إسرائيل تدفع الثمن عالمياً
د. فهد الفانك
15-08-2014 03:56 AM
المعركة حول كسب العقول والقلوب لم تنتظر انتهاء المعركة بالصواريخ والطائرات. صحيح أن إسرائيل حققت دماراً شاملاً في غزة ، ولكنها في الوقت نفسه حققت دماراً شاملاً لموقعها في عقول وقلوب العالم.
لا نقف طويلاً امام المظاهرات الحاشدة المعادية لإسرائيل في العديد من عواصم العالم ، فالمشاركون فيها قد لا يمثلون مجتمعاتهم عددياً ، ولكنا نقف أمام استطلاعات الرأي العام العالمي التي تقوم بها جهات ذات مصداقية عالية.
تشير مسوحات الرأي العام العالمي كما رصدته (جلوبلسكان) إلى أن أكثرية متزايدة في العالم أخذت تنظر شزراً تجاه إسرائيل ، لدرجة أنها حصلت في الاستطلاع على أسوأ موقع عالمي بعد كوريا الشمالية وإيران وباكستان ، فلم ينظر إليها إيجابياً سوى 22% مقابل 45% ينظرون إليها سلبياً.
هذه الصورة البشعة لإسرائيل على خارطة الرأي العام العالمي لم تكن كذلك دائمأً ، فقد مر وقت كان العالم معجباً بالديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط ، ولكن ممارسات إسرائيل العدوانية ، وجرائم الحرب الفظيعة التي ارتكبتها في غزة وشهدها العالم على شاشات التلفزيون ، لم تذهب دون أن تترك أثراً يزيد صورة إسرائيل سوءاً كدولة عنصرية ، تطبق نظام الفصل العنصري ، وتحتل وتستوطن أراضي الغير. وتسجن شعباً بأكمله ، ثم تدمر البيوت والمدارس على رؤوس ساكنيها.
حتى الشعب الأميركي ، الذي كان أسير الدعاية الصهيونية ، أخذ يراجع مواقفه لغير صالح إسرائيل ، ففي استطلاع للمواطنين الاميركيين أجرته (جالوب) حول الموقف مما جرى في غزة ، اتضح أن 42% فقط من الاميركيين ما زالوا يتعاطفون مع إسرائيل ويرون أن ممارساتها في غزة لها ما يبررها مقابل 50% رفضوا مبررات إسرائيل.
بل إن الشباب بين 18 إلى 49 سنة يأخذون موقفاً أشد رفضاً ، حيث هبطت نسبة المؤيدين لإسرائيل بين هؤلاء إلى ما دون 23% وإذا خسرت إسرائيل أميركا فماذا يبقى لها؟.
حتى لو ربحت إسرائيل المعركة بمقياس الدمار والضحايا ، فقد خسرت المعركة بمقياس الرأي العام العالمي ، حتى في منطقة نفوذها الأكبر والأهم أي الولايات المتحدة الأميركية التي تقدم لإسرائيل دعماً غير محدود بالسلاح والمال والغطاء السياسي.
جيش إسرائيل دمر غزة مادياً ، ولكن شعب غزة دمر إسرائيل أخلاقياً ومعنوياً.
(الرأي)