بين فكي العالم الافتراضي والواقعي
ايمان كريمين
14-08-2014 05:10 AM
يخطئ البعض بهذه الايام عندما يظن ان العالم الافتراضي تحديدا مواقع التواصل الاجتماعي بانواعها المختلفة هي بديل شافي عن واقعنا الحقيقي
وهي دواء يمكن ان ناخذه لتخلص من ظروف ما او حالة نفسية ما نعاني منها
فعلى مر اعوام ونحن نتابع ونتفاعل ونتحدث مع الاخرين من خلال هذه المواقع الامر الذي خلق حولنا عالما وهميا ونحن من طورناه حتى بات يطبق ابوابه علينا ثم ليسجنناخلف اوهامه ثم نبدا بخلق اعذار ومبررات لنقنع انفسنا اننا نجد ضالتنا من خلالها فنجلس ساعات طوال نعتزل بداخله عما يحيطنا لنصبح بنهاية الامر قد وقعنا بشرك الادمان عليه
هذه المواقع المتصفة بالمواقع الشبكة العنكبوتيه وانا ارى بتسميها هكذا وجهة نظر اخري عير تشابك العلاقات وتواصلها مع بعض بطريقة نسج العنكبوت وهي ان هذه المواقع تجعل من الشخص المتسلل لشبكته اسيرها فتسجنه داخل خيوطها المتشابكه ليصبح فريسة الوحدة ما ان يلبث به حتى يبدا بالاصتدام مما يزيده رهقا على رهق يؤدي به الى التهلكة ورحلة التوهان بين الحقيقه والوهم
فالواقع يحاول جذبنا بكل ما اوتي من حقيقة وبما فيه من اشخاص نرتبط بهم بعلاقات قوية فالاسرة والاصدقاء والجيران كلهم يحاولون التاثير على مدمن الافتراضى ومن جهة اخري العالم الافتراضي بما فيه من وهم محبب لدى المدمن يؤثر علينا لذلك يبدا الصراع بين العالمين ونغوص نحن من ادمنا على هذا العالم المستحدث الذي ملك كل احساسنا لا ينقذنا منه الا العلاج البديل لهذا الادمان
كما أن مستخدم تلك الخدمات يقدر أن يُخبئ اسمه وسنه ومهنته وشكله وردود فعله أثناء استخدامه لتلك الخدمات، وبالتالي يستغل بعض مستخدمي الإنترنت -خاصة الذين يحسون منهم بالوحدة وعدم الأمان في حياتهم الواقعية- تلك الميزة في التعبير عن أدق أسرارهم الشخصية ورغباتهم المدفونة ومشاعرهم المكبوتة مما يؤدي إلى توهم الحميمية والألفة.. ولكن حين يصطدم الشخص بمدى محدودية الاعتماد على مجتمع لا يملك وجهًا لتحقيق الحب والاهتمام اللذين لا يتحققان إلا في الحياة الحقيقية، يتعرض مدمن الإنترنت إلى خيبة أمل وألم حقيقيين و يمكننا أن نضيف الخلاصة و هى الملل و الفراغ و الوحدة و المغريات التي يوفرها الانترنت والشبكة العنكبوتية للفرد وغيرها الكثير حسب ميول الفرد و هكذا يتحول الفرد من شخص طبيعى الى مدمن منعزل
البعض يضع بعض المبررات لكي يبرر لنفسه هذا الادمان فمثلا البعض يقول انه عالم مفتوح قد احصل على المعلومات بشكل اسرع واسهل وبشكل سري بحيث اكون صاحب الموقف بالدخول لهذا العالم والخروج منه
اذا لابد ان نعترف ان مغريات هذا العالم كبيرة جدا لاي شخص الا ان اسباب هذا التعلق يكمن بعدة نقاط نسرد بعضها
1- تمنح هذه المواقع الافتراضيه الراحة النفسية والجسميه بحيث يستطيع المدمن عليها اخذ ما يحتاج بسهولة ودون تعب وبزمن قياسي فليس علية الخروج من دائرة الصغيرة ولكنه يدخل عالما مفتوحا يتوفر به كل ما يطلب
2- الخصوصية بمعنى ان المرتاد لهذه المواقع كما ذكرنا سابقا انه هارب من الحياة الحقيقية لانه يبتغى نوع من الخصوصيه المغلقه على ذاته وهذا يوفر بشكل اضح بالفيس بوك او التويتر وغيرهابحيث يستطيع الفرد ادارة اي شيئ يرغب به وبسرية تامه بدون ان يسبب له احراجا وهذا ما نراه متوفرا في خاصيه الدردشة بالفيس بوك او التويتر
3- السيطرة فالانتر نت عموما والمواقع بشكل خاص توفر للمرتاد الشعور بالسيطرة وهذا ما يرغب به الكثيرين الكثيرين وخاصة بمراحل المراهقه التى هي بالاساس تقوم على محاولة فرض المراهق لشخصية على من حوله لذلك نجدهم اكثر ادمانا من غيرهم من المرتادين
4- عدم التكلفة - يستطيع ان يجلس لساعات بتكلفة مادية قليلة بالمقابل من استخدامه اساليب ترفيه وتسلية اخرى على ارض الواقع
5- الهروب من المسؤولية
فهو كما نعلم يمكن ان يستخدم اسما مستعارا او يتخذا صفاتا غير صفاتة او ممكن ان يصنع لنفسه عالما اخر بعيد كل البعد عن حقيقته الامر الذي يشعرة بعدم المسؤولية اتجاه اي موقف او اشخاص التى هي اساس التعامل بالعالم الحقيقي
وهذه بعض من خيوط الشبكة العنكبوتية التى ما ان يضع المرتاد قدمه بها حتى تبدا حبل المصيدة بجرة شيئا فشيئا ليصبح بمركز الادمان والسجن .
بقي ان نعرف ان العلاج من الادمان على هذه المواقع ليس بالامر الصعب ولا يستدعى منا طبيب نفسيا كما يقول البعض انما يحتاج لشيئ من التوازن والعمل العكسي فكلما شعرنا باننا نهرب من واقعنا الى الافتراضي لابد ان نقاوم ونعود ادراجنا لنحياحياتنا بطريقة متوانة بعيدة عن العزلة والتوهان بين فكي الكماشة العالم الاثيري والحقيقي.
ودمتم سالمين