لا أشياء تنتظرنا .. ! .. *ناهض الوشاح
16-08-2014 02:38 AM
أنا ضائع فيك ِبين المراثي وبين الملاحم بين شمسي وبين الدم المستباح، هل يُحزنكم موتنا ؟!
هل تًحزنكم أشلاؤنا المتناثرة على الأرصفة والجدران المعبقة بتجليات لاجىء يحلم بالبقاء على أرضه دون دماء تجري من تحت قدميه ، دون أن تفر منه دمعة أخيرة على صديق سقط الآن برصاصة عابثة غادرة اخترقت قلبه المخضب بسجود طويل يسقط فيه إلى الأعلى .. ويسهب بأقدس الأسماء أن يجمعه بكل الأحبة الذين عبروه ،فوجدوه يتسع لكل أهل الأرض فسكنوه... لكن الشظايا وجدتهم يتهامسون عن فرح لم يطرق أبوابهم بعد ... عن كلمة نكتبها على ورقة ميته لا تسمن ولا تصد قاتل يفرغ بغضه للعالم فينا .
هل نحبكم كي نظل على صلة بالحياة ؟أم أننا أضعنا ما لم نقاتل من أجله فبكينا عند ضياعنا...نفرغ قلقنا وهوسنا وضعفنا وخيباتنا وخذلاننا وانكساراتنا وشفقتنا المصطنعة على قيثارة الدم الفلسطيني .. الطفل الفلسطيني ، الجد والأب الفلسطيني ، الطفلة والأم الفلسطينية. (يا حقل التجارب للصناعات الثقيلة والخفيفة يا لحم الفلسطيني ).
أرتطم بظلي .. أتعرّى هنا ، أنحني لطفل هو أكبر من أكبرنا .. لصفعة أمي التي خانتها مسافة الليل بين خدي وسجادة الصلاة .. لسفر بكل خجل من تلك التمائم التي أحملها على صدري والصلوات التي حفظتها منك .. والتي أصبحت الآن مسألة طقوس لا أكثر .. آه من رنين الفراغ بين همسي لك ورحيلي عنك ... أريد أن أمتلك كل شيء وقولك :ليتك لا شيء ،ليتك لا شيء...
***
_أيها الموت ، أيها القبطان العجوز حان الوقت ،فلترفع المرساة ، هذا البلد الكئيب يبعث فينا السأم ، أيها الموت فلتبحر .
فالحياة ليست ألا موتا طويلا نمارس فيها وراء العتم وجودنا وعدمه ، إيماننا أو قلته بمخلّص نحلم فيه كي لا نفنى على عتبات الضياع ولا نتفاجأ بنزواتنا البائسة وانتظارنا الطويل لإنسانٍ لا يحمل معه سوى مرآة خوفنا وترددننا وصمتنا وكلماتنا الباهته عن الحب والفراق والأرض والبحر ..والسماء التي ملّت من كثرة دعوات الجبناء ... فلنسرع بالبحث عن حفار قبورأو لنحفر قبورنا بأيدينا لأن الموت أكبر من أن يأتي لأموات ماتوا قبل الموت .
***
يا إلهي امنحنا القوة كي تغفر لنا امي خذلاننا لها .. فهي تعلم مدى الظلم الواقع علينا وهي تعلم أننا لا نملك الأشياء والأشياء تملكنا ..
هل أرواغك ؟ .. هل أبرر لك ؟ بتقديم الأعذار ولا أعذار أمام دمعة ذرفتيها بصمت صاخب على جسد ريحانة قلبك وفاء .. وفاء تعبت من البحث عنك وتعب الطفل الذي لم يعد يهدهده إلا الرحيل إليك ، فهل البحر هناك بلون عينيك ؟ أم الدم بلون البحر..؟! حنيني إليك يوجعني وكل وجع لا يحملني إليك يقتلني .
أرفع يدي أخفض رأسي أتزيّن بعباءة الملائكة ... أبكي ... أصرخ يا إلهي أعرني شيئا من الرحيل ... من الغفران .. من الجنون .. من الوصول اليك أحياء، لعلنا نقتنع بأن أمي لم تلملم جسد أطفالي الممزق بكل أرض ... !