.. النفط والغاز وأبناء الحراثين!
طارق مصاروة
16-08-2014 04:24 AM
خلاصة الكلام، أن برتشبتروليوم لم تجد أن الغاز المقدّر في منطقة امتيازها ليس مجديّاً بالمقارنة مع حجم استثماراتها المقدّر بالمليارات ولذلك توقفت!!. لكن خلاصة الكلام أيضاً أن عندنا غازاً وعلى أعماق، ولكن الحساب بالنسبة للمصلحة الوطنية يقول إن أيَّ كمية نصل إليها هي مكسب.
ونعود إلى موضوع المصلحة الوطنية، فإنّ شباب سلطة المصادر الطبيعية قبل ثلاثين عاماً قاموا وحدهم بالحفر في حقل الريشة ووصلوا إلى اثبات وجود الغاز، والنفط. وصار الحقل يزود المولدات الكهربائية التي تقرر اقامتها غير بعيد عنه بكميات قليلة، ويزود مصفاة البترول من حقول حمزة بكميات من النفط متواضعة.. لكنها نفط!
..وقتها، قرر رئيس الحكومة الاستثمار في فرق سلطة المصادر، وقرر شراء حفارة أعماق.. وكانت فرحتنا بهذا الفريق المؤلف من «عيال الحراثين» فرحة كبيرة بخبراء أردنيين درسوا في الدول الاشتراكية.. واثبتوا أن الغاز أو النفط ليس نفطاً وغازاً هاربين، كما كان يُشاع.
وجاء زمن دخلنا فيه عصر الخصخصة، فأوقفنا اندفاع الفريق، واوقفنا الحفارات، وتلونا فعل الندامة - كما يقول الكاثوليك - على أموال اضفناها لأننا اعتدينا على عفاف شركات النفط العملاقة واوحينا لأنفنسا أننا قادرون على الاكتشاف والانتاج وتزويد مؤسسات صناعة النفط والغاز بمنتج أردني!
ناقشنا وقتها أحد المتحمسين للخصخصة في موضوع التنقيب عن النفط والغاز، فأصرّ وقتها على أن قرار الرئيس كلّف الدولة خمسة وعشرين مليون دينار.. «ضاعت في الهواء»، ورفض أي اعتبار نسبة 7% من حاجتنا للطاقة وفرها حقل حمزة!!. وكان يتحدث عن أبوظبي والسعودية!
.. الآن وبعد التيه المرعب، وصل بنا الحد إلى «إلغاء» سلطة المصادر الطبيعية «توفيراً» على الخزينة.. لولا رزانة قرار مجلس الأعيان.
ترى وبعد مغادرة برتشبتروليوم ماذا سنفعل غير «الدلالة» على مناطق الامتياز: يا من يشتري حقولاً نفطية بور في بوادي الأردن وأحقافه؟!
وهل يلهمنا الله فنعود إلى «أبناء الحراثين» ونلملمهم ونضيف إليهم من المهندسين الجيولوجيين.. لنعود فنحرث حقولنا النفطية والغازية المهجورة؟!
نحن لا نحتاج إلى خبراء.. فعندنا الآلاف منهم، ولكننا نحتاج إلى الإرادة الوطنية، وإلى الاستثمار في موجوداتنا البشرية التي لم تخذلنا أبداً.. حتى حين يكون بلدنا طارداً.. ويسافر الأبناء إلى حيث يجدون العمل، ويرسلون ثمرة جهدهم للوطن الذي رعاهم أطفالاً، وصيّرهم كباراً يهاجرون، فيردون إلى الوطن استثماراته فيهم!
نحن نحتاج إلى الإرادة الوطنية، لنكتشف غازنا ونفطنا بأيدي أبناء الحراثين، فيكون وقتها النفط والغاز يحمل اسم نفط وغاز الأردن!
نحن نغامر بالنظريات - ومنها الخصخصة - فلماذا لا نغامر ونستثمر بحقائق الإبداع الأردنية؟!
(الرأي)