الارض وروعته..
معالي الصديق لانك مدينة الشمس المقدسة لان معاك مفتاح المدن الفاضلة.. لانك الجالس بين الانهار والينابيع بين المطر والعناقيد تلملم من الارض وردك ومن الصحراء ظلك لانك مثل حفنة تراب لها رائحة وطن لا احلى ولا اجمل لان ثقافتك الشخصية واسعة بوسع الافق لانك للثقافة الاردنية الحامل لمشاعلها وشموسها وشموعها اسعد معاليك ان اكتب اليك..