عندما كتبت قبل ايام بعض الملاحظات للأخوة في جبهة العمل اﻹسلامي كانت نيتي أن أشير لنقاط تجمعنا وأخرى تفرقنا،
يجمعنا حب فلسطين واﻷمل والسعي لتحريرها،
يجمعنا موقفنا الرافض لوجود سفارة الصهاينة واتفاقية الذل والعار.
يجمعنا حب اﻷردن
ويفرقنا حب اﻷردن
ستسألون كيف يجمعنا ويفرقنا حب اﻷردن ؟؟
إن حب اﻷردن عند الجبهة يأتي ثانيا فاﻷول عندهم تنظيمهم ذو الظاهر السياسي ولكن بمضمون ديني،
فتنظيمهم الديني أهم من الوطن والوطنية،
بينما من هم خارج التنظيمات الدينية يرون أن الوطن للجميع والدين لله،
فاﻷخوان المسلمون لم يتذكروا أن تركيا تحتل أراضي من أمتنا ربما ﻷنهم يشعرون أن السلطنة العثمانية هي أمتهم كونهم يفكرون بالدين والطائفة أوﻻ،
لم يتذكر اﻷخوان لواء اسكندرون وديار بكر،
وتجاهل اﻷخوان اﻷطماع العثمانية بالموصل وحلب، وكل الجرائم الوحشية التي حدثت في الموصل وحلب هي بدعم لوجستي تركي يؤكد على استيقاظ الحلم التركي بضم "وﻻيتي" الموصل وحلب.
نسي اﻷخوان جرائم السلطنة في أمتنا واحتلالها أربعة قرون واﻹعدامات الكثيرة والوحشية ﻷجدادنا.
طبعا لن اذكر اﻷخوان بمجازر العثمانيين بحق اﻷرمن ﻷنهم ﻻ يريدون تذكر ذلك.
ولم أفهم اعتصام اﻷخوان أمام السفارة السورية أثناء العدوان الصهيوني على غزة هاشم وأنا أحترم حرية الرأي ولهم أن يعتصموا أمام السفارة السورية متى أرادوا ولكن اعتصامهم أمام السفارة السورية وتجاهل السفارة الصهيونية بذلك الوقت أمر يدعو للريبة أو يعتبر وكأنه محاولة ﻹشغال الرأي العام عن الصهاينة وتوجيه اﻷنظار الى مكان آخر.
أكتب اﻵن بعد قراءة بعض المقاﻻت التي تتكلم عن نية الحكومة بنقل تجارب دول أخرى بكيفية التعامل مع اﻷخوان وحظرهم، رغم ايماني بأن على أي دولة بالعالم ان أرادت أن تسير للأمام أن تمنع تشكيل أحزاب على أساس ديني ولكننا ما زلنا ننتظر إنجاز قانون اﻷحزاب ويبدو أننا سننتظر طويلا.
وأعود للأردن وللأخوة في جبهة العمل اﻹسلامي،
أيها اﻷخوة
اسألكم ماذا قدمت تركيا لقضايا أمتنا؟
ولتتأكدوا أنني ﻻ أتكلم من منطلق ديني أقول لكم أنا مع أي مجموعة أو فئة أو دولة يكون تحرير فلسطين هو هدفها،
ولكني ضد أي فكرة تضع الدين قبل الوطن
قال الزعيم انطون سعادة:
" قتالنا على السماء أفقدنا اﻷرض "
وأنا كشخص قومي اجتماعي أرى مصلحة أمتي أوﻻ، وديني بيني وبين خالقي و"الدين المعاملة" فأنا لن تنفعني صلاتك وﻻ تدينك وﻻ ينفع الوطن صومك وايمانك
تنفعني معاملتك لي وينفع الوطن التزامك وضميرك وتضحيتك
فلا تهمني مصلحة الفاتيكان أكثر من مصلحة أي عامل في الزرقاء وﻻ تعنيني مصلحة اليونان أكثر من مصلحة فلاح في يافا،
ﻷن وطنيتي وقوميتي أوﻻً.
أخوتي في جبهة العمل اﻹسلامي
كلامكم عن تركيا وقطر يعادله أن أقول أنا كمسيحي عربي أن أمريكا راعية السلام في العالم بينما هي في الحقيقة راعية الشر،
وكأن أقول ان انكلترا تدافع عن فلسطين وأهلها وهي بالحقيقة صاحبة وعد بلفور المشؤوم،
دعونا جميعا نبتعد عن ادخال السياسة بالدين ﻷن الدين أطهر من أي رجل سياسة بالعالم.
وادخال الدين بالسياسة هو ما أدى لظهور أعلى نسبة الحاد في دول تعتبر متدينة جدا.
نحمي الدين بإبقاء مكانه عاليا فوق أي حزب أو فكرة.