المسكوت عنه في تاريخ يهود!
جهاد المحيسن
17-08-2014 03:58 AM
رغم كل ما كتب عن اليهود في بلاد العرب، إلا أن هذه الكتابات بقيت في إطار اليهود الذين تواجدوا على أطراف الجزيرة وخصوصا في اليمن والبحرين، وبلاد الشام والعراق.
لكن هذه الدراسات لم تسعفنا في تحديد إذا بقي أحد منهم في الحجاز أو نجد، فالروايات التاريخية التي عالجت هذا الموضوع، هي ذاتها تتسم بالغموض عن تاريخ يهود المدينة، وبني القينقاع وبني النضير ويهود خيبر، وماذا حل بهم بعد قرار الرسول الكريم بطردهم من المدينة؟
فعلى الرغم من هذا القرار المهم جداً في مسيرة السيرة النبوية، وتاريخ اليهود في الجزيرة العربية، إلا أن كتّاب السير والمغازي الذين أسسوا لعلم التاريخ، لم يتطرقوا بشكل تفصيلي إلى هذا الموضوع، رغم الأثر الكبير الذي تركته الإسرائيليات في سيرة الرسول، وفي تفسير القرآن الكريم فيما بعد، وفي الكتابة التاريخية سواء المبكرة منها أو المتأخرة.
ورغم صرامة تتبع موضوع السير والمغازي وتنوع مدارسه إلا ان صحة السند في الراوي والرواية بقيت الفيصل في دقة هذه الروايات وتتبعت منهج علم الحديث في صحتها، إلا أنها تسللت بقوة في الحديث الشريف وفي التاريخ وفي السيرة النبوية.
وعلى الرغم من الذين كتبوا في السير والمغازي كمحمد بن شهاب الزهري، والواقدي والبلاذري وغيرهم، إلا أن وهب بن منبه استطاع أن يؤسس لخطاب الإسرائيليات في السيرة، ورغم كل النقد الذي وجه له من معاصريه وحتى يومنا هذا، لا يستطيع أحد أن ينكر تأثيره في ترويج الروايات الإسرائيلية.
هذه التساؤلات التي تطرحها الكتابات المبكرة للتاريخ الإسلامي، لم تجد لغاية هذه اللحظة إجابات شافية ، بحيث لم يعد أحد يتطرق لها، وأصبحت كعادة المسائل التاريخية ذات الإشكاليات يتم السكوت عنها، واليهود لم يكونوا طارئين على الجزيرة العربية كما تقول الكتابات الحديثة، ومنها كتابات كمال الصليبي وغيره ممن بحث في جذور اليهود وقصصهم، التي يوردونها عن تاريخهم المصنوع بحبكة أسطورية خالصة عبر أسفار التوراة !
لكن من المؤكد أن نمط الدم والقتل وازدراء الآخر، والتعامل مع البشر على أنهم عبيد لرغباتهم، يؤكد الطابع الرعوي وغير المتسق في حضارة الشعب المختار، ويشير أن هذه الثقافة المليئة بالدم والحقد، استطاعت أن تحافظ على وجودها حتى هذه اللحظة ولكنها تتستر على يهوديتها خوفا من قرار الرسول بطردهم!
(الغد)