طفت على السطح الاعلامي كتابات وتصريحات لفتت انتباه الناس الى موضوع هام هو التربية والتعليم ، وجامعاتنا واعداد الطلبة المتوقع قبولهم هذا الصيف 2014 ومقترحات ومرئيات بعضها متطابق والآخر متناقض !!

وكتابتي عبر هذه السطور ليس لها علاقة مباشرة فيما دار من سجال حول التعليم الا من باب واحد هو : منذ اربعة عقود ونيّف ونحن ننادي بتعزيز منهجية الاقتصاد المعرفي نظريا .. وبعد مرور كل هذه السنوات هل فكرنا في تقييم الشوط الذي قطعناه .. وهل يتوافق المحقق مع المخطط له بهدف قياس الجودة والتعرف على مواقع الخلل والقوة ، والتركيز على المعوقات حتى نعرف جيدا كيف نتعامل معها !؟

دعونا نبحث في الواقع وكفانا قوقعة في بوتقة النظرية .. ودعونا نضع نصب عيوننا واذهاننا ان تقارير التنافسية للمنتدى الاقتصادي العالمي قد ركزت على الاهمية التي يتبوأها التعليم كمحرك للانتاجية . وخلصت هذه التقارير الى نتائج ملخصها ، ان الدول التي الاستثمرت في التعليم ، قد اظهرت نتائج ايجابية على تخفيض مستوى الفقر ، ورفع نصيب الفرد من الدخل ، وتحقيق موقع مميز على خارطة الاقتصاد العالمي !!

وفي سبيل تحقيق الاهداف التعليمية ، من خلال تطبيق الرؤية والرسالة للاقتصاد المعرفي ، فان جميع المؤشرات ، تؤكد على ضرورة اجراء تغيير جذري في المنهجية التربوية والتعليمية ، من خلال عدد من المحاور، وفي مقدمتها :

اولا : تنمية الاستعداد لمواجهة متطلبات التعليم ، ونشر الوعي المجتمعي والفهم العام لهذه المتطلبات .. بالاضافة الى ادخال تغيير في المناهج والممارسات التعليمية ، لتحقيق مخرجات الاقتصاد المعرفي .

ثانيا :اعادة توجيه وتحديد مكونات الرؤية المستقبلية ، والسياسات والاهداف الاستراتيجية المرتبطة بالنظام التعليمي ، القادرعلى تحقيق التغيير والتحول المنشود ، لمواجهة الاحتياجات المتسارعة للاقتصاد المعرفي .. بالاضافة الى توفير الدعم لتجهيز بينات تعليمية ملموسة ، وتتميز بالجودة ، مع التركيز على النوعية في خلق الاجيال القيادية .

ويتطلب نجاح الاقتصاد المعرفي تطوير الموارد البشرية ، بالكيفية التي تفي بمتطلبات تعزيز الخطط التنموية ، ودفعها لتحقيق الاهداف المرسومة . كما ان شح الموارد الطبيعية ، والزيادة المضطردة للتعداد السكاني في الاردن ، يشكلان تحديات كبرى تستدعي تنمية الموارد البشرية ، لتحقيق اهداف ثلاثة هي :

الهدف الاول : درجة عالية من التمكين ، والحرص على النمو المهني ، والتعليم الذاتي المستمر ، والقدرة على التواصل والابداع ، وحل المشكلات واتخاذ القرارات .

الهدف الثاني : مستوى متميز من التعليم والتدريب ، واعادة التدريب ، وفق المستجدات .

الهدف الثالث : المرونة والقدرة على التحول من مهنة الى اخرى ، والتعامل مع تكنولوجيا المعلومات ، وتوظيفها بنجاح .

وبقي ان نقول : هل حققنا اهدافنا في التعامل مع واقع الاقتصاد المعرفي .. واذا لم نصل الى الهدف ، فان السؤآل المنطقي هو : اين نقف الآن .. والى ماذا نتطلع .. وكيف ومتى سنحقق الهدف المنشود !؟